-Enjoy-
•
•
•في بواكير الصباح خرج من عباءة البخار التي تراكمت في حمامه وقد ارتدى بُرنساً أسود الـلون التف حول جسده بـمرونة كـأنما احتضن هدوءه وغموضه معاً ..
كان يمسك منشفة بيضاء بـيديه يعمل بها وبـحركات بطيئة وثابتة على تجفيف خصلات شعره الداكنة التي لاتزال تحتفظ بـقطراتٍ متفرقة من الماء ..
لم يكن ذلك المشهد مألوفاً إلا أن شيئاً غريباً ومألوفاً في ذات الوقت لفت انتباهه عند معصم يده، كانت رابطة شعر سوداء رقيقة تتدلى منها قلادة صغيرة فضية على شكل فراشة خضراء ..
فـابتسم بـصمت لأنه تذكر كيف أخذها من بين خصلات شعرها في لحظة عابرة، وكيف امتلأ وجهها بـالغضب العفوي وقتها وكـأنها تمسكت بـتلك الرابطة كـأنها رمز خاص لا يُنتزع ..
فجأة صوت رنين مكالمة ڤيديو تسلل إلى سكون الصباح من جهاز اللابتوب الموضوع بـعناية على الطاولة في زاوية الغرفة، اتجه نحو الجهاز بـخطوات هادئة ثم جلس أمامه ..
عندما ارتسم اسم المتصل أمامه برزت على وجهه إبتسامةً تشي بـلهفة من نوع خاص، بـنقرة خفيفة فتح الإتصال ثم انسكب صوته الدافئ عبر الميكروفون بـنكهة سخرية رقيقة ..
_ أوه، أحقاً لا تزالون على قيد الحياة ؟
ظننت أنكم قد وقعتم ضحية تلك المهام المميتة فور مغادرتي مومو .عما المكان صوت ضحكة مومو تلك التي تبدو وكـأنها ترقص على أنغام الحنين والشغف .. ترد عليه وقد اتخذت من لهجتها تلك الحرارة المميزة بينهم ..
_ أيها الهارب، متى سـتعود ؟
العمل هنا أشبه بـالسجن وممل بـدونك برو .ضحك بـدوره إبتسامةً حانية متراقصة على شفتيه، ثم رفع المنشفة ووضعها على الطاولة أمامه وهو يستعيد شيئاً من جديته الممزوجة بـالمرح ..
_ يبدو أن حظكم عاثر بـالفعل، فـعودتي هذه المرة قد تتأخر قليلاً .. مع الأسف الشديد لكم .
رأت مومو أنها لن تفلت منه بـهذه السهولة، فـاندفعت مائلة بـرأسها نحو الشاشة وبدأت بـالتمثيل بـصوتٍ متهكم ..
_ لا أرجوك أسرع قليلاً ..
يا رجل منذ مغادرتك وأنا حبيسة المهام مع تلك النرجسية المتغطرسة كريستينا !يمكنك فقط أن تتخيل كم من الطاقات أستهلكها لـتجنب التفجر تحت ضغط تصرفاتها الوقحة .
أنت تقرأ
« نـقـطـة لِـقـاء »
Romance" لا يُـوجَـد لِـقـاءَات عـبَـثـيـة فـي الـحَيـاة، كُـل إنـسـان تُـصَـادِفَـه هـو إمّـا إخـتِـبَـار أو عُـقُـوبَـة أو هَـديّـةً مِـن السّـمَـاء " • • • - جـونـغ هـوسـوك . - آلِـيـسْ إيـڤـانـوف .