كانت تائهة في درب مظلم وكان كضوء القمر الذي أنار لها الطريق وتسير إلى فؤاده، وكما هو قانون الحياة المتعارف عليه، قليلًا من الفرح يقابله كثيرًا من الحزن.
في مطعم مطل على نهر النيل، منظر خلاب حيث مياه النهر الجارية والأبنية الشاهقة في الجهة الأخرى، نسمات الهواء العليل تداعب خصلاتها المتناثرة على خديها، بينما هو يتأملها, فما أجملها من لوحة قد رسمها الخالق العظيم.
قاطع تلك اللحظات قدوم النادل الذي توقف بجوار المنضدة، يمسك صينية يعلوها كأسين من العصير الطازج، وضع كل كأس أمام كل منهما على حده، وسأله:
- أي طلبات تاني يا فندم؟
أجاب يوسف بلباقة:
- تسلم.
ذهب النادل، فتحمحم يوسف قبل أن يتحدث ويسألها:
- إيه رأيك في المكان؟
ابتسمت والخجل يغزو ملامحها وخديها يتخضبان باللون الوردي فأجابت:
- حلو المنظر جدًا، مية النيل والخضرة على ضفافه والجو حلو قوي النهاردة.
استند بمرفقيه على حافة المنضدة وأخبرها بأعذب الكلمات:
- وأحلى ما في المكان انتي.
نظرت إلى أسفل بخجل وتوتر، رفعت وجهها تتناول كوب الماء، ابتسم من خجلها الجلي فقال:
- أنا والله ما بعاكس، أنا لما ببقى شايف حاجة جميلة بوصفها من قلبي.
و كأن الهرة قضمت لسانها أو ربما توقفت الكلمات على أعتاب حلقها، فكتم ضحكاته وأردف:
- بصراحة يا مريم ومن غير لف ودوران، من ساعة ما شوفتك وأنا حسيت بحاجة بتشدني ليكي، ممكن دا اللي بيقولوا عليه الحب من أول نظرة، لكن كنت بكدب نفسي ولاقيت الإحساس بيزيد جوايا يوم ورا التاني، أتمنى إن يكون إحساسي وصلك.
أنصتت إلى كلماته وكان لها الأثر القوي، فقلبها خفق بقوة وسرت رجفة في خلايا جسدها، استطاعت أخيرًا تلملم شتاتها فعقبت:
- كل كلمة قولتها بتعبر عني بالظبط.
تهربت من نظراته ونظرت نحو مياه النهر ثم استطردت:
أنت تقرأ
شغفها عشقاً
Chick-Lit"ما خلاص يا حب، عياطك ملهوش فايدة" ألتفت إليه و حدقت إليه بازدراء و أخذت تردد من نبع قلبها: "أنا بكرهك، بكرهك" جلس بجوارها و كاد يمد يده ليضعها على ظهرها: "ما هو كان لازم ده يحصل عـ... قاطعته صارخة و نهضت من جواره و جسدها ينتفض: "ما تلمسنيش، و...