ذِكْرَيَات الْمَاضِي

40 1 1
                                    

04:30

"أرجوكي يا أمي أخبريني بماذا أخطأت و حسب و أعدك أنني سأتوقف عنه"
صرخت أبرار ذات الخمسة أعوام بخوف و الدموع تنهمر على وجهها ثم تختلط بالدماء أسفل ذقنها
"لا تفتحي فمك أيتها العاهرة ، أنا لا أعلم حتى سبب اضطراري لتربية قردتين مثلك أنت و أختك"
قالت نيفين ببرود شديد و هي ترفع أبرار من شعرها بقوة غير آبهة للدماء و الدموع اللذان ينهمران على وجه تلك الصغيرة العاجزة

"توقفي يا أمي ستقتلين أبرار"
قالت سندس بتوسل و هي تمسك قبضة أمها بيديها الصغيرتان مما جعل نيفين تفلت أبرار و تمسك بسندس و تضربها بالحائط بقوة جعلت أنفها ينزف

"اهه!"
تأوهت سندس بألم و هي تضع يدها على أنفها لإيقاف النزيف و هناك بعض الدموع تجمعت في مقلتيها الواسعتين
"حمقاوتان"
تمتمت نيفين بإشمئزاز و هي تنفض يديها المغطاتان بالدماء بتقرف
"غادرا من هنا ، لا أريد رؤية أي منكما في المنزل حتى غروب الشمس"
قالت نيفين ببرود و هي تحدق في أبرار التي كانت تساعد سندس على الوقوف

"حاضرتان"
قال كلًا من الأختان بصوت واحد ، صوتهما مرتجف و خائف للغاية قبل أن يمسكا بيد بعضهما و يخرجا من المنزل سريعًا

...

"هذا ظلم ! شهق أن- شهق أنا و أنت- شهق لم- لم نفعل شيئًا !"
تكلمت أبرار بصعوبة أثناء بكائها و شهقاتها تقطع كلماتها مرارًا و تكرارًا
"لا بأس ، إهدئي"
واست سندس أختها بهدوء و هي تربت على ظهرها بلطف أراح قلبها و لكنها إستمرت في البكاء بينما تمشيان قاصدتان وجهة معينة ، و لكن إستوقفهما صوت بكاء صبي صغير

توقفت أبرار عن البكاء و نظرت إلى سندس بإستغراب بينما بادلتها سندس نفس النظرات قبل أن يلتفت كلاهما حولهما لترى مصدر الصوت فوجدا فتيان صغيران كان أحدهما يبكي و الآخر يهدئه بتعبير عابس و كأنه مرغم على تهدئته ، فأقتربت الأختان لتستفسرا عمّا يحدث
"لما يبكي ؟"
سألت أبرار الفتى العابس بهدوء و لكن الفتى أعرض عن الإجابة و نظر إليها بعبوس

"ليس من شأنك"
قال الفتى بإقتضاب و نبرة لئيمة جعلت أبرار تعبس هي الأخرى
"بلى هو من شأني ! أخبرني ماذا به لربما أستطيع المساعدة !!"
قالت أبرار بإنزعاج طفولي و هي تضع يديها على خصرها و تنظر إلى الفتى بخدود منفوخة

"كلّا ليس من شأنك أيتها القصيرة !"
قال الفتى بعناد بينما سخر من أبرار في نهاية حديثه و هو ما جعل عنادها يزداد
"أنا لست قصيرة ! أنا لا زلت طفلة فمن الطبيعي أن أكون بهذا الطول !"
تذمرت أبرار بشكل لطيف و هي تقف على أطراف أصابعها لتحاول محاذات طول الفتى و لكنه ضحك بإستمتاع عندما رأى محاولتها الفاشلة

| مَا فِي خَيَالِي|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن