ذهبت السكرة وأتت الفكرة.

1K 19 16
                                    


"فطين" مو الوحيد الي اتولد بهاذي الصفات الخلقية هذا أمر مسلم به لكن فطين كان متقوقع لدرجة جهله عن العالم الخارجي والي يحصل فيه

قبل 16 سنة -

صراخ مُدوي وغاضب كان يعم في أرجاء البيت الكئيب هذا رائحة السجائر والعرق تفوح منه وفي الغرفة الصغيرةذيك كانت الأنثى الي تبلغ من العمر 15 تحضن اخيها الأصغر بحزن وحسرة ، هو يبكي وهي تطبطب على ظهره وهي نفسها تحتاج أحد يطبطب عليها

صغيرة في السن لكن وجهها وجه كهل من الهموم الي تحملها على عاتقها .

تنهدت بعمق لكن ما زادتها التنهيدة الا ضيقة ومازالت ترجو وتتأمل سكوت الأثنين إلي يصرخوا من ربع ساعة بدون توقف

" كم مرة اقلك أنا ما عندي اهل ارجع لهم ؟!"
"كيف يعني بتقعدي معانا حتى بعد ما طلقتك؟؟!"

صرخ الرجل بغضب عارم لانه بعد كل المحن إلي مر بيها عشان يطلقها مازال ما يقدر يتخلص منه

امسكت بيده في محاولة لتهدئة أعصابه
" اعتبرني مو موجودة! رح اطبخ لك واغسل لك ،وعيالك رح اهتم فيهم؛ بس لا تطردني حتى لو عندي مكان اروحه ما ابغى اسيبك ، انا اتخلقت عشانك!"

وجهها إلي طاحت معالمه من التجهم الدائم انفرجت أساريره في محاولة لاستعطاف القابع أمامها

مسك رسغها وشدها لعنده
" انتي ما تخجلي يا مريم؟! استحي على وجهك ولمي أغراضك؛ اتحملت قرفك وخرابيطك عشانك قلتي بتوقفيها لكنك أكذب ما عاشرت توقفي يوم وترجعي شهر "

طفشت مريم من محاولة اقناعه واتجهت لإجباره

" شوف يا رائد هذا البيت المعفن كان خرابة قبل لا اصلحه واعدل كل شي فيه ، عيالك انا اللي لبستهم ودخلتهم المدارس عشان يتعملوا ويصير لهم مكانة في المجتمع، انت بنفسك انا الي خليت لك قيمة في الحي ودحين جاي تقول انك حتطلقني ببساطة ؟ لا ما حزرت يا شاطر"
اصابيعها العشر دارت على كل شي حولها وصولاً لصدر رائد وهي تذكر فضلها عليه والرفعة إلي اعطتها له

كانت مريم في نصف ثلاثينياتها بطول وجسد تميزت به عن أقرانها ذكائها خلاها تصير داهية مستحيل تنكشف لو سوت مصيبة

وبالمقابل رائد كان مجرد رجل ذو ذكاء متوسط اعجبت به مريم في عشرينياتها واكتشفت لاحقا انه تزوج وعنده ولد وبنت

لكن هذا كله ما منعها تحصل على مبتغاها

شائعة من هنا وصورة من هنا وشوية مشاكل وقدرت تخلي رائد ينفصل عن زوجته
توقعت انه خلاص صار ملكها وخاص فيها تستفرد فيه لكنها اتصدمت من زوجة رائد السابقة وهي تتخلى عن حضانة أطفالها وتقرر بلمح البصر نسيان حياتها مع رائد وابنائها وبدء حياة جديدة

رُد قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن