نبضات قلب متجمدة

[ FROZEN HEARTBEATS ]

طُمِس الصفاء في عالم أُغرِقت جذوره بالفساد ، و تعالا صوت الطمع مهلكًا كل شظايا الكبرياء التي كانت لها الكلمة الأخيرة يوما

ترنحت الأصوات و تأرجحت الهمسات في تضارب ، إحتلت عقول السلطات بواسطة ذكاء ظلامي ، إذ أن المطالبة بالحقوق باتت شيئا مفقودا و تجاهلا مغمورا

لا قيمة لكلمة حق ما دام كل ما في هذا العالم خطايا لم تتلقف به يوما ، لا معنى للحياة إن كانت مهشمة على أرصفة الغدر ، دُنِست و لوثت معلنة عن إنعدام وجود خير على تراب هذا الكوكب

و لأجل حكم أوسع و سيطرة فسيحة في كل بقعة من بقاع هذا الكون الشاسع نُصِبت قواعد معينة و أنظمة محدودة أقامها الفاسدون وفق معاييرهم المزدوجة

الشر؟ كلمة قديمة هي تلك ! جرب الحديث عن أولئك الذين طلست أطرافهم بدماء آثمة محرمة فاسدة و ملعونة

دماء لم يكن من الصائب تدفقها ، و نتيجة لذلك نُقِشت حروف الإنتقام بواسطة سياط ملتهب على أرضية فاق بياضها بياض القطن

لكن ! لا أحد يعلم أنه و داخل تلك البقعة البيضاء يكمن الجحيم ، في قعر تلك الأراضي تجسد الظلام على هيئة إمرأة يقال أنها حاكمة لها

ملكة يمكث بين يديها قضاء و قرار ، و خلف ذلك النقاء ثمة دُجُنَّة حالكة السواد ، و ما يقبع خلف ذلك الظلام ليس إلا جروح إستوطنت نتيجة لماضي نزف دما و بكى دمعا

لكنه لم يكن بقادر على تحريك شعرة منها ، بل سبب ذلك أعاصير عالمية مست الجميع غيرها ، كانت سامة كأفعى ولدت لتكون كذلك

شخصا لا يقهر

" عن أي كبرياء تتحدث يا بشري ، منذ متى و تلك الصفة تميزكم "

" لا أعلم السبب خلف كرهكِ للبشر ، لكنني سأكتشفه على أي حال عاجلا أم آجلا "

" ليس كل البشر ، أحدهم لا تستطيع صده ، ذلك الوغد من يظن نفسه فاعلا "

" أعلم أن خلف ذلك البرود يقبع غضب قد يدمر العالمين "

" الحب ؟ كله هراء في هراء "

" إسمحي لي أن أغير منظورك إذا "

.

.

قبل الولوج للداخل أحرص على تدفئة أطرافك ، و إحذر ؛ الدخول لهذا العالم ليس كالخروج منه فقد يكون الأخير مستحيلا ! و إحذر ثانيا أن ما ستتطرق له هنا ليس مثل ما يخيل لك فقد أكون أحب ممارسة التلاعب بالعقول ، و عقولكم أفضل وجبة لي ! كما أن هذه القصة خيالية بحتة إلا أنها قد تأخد منعطفا واقعيا بحتا كذلك ! ليس من جهة الشخصيات و العوالم بل من ناحية المبادئ