♥10💔

2.9K 215 25
                                    

أبي يا من غرّست حُبّ الله في فؤادي، ورسّخت عقيدة التوحيد في أعماقي، يا من كنت لي أُمًا في الحنان، و معلمًا في الأخلاق، وأخًا في النصح والإرشاد، نصائحك نورٌ أسير عليه في حياتي، وابتسامتك ثلجٌ يُطفئ خوفي وألمي، بحر قلبي الواسع أنت، وموج عقلي الدافئ أنت، وبياض قلبك بدرٌ في سماء نفسي، ومهما وصفتك فلن أستطع أن أكمل، ليس تهاوناً، ولكن شيء أعمق من ذلك.

في سُرداق العزاء يقف كل من عرفة وحمزة وجاسر لاستقبال من أتوا للتعزية، وكذلك يوسف الذي يكبت دموعه عنوة، يشعر بآلاف من نصال السيوف تهوى على قلبه بلا شفقة، فقد كان والده بالنسبة له هو الأخ والصديق، رفيقه الذي لا يفارقه، فماذا عساه أن يفعل بدونه؟ فهو لأول مرة يشعر بمعني كلمة يتيم.

ربت عرفة على كتف يوسف وقال إليه:

- شد حيلك يا ابني انت وأخوك البركة من بعده.

نظر إليه يوسف بعينين شديدتي الحمرة من فرط البكاء على والده منذ الأمس وقد أضناه الحزن قائلًا:

- أبويا مات يا عم عرفة، ماتت كل حاجة حلوة في حياتي، مات سندي وضهري.

أخذ يربت عليه وأخبره بمواساة:

- البركة فيك وفي إخواتك يا ابني، ما تقولش كدا، هو راح عند اللي أحسن مني ومنك.

ردد يوسف ودموعه تتساقط على وجنتيه:

- ونعم بالله، ربنا يرحمه ويغفر له ويصبرني على فراقه.

لكزه شقيقه بعنف في عضده، يوبخه من بين أسنانه:

- ما تنشف ياض وبلاش حركات الستات اللي أنت فيها دي، عايز الناس يقولوا يعقوب مخلف عيال فرافير؟

رمقه عرفة بامتعاض وبعتاب قال له:

- اعذره يا جاسر، مهما كان دا أبوه، ومن حقه يعيط، مش عيب تخرج مشاعرك.

نظر جاسر نحوه بازدراء وتفوه بسخرية:

- لا وانت الصادق، هو بيعيط لأنه مش هيلاقي الصدر الحنين اللي كان بيدلعه، وكأنه ابنه الحيلة.

ردد عرفة بحزن لأنه يعلم قسوة وجفاء قلب جاسر:

- لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يهديكم على بعض يا ابني.

صاح جاسر بغضب:

- ربنا يهديني إيه يا راجل يا خرفان؟ أنت شايفني مجنون قدامك؟

تدخل حمزة وأمسك جاسر قائلًا:

- خلاص يا جاسر، الناس عمالة تبص عليكم وما ينفعش اللي بتعملوه دا.

عقب عرفة على إهانة جاسر له:

- الله يسامحك يا ابني.

- وأنا مش ابنك، من هنا ورايح لازم تعرف حدودك معايا، اسمي جاسر بيه.

شغفها عشقاًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن