||قرار مُفاجئ||

385 20 42
                                    


#ساما:

كنتُ في منتصف الدرس، لم يُعطينا البروفيسور درسًا مُهمًا، لقد كان يُلخّص ما سنأخذه هذه السنة بعدما تعرّفنا على بعضنا.

وفجأة، أتاني اتصال من والدي.
خرجتُ من الفصل مُستأذنه بسبب المُكالمة.

"مرحبًا والدي، لماذا اتصلت؟ هل هُناك ماحدث؟؟"، سألتُ بقلق فهو على دراية أنني أحضر درسًا بهذا الوقت.

ليُجيب خلف الهاتف:
"آسف عزيزتي على مُقاطعة درسك الأول، ولكن أودّ اسئذانكِ اليوم عن الجامعة إن لم تُمانعي ذلك"

"أووه..في الواقع، ليس لدي درس مهم اليوم ولكن.. ولكن ييري أرادت تعريفي لأصدقائها وأقضي الوقت معهم..لذا-"

قاطعني والدي بمرح:
"عزيزتي! أنا حقًا لم أودّ تخريب متعتكِ ولكن هُناك لقاء مُهم جدًا في الشركة وعليكِ التواجد! سأُطلِعُكِ على الموضوع أثناء قيادتي للسيّارة"،

ثُمّ أضاف سائلًا:
"أين أنتِ الآن؟ أنا أقفُ أمام بوابة الجامعة الرئيسية"

"هل أتيت بالفعل؟؟"، قُلتها بدهشة!

"لحظة دعني أحمل أغراضي أولًا"، أنهيتُ المكالمة أتوجه للقاعة الدراسية فأحمل حقيبتي الصغيرة ودفتري الصغير بين يديّ.

أسرعتُ في سيري باتجاه بوابة الجامعة، فأنا لا أُريد تأخير والدي، من الواضح أنه مُتعجلًا في عمله. أتوجه نحو سيّارة أبي الفاخرة ذات اللون الأسود.

وعند جلوسي بالمقعد المُجاور للسائق، ناولني والدي بعض الملفات قائلًا:
"الاجتماع بشكلٍ مُختصر سيتداول عن صفقة شراء اسهم وذلك للمُساعدة في تطوير شركتنا"
اومأتُ بفهم بينما اتفحص مابين الأوراق.

وبعد غضون دقائق قليلة، خطرت ييري في بالي، فأنا لم أُخبرها بخروجي.
أمسكتُ هاتفي وبدأتُ أنقُر على شاشته:

-ييري! اعتذر منكِ ولكنني غادرتُ الجامعة مُبكرًا بسبب عمل والدي

لم تمُرّ إلا ثوانٍ حتى وجدتُها مُرسِلة:
-لا بأس، لا تعتذري سأجعلُكِ تُقابلين أصدقائي غدًا!

ابتسمت برضا، فهي حقًا مُتفهمة! ثُمّ عاودت تصفح الملفات التي بين يديّ.
..

وصلنا الشركة، لقد كانت عملاقة من الخارج ومليئة بالنوافذ الزجاجية التي تعكس صورتي بشكلٍ واضح!
سرتُ بجوار والدي وأنا اتأمل الشركة بانبهار فهي حقًا شاسعة!
الجميع يبدو أنيق هُنا ببدلاته الرسميّة، شعرتُ بأن لباسي غير لائق بالبتة! فأنا استطيع رؤية من حولي ينقلون أنظارهم اتجاهي.. ولكني أشعُرُ بالفخر لأن جميع من يمر يلقي التحية لوالدي، لذا بقيتُ أمشي بِخُطى ثابتة.

وصلنا لقاعة الاجتماعات، وبدأت المُناقشات حول الموضوع. وفي آخر الاجتماع، توصل الطرفين بإعداد هذه الصفقة.
وعندما غادر الجميع، توجهتُ مع أبي إلى مكتبه الخاص، لقد كان واسعًا وأنيقًا جدًا! كم أنا مُنبهرة! أشعة الشمس الدافئة تطُل على المكتب بأكمله إثر تلك الحوائط الزجاجية الكبيرة.

جلستُ على الكُرسيّ أمام مكتب والدي، لأقول له بعد تفكير بينما هو يُقلِّب بين الأوراق:
"أبي، أشعرُ بعدم رِضا وراء هذه الصفقة.."
صبَّ والدي تركيزه نحوي بعدما نطقتُ بهذا ليسأل بهدوء:
"ما الذي جعلكِ تشعُرين بعدم رضا؟"
رفعتُ منكبيّ:
"لا أدري.. إنه فقط حدسي.."

ابتسم بلطف يميلُ برأسه قليلًا يتأملُ وجهي:
"ابنتي عزيزتي.. أمور الصفقات هُنا لا تسيرُ خلف الحدس، عليكِ التماس دليل لتجنبها"

"ولكن.. أستطيع الشعور بنواياهم أبي.. أشعرُ بأنهم مُخادِعون"، قُلتها أُبرر وجهة نظري ولكن على الأرجح فأنا قد زدتُ الطين بله، فها هو أبي يبدأ بنقاشٍ معي:
"لقد عملتُ في هذا المجال لمُدة عشرين سنة ولم أُخدع من قبل، وجميع صفقاتي ناجحة ولازالت مُستمرة، أيّاك و التحدث عن الحدس مُجددًا في إدارة الأعمال، سام"، قال جملته الأخيرة مُحذرني بغضب.

لم أودّ الاستمرار في النقاش مع أنني أراه مُخطئًا هذه المرة لأسباب مجهولة، لذا اومأتُ باستسلام له.

أشار لي بأن أُغادر المكتب بينما يقوم بتوقيع بعض الأوراق:
"شُكرًا لقدومكِ، سام.. من اليوم ستبدأين بالمساعدة في تولي العمل، عودي للمنزل الآن وارتاحي قليلًا فلدينا حفل الليلة"

"حفلُ ماذا؟"، قُلتُها بتعجب فأنا أُحِبُ الحفلات ولكني خائفة بعض الشيء فأنا لا أعلَمُ ماهية الحفلات الرسمية.

"إنه حفل استثمار بين العديد من الشركات، ارتدي فستانًا أنيقًا"، أجابني أبي بينما لايزال يدرس مابيده.

اومأتُ بفهم ووقفتُ أودعه:
"سأعود للمنزل كي أقوم بتجهيز نفسي"

"لا تنسي طعامكِ يا صغيرة.. خُذي قسطًا من الراحة فالحفلُ سيكون في وقتٍ مُتأخر الليلة"، هذا ما خرج من فم أبي.
التفتُ أُلقي نظرة عليه باسمة، فعلى الرُغم أنه غاضب مما قُلته فهو لايزال قلقًا علي.

غادرتُ الشركة أتوجه للمنزل كي آخذ قسطًا من الراحة فأنا أشعر بالتعب على حين غرة!

.
.
.

|| •the village girl• ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن