chapter 03 : بِداية النِهاية

116 17 174
                                    

ElllAsma

المشَاعِر الَّتي تَغيَّرت بسببِ الإدرَاك لا تعُود ،
المُدرِك ليسَ كالغاضِب فهو لاَ يعود ،
لا يَعود أبدًا
_____________________________________

ظل المحقق موردريد يرمق أطلس بنظرات مريبة في أرجوانيتاه ، يمرر لسانه على شفته السفلى يبللها توازيا مع طرقه لأنامله على الطاولة طرقات متناسقة تعبث بعقل الجالس مقابله كما لو أن تلك الأنامل تتحكم بنبضات قلبه المتسارعة و هذا دفعه لإبتلاع ريقه بصعوبة يحبس أنفاسه ، يتسأل عن ماهية الجرم الذي إرتكبه ليعاقب بوقوعه في غرفة باردة و جميلة وحيدا مع هذا المختل الذي لا يعلم حتى إن كان صادقا بقوله أنه محقق أو لا ، هو حتى لا يقوم بعمله فقط يراقبه لوقت لا يعلم مدته بتلك النظرات التي صارت تزعجه

للحظة إعتقد أطلس أنه في فيلم رعب كلاسيكي و سينتهي به الأمر مقتولاً على يد مصاص دماء غريب أطوار و الذي سينتهي به الأمر بإمتصاص كل دمائه لينفرد بعدها بنهش عظامه ، مصاص دماء مثل هذا الذي يقابله يترقب كل حركاته حتى وتيرة أنفاسه لم يتركها وشأنها ، و الفكرة لا تنال إستحسانه البتة ، أعني هو لا يريد الموت الآن لا يزال صغيرًا على ذلك و الأهم من هذا كله أنه لم يحظى بقصة حب ملحمية بعد..

" على الأغلب سنستمتع بعملنا اليوم ثيو.."

تكلم المحقق موردريد و أخيرًا يكسر الصمت في الغرفة بنبرة حماسية ينظر لأطلس و كأنه وجبة عشاء لذيذة مليئة بالدسم ، و هو الذي كاد يغمى عليه مللا بسبب القضايا المملة الخاصة بالفروزانيين و التي دائما ما يتكفل بها و ينتهي به الامر بأعصاب محروقة ، لا شيء يرفع من حماس المحققين أكثر من إستجواب رجل غامض

و بالنسبة له فهذا السجين الغريب ذو الأعين السوداء كذلك ، غامض لدرجة جعلت الحياة تنبض بحماس في عروق موردريد ، شخص ليس من فروزانيا إن أتى لهنا فلن يصمد لنصف يوم ما بالك بالبقاء حيًا لأسبوع كامل.

هذا مثير للريبة ،،

بعد البحث في أغراضه و معلوماته الخاصة و بعد الكثير من العمل إتضح أنه بشري أتى من كوكب الأرض ، و حسب خبرته الكبيرة في هذا المجال فإنه من المستحيل و غير المنطقي الصمود لأن الجو هنا لا يرحم

حتى أنه يبدو سالما معافا من دون أي أثار جراح أو كدمات ، و هذا جعل المحقق يتساؤل داخله عن نوع المركبة التي قادها قبل إختراقه الغلاف الجوي للكوكب.

فلا يصنف كوكب فروزانيا من أخطر الكواكب في المجرة الزرقاء من فراغ ، بحيث أنه ؛ خلف الغلاف الجوي هناك تكمن طاقة مظلمة خطيرة تحيطه على شكل موجات لولبية خفية و لا يتم رصدها سوى بجهاز خاص متواجد في مقر ديكس كون تردداتها صعبة الترقب

نبضات قلب متجمدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن