وبعد نزولها عبر النفق بدأ ضوء القمر المنبعث من الأعلى يتلاشى ببطء ، وبعد دقائق من المشي في الظلام الدامس خرجت هدى أمام محيط كبير الحجم ويتوسطه جسر يمر من وسطه .. كان الجسر ضيق وأحباله رثة ..فذهب هدى بسرعة نحو الجسر معتقدة أنه سيكون مخرجا ، وفي وسط عبورها ذلك الجسر الطويل بدأت العواصف تضرب الأمواج بقوة مما سبب تحرك الجسر التي كانت تمر عليه هدى ، كانت في وضع صعب وظلت تتشبث بقوة بذلك الحبل .. لكن الرياح لم تهدأ واستمرت بدفعها ..
في أرنور
وبعد نقاشاتهم الطويلة صعد محمد الى سطح المبنى بهدوء ثم تجسس على كل كلامهم وارتسمت علامة التعجب على وجهه .. وبعد انتهاء كلامهم واجههم باستغراب في وجهه
بسمة : (بفزع) محمد !! ماذا تفعل هنا ؟
دعاء : هل كنت تتجسس على ما نقوله ؟
محمد : أيمكنكم الشرح ما قصدتموه في كلامكم ؟ هل تحاولون إخفاء شيء ما عني ؟
ارتسمت نظرة التوتر على وجوه بسمة ودعاء ، ثم تكلمت خلود قائلة :
خلود : لا تقلق ، إنها مجرد تخاريف-
محمد : لكن مهلا أين هدى ؟
وبعد ثوان حاولوا الشرح له ما حدث لهم من البداية وعن كل الصعوبات والكوابيس التي راودتهم وعن قصة النفق الغريب الذي ظهر فجأة ، فانصدم محمد من كل الأحداث الكارثية من دون علمه ، وقال بانزعاج :
محمد : كيف حدث هذا بدون علمي ؟ أنا حقا أشعر بالغضب منكم
خلود : من غيري انا
محمد : أنتِ أولهم
لم تستطيع بسمة كبح ضحكتها ثم التفتت نحوها خلود
خلود : أيوجد شيء مضحك بوضع كهذا ؟
بسمة : لا .. لا شيء ، دعونا الآن نفكر بحل لإخراج هدى
وبعد دقائق من التفكير قاطعت دعاء الصمت
دعاء : مهلا .. يمكن أن يكون الحل بذلك الكتاب الذي وجدناه سابقا
محمد : أي كتاب؟
دعاء : كتاب وجدناه في بوابة سطح المبنى ، كان بلغة غريبة ولم نكترث له
محمد : إذا ماذا ننتظر
توجه الكل لنفس المكان حيث وجدوه من قبل ، لكن كانت الصدمة لهم عندما لم يجدوا له أثر
بسمة : كيف ؟؟ أنا متأكدة أنني تركته هنا
دعاء : أيعقل أن يكون قد أخذه أحد الجيران ؟
محمد : لا ، لم أرى أحد صعد إلى هنا قبلكم ، علينا أن نفكر بفكرة أخرى فقط ، لا نعلم ماذا حصل مع هدى
عم الصمت لدقائق حتى نظرت بسمة بجدية نحوهم
بسمة : يوجد حل واحد ...
..
رجوعا لهدى .. فبعد نصف ساعة من الرياح والعواصف القوية التي واجهتها ، هدأت أخيرا وشرقت الشمس على المحيط .. ثم اكملت هدى عبورها للجسر بأمان ، وعندما أكملت هدى عبورها تفاجأت عندما رأت من بعيد الكثير من الناس ، وكانت المباني غريبة ، وكأنها مدينة جديدة ،فاتجهت نحوها ودخلت عبر البوابة الكبرى لتلك القرية ، وعندما رأت أسلوبهم الغريب ولباسهم وأكلهم تساءلت أين هي ؟ ولماذا وجدت نفسها الان في تلك القرية الغريبة .... وبعد ربع ساعة من تجول هدى بين أزقة وأسواق تلك القرية قررت سؤال شخص ما هناك لتعرف موقعها الآن ، لذلك اقتربت من رجل طويل القامة يقف أمام البوابة الكبرى ، ولكن لسوء حظها لم تكن تعلم أنه جندي
هدى : معذرة .. ما اسم هذا المكان ؟
الجندي* : (بالتركية) ماذا ؟ من انتِ؟ ولماذا لغتك غريبة ؟
- صدمت هدى عندما وجدته يتكلم بلغة أخرى لا تفهمها ، فعلمت أنها في وضع صعب حقا ، حاولت أن تشرح له أكثر لعله يفهم ما تقصده
هدى : ما أحاول قوله هو أين أنا الآن ؟ أريد الرجوع لبلدي
الجندي* : (بالتركية) يا فتاة لا تثيري غضبي ، هل تريدين العبث معي ؟ سوف تعاقبين بلا شك، هيا تعالي معي ، سأوجهك الى ملك أكاريتا ليتصرف معكِ-
وفي وسط كلام الجندي اتجه رجلان نحوه ، كان الأول طويل القامة وضخم البنية أشقر الشعر وذو عينان زرقاوتان اسمه ياماش بينما الثاني كان متوسط القامة، أسود الشعر وذو عينان عسليتان اسمه صالح ، فوقف ياماش أمام الجندي وقال له
ياماش (بالتركية) : توقف ، هذه الفتاة نعرفها
الجندي*(بالتركية) : تعرفها ؟ لكن لماذا تتكلم بلغة غريبة
ياماش (بالتركية) : هي فقط تتعلم لغة جديدة ولم تكن تعلم أنك جندي ، لذا اعذرها ..
- نظر الجندي لثوان بعيونه ثم أومأ برأسه وسار مبتعدا عنهم ثم التفت ياماش نحو هدى التي كانت ترتسم على تعابيرها نظرة استغراب ، لم تكن تفهم ما يحدث
ياماش (بالتركية) : من أنتِ ؟ ملامحك غريبة عن نساء هذه القرية ، ملامحك ..أجمل
-نظرت هدى له باستغراب فلم تكن تعلم ما يقوله ، لذلك سألته لعله يفهم
هدى : أنا لا أفهم شيء مما تقوله ..
-لم يفهم ياماش وصالح ما تقوله أيضا ، فعلموا أن الوضع صعب الان ، لذلك قرروا أولا أخذها معهم الى منزلهم لكي لا يكتشفوها الجنود لينتهي بها المطاف أمام ملك أكاريتا
صالح (بالتركية) : تعالي معنا
-أشار لها بيده ففهمت هدى ما يقصده ولم يكن لها خيار آخر من غير أن تتبعهم ، وبالفعل توجهوا نحو منزلهم ، وبعد مرور دقائق وصلوا الى المنزل ففتح ياماش الباب ووقف جانبا ليسمح لهدى بالدخول ، وعندما دخلت هدى بدأ تتفحص المنزل ، كان منزلهم كبير وذو طابقين
ياماش (بالتركية) : اجلسي
لم تفهمه هدى لكن فهمت اشارته ، فجلست ، ثم نزل رجل من الطابق العلوي ، اسمه بوراك فتعجب عندما رأى هدى جالسة هناك
بوراك (بالتركية) : من هذه ؟ لماذا سمحتوا لها بالدخول لمنزلنا ؟
صالح (بالتركية) : اهدأ .. ليس كما تعتقد
-ثم شرح ياماش القصة من الأول وعن كونها لا تفهم لغتهم وتتحدث بلغة غريبة ، ثم فكروا قليلا ليبحثوا عن حل بشأن لغتها أولا فخطرت لبوراك فكرة اصطحابها لساحرة أكاريتا (القرية) لإلقاء عليها بعد التعاويذ لقدرتها على التكلم بالتركية أيضا .. وبالفعل أشار لها بوراك بأن تتبعه ، فأومأت هدى برأسها واتبعته .. وكذلك ياماش وصالح ذهبوا معهم ..
![](https://img.wattpad.com/cover/359636022-288-k285091.jpg)
أنت تقرأ
"لـعنـة بافـوميـت"
Mystery / Thriller.. ورطت نفسها مع أكبر شيطان وأكثرهم قوة .. بافوميت ، فاضطرت الى الذهاب لأرض غير أرضها لمواجهته كي تُسقط اللعنة عليها .. لكن ليست وحدها ، بمساعدة أشخاص تورطوا مع لعنتها ، هل سيتراجع بافوميت عن لعنته ؟