🔮 العام الجديد 🔮

3 4 2
                                    


بما أنه عام جديد ... بما انها ٢٤


عام مضى .. اخذ منا الكثير وترك لنا دروس وعبر
مررنا به بالكثير .. عرفنا فيها أصدقاء .. تركنا ابواب قلوبنا مفتوحه على مصراعيها .. تركناها مفتوحه للداخل والخارج .. لم نجبر احد على البقاء .. غادر من غادر بإرادته .. وللأسف لم تعد هناك وسيله للعوده مجدداً .. فقد نفذت التذاكر ...

لا زالت ابوابنا مفتوحه ولكنها لا تدخل نفس الشخص مرتين ...
تُركت مواربه ليس لأننا نتردد او نخشى الاماكن المغلقه او حتى اننا نرغب بكسر القوانين واعادتهم اماكنهم .. لا نحن نستطيع انهاء كل شيء واغلاقها .. ولكننا تركناها للإطمئنان عليهم لا غير .. بل لأننا نعلم جيداً كيف يمر الوقت دون أن يبصر الإنسان إيماءه ممن احب ..

ادخلنا انفسنا اماكن لم تكن تناسبنا لكننا تعايشنا وتأقلمنا .. لأن هناك من كان يجبرنا على البقاء .. كان هناك ما يجمل لنا تلك الأماكن .. ولكن بزواله غادرنا ... لم يتبقى هناك ما يجبرنا على البقاء

قادتنا كثيراً من الأحيان الحماقه واحياناً كثيره اللهفه وما حصدنا إلا الخيبات ..
وقفنا على أبواب اغلقت فجأه على اصابعنا في الوقت الذي كنا نحمل بها قلوبنا فمن بقي ليطرق الأبواب ..

تسرعنا وبُحنا بما يختلج في داخلنا ...
فاضت احزاننا عندما خطتها حروفنا ..
فضفضنا للعابرين ...
وافسحنا المجال للمغادرين ..

اضحكتنا وابكتنا كلمات من كتاب ...
وأمنا بأن بواليننا ستصبح سحاب ..
واحتضنا السراب ...

وبكينا على صدور الجدران ...
جسدنا من احزاننا كتف وابدان ...

وخلقنا محادثات وهميه ...
وارسلنا بريد ورسائل غبثيه ...
لنصبح بعفويتنا محط سخريه ...


تلهفنا لتحقيق امانينا ... فشلنا وبدت لنا بادره امل .. انتظرنا وصبرنا .. ونلنا .. ثم فشلنا .. احبطنا .. جثت ارواحنا متعبه .. اقسمنا بأننا لم نعد نستطيع اكثر من ذلك .. تقرحت اقدامنا وقلوبنا .. وتفطرت ارواحنا ..ثم نهضنا بإصرار .. وسقطنا .. ومضينا .. وها نحن على وشك الوصول ...

ولكننا تفاجأنا بفصل جديد لم نكن نعلم عنه شيء .. في ما مضى كنا ننظر إليه بأسى يمر من امامنا ولم نكن نعلم عنه شيء .. لم نعشه وهذه اول مره نفعل وها نحن نسير بموازاته ..
ولأول مره نصبح رفقاء الدرب .. لأول مره نصاحب راحه البال والضمير .. والإطمئنان والسكينه .. ولأول مره نعيش تلك المشاعر بحذافيرها حتى النهايه

سرنا قدماً في الوقت الذي ظنو فيه بأننا سنقف فيه على قارعه الطريق ننتظر وصول من لن يصل .. ولكن المعذره ...... سقطنا كثيراً وسحبتنا الهاويه مراراً ولم تسعفنا حتى نظره او إيماءه .. نفذت الأكاذيب من علبهم .. ولم يعودو يملكون إلا القطن الذي يلتصق بالجروح فيؤذيها اكثر ... لم يكن علينا إلا الإستمرار وهذا ما فعلنا ...

لقد تفاجأنا بالنهايه فأسرعنا بلملمه ما تبقى من احلام وطموحات واماني الأعوام الماضيه مع ما زودناه بالطاقه من إصرارنا وعبرنا من بوابه نهايه العام والتي لم نأخذ منها إلى ذاتنا وما تعلق وتمسك بنا ..

وقفنا في المنتصف نلتقط انفاسنا وها نحن على بعد خطوات من باب البدايات الجديده ... هاهو العام الجديد يلوح في الآفاق ... وكل المسافه التي قطعناها خلفنا .. لن يعود منها شيء ..

لن نراهن انها ستكون بوابه عبور سهله ... لكننا سنقتحمها رغماً عن جنود الأسى والحزن الذين يتوزعون على طول الحدود ....
سنتعثر وسنسقط كثيراً لكن الحياه ستمضي لن تقف معنا ولن تنتظرنا .. ستمر وسنلحقها وإما ان نطويها او تطوينا ...

هاهي الأبواب تغلق ولن نمد أيدينا لإلتقاط شيء .. لن نتحسف على شيء .. لن نندم على شيء .. كل مر لن يكرر ولن نسعى لإعادته ... لن نعود بخطواتنا للخلف ...
فيما مضى كنا مجبورين على البقاء ولكننا الأن لازلنا في البدايه لسنا مجبورين على العوده للخلف ..
من اراد اللحاق بنا ليلحق لن نتوقف .. توقفنا بما فيه الكفايه وبذلنا مجهود اكثر من طاقتنا لتعويض المسافات التي لم نمشيها ..
على بوابات الأعوام .. يبقى البقاء للأكثر حباً .. للأكثر اهتمام .. للأكثر شغف .. للأكثر طموحاً .. للأكثر اهميه ..

اما الشاعريين الذين ينخرطون في احاسيسهم ومشاعرهم سيبقون في المنتصف دائماً .. وستغلق الأبواب على اصابعهم قبل العبور حتى ....



_إيمان مارش

مجرد كلمات عجز الكتمان ان يجعلها مجرد هواجس تمر وتنسى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن