.. رجوعا لمدينة أرنور نجد الأصدقاء مازالوا متجمعين حول النفق محاولون إيجاد حلا للتواصل مع هدى لكن لم يكن هناك حل آخر ..
بسمة : يوجد حلا واحد ..
خلود : ماذا ؟ لاتقولي لي اننا سننزل أيضا !!
محمد : معها حق هذا هو الحل الأخير .. وهل سنبقى هكذا تاركين هدى وحدها هناك ؟
-توجهت أنظار خلود إلى محمد ثم فكرت قليلا
خلود : حسنا انها فكرة جيدة ، كنت أيضا على وشك قولها ،يبدو أننا نمتلك أفكارا متشابهة
محمد : أنا لا أرى أي أفكار مشابهة ؟
-ظلت هذه المناقشات لبضع ثوان ثم قرروا القرار الأخير وهو نزولهم إلى تلك الحفرة رغم عدم علم أي أحد منهم مما سيقابلهم بعد نزولها ..
-دعاء: انتظروا ماذا عن أمي
محمد : لايمكننا اخبار عائلتنا بأمرنا .. سنعود بسرعة
بسمة : وماذا ان حصل لنا شيء .. نحن لا نعلم مانواجهه
-عم الصمت لدقائق ثم كسر محمد الصمت
محمد : ليس لدينا خيار الآن .. علينا أن نتحلى بالصبر والشجاعة
خلود : نعم
- انتشر التحفيز بينهم ثم وضعوا هواتفهم بحقيبة لعدم التلف .. ثم جهزوا بعض المصابيح من أجل إضاءت طريقهم . وعندما تجهزوا بدأو بالنزول عبر النفق ببطئ .. حتى تلاشى ضوء القمر الذي كان ينير طريقهم فاستعانو بالمصابيح التي كانت بجيوبهم .. أنارو بها طول طريقهم المظلمة وصولا إلى ذلك المحيط الكبير الذي يتوسطه جسر ضيق تماما كما رأته هدى من قبل .. فتفاجئ كل منهما
بسمة : ماهذا ؟؟
دعاء : هل هاذا البحر الأبيض المتوسط ؟
خلود : هل انتي حمقاء لتلك الدرجة ؟
محمد : لم أرى محيط كهذا من قبل .. دعونا نعبر الجسر ونرى
- وبالفعل عبروا الجسر بحظر شديد بسبب ضيق عرضه . وعند وصولهم لمنتصف الجسر نهضت عواصف قوية بالبحر كانت كافية لدفع هواتفهم كلهم لإلقائهم بالماء
دعاء : الهواتف ؟؟ ماذا سنفعل
خلود : لقد اشتريت هاتفي للتو
محمد : تمسكو جيدا الآن وإلا سنتبع هواتفنا أيضا ونموتو غارقين هنا
-تمسك الكل بشدة بحبل الجسر من غير خلود تمسكت بذراع محمد .. كان محمد لديه كثير من الشتائم ليقولها لها لكنه اختار الصمت لأنه ليس وقتا مناسبا .. استمرت العواصف لعشرة دقائق ثم توقفت فجأة
بسمة : أخيرا توقفت .. دعونا نكمل طريقنا بسرعة
-وافق كل منهم ثم عبروا الجسر الطويل بسرعة كبيرة خائفين من عودة عاصفة أخرى لتكون نهايتهم هناك
.
... وبعد مرور نصف ساعة عبروا الجسر ثم بدأت أنظارهم ترى بيوتا وأسواق والكثير من الناس من بعيد ..
خلود : ماهذا ؟ أين نحن؟
دعاء : لكن هذه ليست أرنور
بسمة : نعم كما أن لغتهم غريبة ..
محمد : دعونا نسأل شخص أو نحاول فهم مايحدث لنعلم أين نحن ..
- بدأو بالتجول بتعجب بين ذلك الحشد من الناس محاولون فهم أين هم وبأي لغة يتكلمون .. يتأملون البنايات والأسواق وطريقة لباسهم وكلامهم وتصرفاتهم .. كانت لا تتوفر الهواتف أو السيارات أو غير ذلك من الأجهزة المتطورة
بسمة : أيعقل أننا عدنا لعصر الجاهلية !
محمد : لا أعلم .. ربما هي قرية بعيدة عن العالم ..
دعاء : إنه العالم الموازي .. أريد أمي ..
-ضربت خلود رأس دعاء بقوة تقريبا ثم قالت
خلود : اصمتي أيتها الغافلة .. لهذا السبب لم أكن أريد أن تأتي معنا
-استمروا بالتجول والتجول ثم اتجهوا نحو حشد كبير من الناس وكانوا يسمعون لخطاب رجل ضخم البنية ويرتدي ملابس ملكية .. واقفا بالمنصة والكل صامت ليسمعون إليه باهتمام شديد .. توجهوا الأربعة إلى هناك وحاولو الاستماع أيضا إلى خطابه ثم التفتت بسمة للبقية وقالت بهمس شديد :
بسمة : لا أفهم كلمة مما يقول
خلود : ولكن لغته سبق وأن مرت من رأسي
محمد : أليست هذه اللغة التركية
-أومأوا جميعا برأوسهم وكأنهم وجدوا ما كانوا يفكرون به
خلود : نعم بالظبط التركية ..
بسمة : لكن كيف انتقلنا لقرية كهذه تتحدث بالتركية !
-حاولوا التحدث بصوت خافت أكثر لأن الجميع كانت ترتسم عليهم علامة الجد والخوف في نفس الوقت وهم ينظرون لملكهم الذي يُلقي خطابه أمامهم .. ثم تنهدت دعاء وقالت :
دعاء : لم أعد أحتمل .. لماذا نسمع هذه الخرافات دعونا نسأله أين هدى
محمد : ليس الآن اصبري لينهي كلامه نخاف أن نقول شيء فيُقبض علينا
بسمة : نعم فبعد كل شيء نحن لسنا من هنا ومازلنا غافلين عن قوانينها
- تنهدت دعاء ويبدو أنها لا تكترث لكلامهم ثم قالت بصوت عالي جدا أمام الجميع وأمام الملك وأمام الجنود
دعاء (بصوت عالي) : لايهمني أريد أن أخرج من هناا بسرعة!!
-أصابوا الأربعة بالذعر وأسرعت بسمة وأغلقت فمها بيدها لكن قد فات الأوان .. فكل من كان في تلك الساحة وكل الجنود والملك كذلك أنظارهم عليهم الأن .. فاتجه الملك إليهم وبدأ الناس المجاورين له بالانحناء تحية له من غيرهم بالطبع . وعند اقتراب الملك لهم قال بلغته التركية
ملك أكاريتا (بالتركية) : من أنتم ؟ وبأي لغة تحدثت الفتاة معي ؟ ولما صرخت هكذا
-لم يفهم أي أحد منهم ماذا قال فتجولت عيونهم من حولهم ولاحظوا أن الكل ينظر إليهم بنظرة تحسر . فعلموا فورها أنهم في وضع صعب ..
الملك (بالتركية) : تتجاهلون كلاامي ؟؟ ستنالون عقابا شديدا مني لتكونوا عبرة لشعبي
-ثم التفت لجنوده وأمرهم بصوت عالي
الملك (بالتركية) : اقتلوهم بعنف وسلموا رؤوسهم للشيطان بافوميت
- لاحظوا الأربعة سير الجنود نحوهم وعلموا أن شيءا ما سيحدث لهم رغم عدم فهمهم للتركية .. ولذلك أشار لهم محمد بيديه قائلا :
محمد : اهربوا بسرعة!!
- ركضوا الأصدقاء بسرعة البرق هروبا من الجنود .. واستمروا الجنود بمطاردتهم بسرعة .. كان كل من في الساحة ينظرون لهم ويعلموا أنه ما ارتكبوه خطأ فادح ...
- استمروا بالجري ودخلوا بزقاق ضيق ثم اصطدمت بسمة برجل طويل القامة وضخم البنية ، كان يمتلك ملامح حادة نوعا ما .. إنه بوراك .. لكن لم يكن الأصدقاء يعلمون من هو
بوراك : (بالتركية) هل انتي بخير ؟
-التفتوا الأصدقاء نحوها .. ثم قال محمد بصوت عالي
محمد : بسرعة بسمة ليس لدينا وقت للوقوف
- أومأت بسمة برأسها ثم نظرت لذلك الرجل (بوراك) بنظرة تأسف ثم أكملت جريها .. وبعد غياب الأربعة عن نظرات بوراك قال مع نفسه :
بوراك : ماخطب هؤلاء ؟ لماذا يجرون هكذا ؟
-لم يكمل تفكيره حتى وجدوا الجنود يجرون بنفس اتجاههم ثم توقف جندي وسأل بوراك بجدية :
الجندي* : هل رأيت ثلاثة بنات وصبي يجرون بهذا الاتجاه ؟؟
-كانت نبرتهم جدية وكان يتكلم معه بغضب ثم حاول بوراك استدراك أنهم كانو هاربون من الجنود .. تذكر بوراك نظرتهم الخائفة على وجوههم و الألم الذي سببه لبسمة بكتفها بسبب اصطدامه القوي بها .. ثم نفى عن الأمر
بوراك (بالتركية) : لا .. لم أرى أي شخص مرٓ من هنا
-أومأوا الجنود ثم اتجهوا باتجاه معاكس تماما عن وجهة الأصدقاء .. وفور غياب الجنود اتجه بوراك باتجاه هروب الأصدقاء بحثا عنهم .. استمر بالبحث عنهم ثم وجدهم يلهثون بعيدا متفقدين موقع الجنود ... اتجه بوراك نحوهم ثم قالت بسمة بخوف مع ابتعاد خطوات خلفها :
بسمة : أنت ذلك الرجل الذي التقيناه من قبل .. لماذا تتبعنا ؟ هل أنت أحد من الجنود ؟
-استغرب بوراك من لهجتها .. لم يكن يعرف ماقالته له ومايقوله لها
بوراك (بالتركية) : بأي لغة تتحدثين بها يا فتاة ؟ أنتم لستم من هنا صحيح
-استطاعوا الأصدقاء الفهم من طريقة كلامه بأنه لا ينوي أذيتهم .. لهذا السبب حاولو الشرح له بلغة الإشارة بأنهم يحاولون الهروب من الجنود، كما أنهم لم يرتكبوا شيء خاطئ
بوراك (بالتركية) : أفهم من شرح الإشارة هذا أنكم تحاولون الهروب من الجنود صحيح .. ااه نسيت أنكم لا يمكنكم التحدث بلغتي
-فكر بوراك للحظات ثم سمع صوت الجنود يقترب فارتسمت نظرة الخوف على وجوه الأصدقاء .. ثم التفت بوراك لهم وقال بسرعة :
بوراك (بالتركية) : اتبعوني .. ستذهبون معي لبيتي المقيم به مع أصدقائي .. بسرعة ..
-لم يفهموا ما قاله لهم لكنهم فهموا من إشارة يده أنه يأمرهم باتباعه ثم التفتت دعاء لأصدقائها
دعاء: لكن لا نعلم شيء عن هذا الرجل .. ماذا لو قتلنا ؟
محمد : ونفس الشيء إذا بقينا هنا سنموت أيضا على يد الجنود
خلود : لنذهب معه فقط .. يبدو أنه انسانا طيب
بسمة : يجب أن نتصرف الآن فالجنود يقتربون من موقعنا
بوراك (بالتركية) : هل تتحدثون عن وسامتي ؟
تحدثوا عن جمالي لاحقا أما الآن فاتبعوني- رغم عدم فهم الأصدقاء كلامه إلا أنهم اتبعوه بسرعة هاربون من الجنود .. وعند مرور ربع ساعة وصلوا لبيت بوراك .. كان نفس المنزل الذي يقيم به ياماش وصالح .. وكذلك كان مكان تواجد هدى .. ثم فتح بوراك الباب بسرعة
بوراك (بالتركية) : ادخلوا بسرعة
-دخلوا الأربعة إلى المنزل بينما انصدم ياماش وصالح منهم ثم صاح صالح :
صالح (بالتركية) : .. من أين أحضرت كل هذا ؟
ياماش (بالتركية) : من هؤلاء بوراك ؟
بوراك (بالتركية) : دعهم يدخلون أولا سأسرد لكم قصتهم فيما بعد
-لم يفهوا الأربعة حوارهم .. استطاعوا فهم فقط نظرات ياماش وصالح المتعجبة نحوهم .. ثم نطقت بسمة
بسمة : نحن لا نفهم كلامكم .. لا يمكننا التحدث بالتركية .. لكن نريد أن نعلم أين نحن ؟
-فكر ياماش بكلام لهجتها ثم قال متعجبا :
ياماش (بالتركية) : مهلا ! لهجتك تشبه لهجة هدى وملامح وجهك أيضا لا تشبه ملامح قريتنا .. أيُعقل أن تكونوا انتم أصدقاء هدى من دولتها ؟
-لم يفهوا الأصدقاء إلى شيء واحد وهو اسم "هدى" ثم سأل محمد بجدية
محمد : هل قلت هدى للتو ؟--
-لم يكمل محمد كلامه حتى سمعوا صوت شخص نازلا من الأعلى .. تفاجأوا الأصدقاء عندما علموا من كان وتوسعت عيونهم على مصرعيهما .. ثم نطقت بسمة بصدمة :
بسمة (بصوت عالي) : هدى!!!.
.
.

أنت تقرأ
"لـعنـة بافـوميـت"
Misterio / Suspenso.. ورطت نفسها مع أكبر شيطان وأكثرهم قوة .. بافوميت ، فاضطرت الى الذهاب لأرض غير أرضها لمواجهته كي تُسقط اللعنة عليها .. لكن ليست وحدها ، بمساعدة أشخاص تورطوا مع لعنتها ، هل سيتراجع بافوميت عن لعنته ؟