مر يومين ولم يجدوا حلا بعد فالجنود اعطوهم مهلة يوم لتسليمهم الفتاة .. وفي الليل لم تستطيع بسمة النوم بسبب التفكير . كانت تفكر بلحظاتها مع هدى ومن المستحيل التخلي عنها . فنهضت وتوجهت لغرفة المعيشة .. وكانت الساعة حوالي الثالثة صباحا . وعند نزولها للطابق السفلي متوجهة لغرفة المعيشة وجدت بوراك جالسا على الأريكة يقرأ كتابا على ضوء القمر المنبعث من النافذة
بسمة : ماذا تفعل هنا في هذا الوقت ؟
بوراك : أنا من يجب علي أن أسألك هذا السؤال ..
لماذا مازلتي مستيقظة ؟
بسمة : حسنا أنا .. لم أستطيع النوم بسبب التفكير .. عسى أن أجد حلا لينقذ هدى
-فكر بوراك قليلا ونظرته على وجهها ثم أومأ برأسه راجعا بتركيزه نحو كتابه .. ثم جلست بسمة على الأريكة أيضا محاولة رؤية مايقرأه
بسمة : أي كتاب تقرأ ؟
-نظر بوراك إلى عيونها الفضولية عندما سألته ، ثم ابتسم ابتسامة خفيفة
بوراك : عيْنيكِ
كانت نبرته منخفضة وعميقة، فتفاجأت بسمة من رده الغير متوقع .. فاحمرت قليلا ثم نهضت متوجهة للطابق العلوي ..
بسمة : ..... سأذهب للنوم..
- ذهبت لغرفتها مسرعة بدون انتظار رده .. لم يكن بوسع بوراك الا الابتسام لردة فعلها ثم أرجع تفكيره مرة أخرى لكتابه
... وفي صباح اليوم الثاني نهض الكل كعادته لغرفة المعيشة من أجل تناول الفطور .. من غير شخص واحد لم يكن .. هدى .. لم يلاحظوا وجودها أبدا
ياماش : هل هدى مازالت نائمة ؟
خلود : لا أعلم
بسمة : سأذهب لغرفتها لأراها
- وافق الجميع ثم توجهت بسمة للطابق العلوي وعند وصولها لغرفتها فتحت الباب ببطئ لتتفاجئ بعدم وجودها في الغرفة .. فنزلت بسرعة للطابق السفلي نحوهم
بسمة (بخوف) : يارفاق هدى ليست بغرفتها !!
ياماش : ماذا؟ لكن أين ذهبت؟؟
صالح : ومن الخطر عليها الخروج الآن
محمد : يجب أن نبحث عليها بسرعة
- بدأت قلوب الجميع بالخفقان وبعد دقائق سمعوا أصوات شعب أكاريتا في الساحة الكبرى (الساحة حيث يتم فيها عدم الشخص الملعون) .. وأصواتهم تتعالى .. فخرج ياماش مسرعا للخارج برفقة بوراك بينما صالح بقي في البيت مع الأصدقاء بسبب حظر الخروج لديهم ...
وبعد وصول ياماش للساحة الكبرى حاول الدخول بين الازدحام ورؤية من كان على المنصة وما سبب تلك الضجة .. وعندما رأى الشخص الذي سيتم عدمه .. تجمد بمكانه .. عجز عن الكلام .. كانت هدى على المنصة .. سلمت نفسها لكي ينجوا أصدقائها .. بدأ قلب ياماش بالخفقان ثم صرخ بين الازدحام بصوت كان كافيا لتسمعه هدى
ياماش : (بصوت عالي) هدى!!
رغم كثرت الأصوات بين الازدحام ميزت هدى صوته بين البقية ثم رفعت رأسها نحو الصوت فرأته واقفا هناك والدموع مطلة من عيونه .. كانت تعلم أنه كان غاضبا منها في تلك اللحظة .. لكنها ابتسمت له بلطف .. كانت تعلم أنه يحبها ، ولا يمكن إنكار حبها له أيضا ، كما أنها تمنت البقاء معه للأبد لكن كان للقدر رأي آخر .. فالحياة لاتستمر بها السعادة التي نريدها .. ففي بعض الأحيان تبدو الحياة كأنها عدوة لنا .. لكن ماذا نفعل ؟ ليس بيدينا حيلة سوى التعايش مع ما يريده القدر ..
- وبعد طرق الطبول كانت إشارة لمجيء الشيطان بافوميت .. جاء الشيطان متجسدا على هيئة رجل طويل وضخم الكتفين .. يبدو في الأربعينات من عمره .. وفجأة انحنى كل من في الساحة احتراما له من غير ياماش وبوراك اللذان كانا واقفان هناك متجمدين من الصدمة .. لكن لحسن الحظ لم يلاحظ هذا الشيطان أو الملك .. ثم استقبل ملك أكاريتا الشيطان بكل سرور وابتسامة وكأنه متفاخر بتقديم هدى له .. ثم رأى الشيطان هدى الحانية على ركبتيها وقال :
بافوميت : هاهاها أرأيتي جزاء من يعبث معي .. ستكوني عبرة لكل شخص فكر باللعب معي أيتها
الملعونة .. والآن سوف أجعل رأسك يودع جسدك
لتكوني عبرة بتاريخ أكاريتا إلى الأبد
.. كان كل من في الساحة يصفق له سوى ثلاثة أشخاص .. بوراك وياماش الذي كان على وشك الطلوع للمنصة ولكم الشيطان اللعين في رأسه.. والشخص الثالث .. أكيد سوف تتساءلون من هو. ، إنه أمير أكاريتا .. ابن الملك . كان كل شعب القرية يحترمون الأمير ويعطونه اهتماما كبيرا . كان طيب القلب وحسن المظهر ، كل فتاة في القرية تحلم الزواج منه لكنه غير مهتم للأمر الآن ، كما كان محبا للعدل ، ولهذا السبب دائما ما كان بخلاف مع أبيه بسبب ظلمه للكثير من شعبه .. ولهذا السبب لم يعجبه كلام الشيطان لأنه يرى أن هدى مظلومة .. فبعد كل شيء لم تعلم أن لعبة الورق التي لعبتها قد تكون ملعونة ، كيف لها أن تعلم ذلك ، لهذا السبب كان يكره أبيه بشدة ويتمنى فقط موته ليحكم أكاريتا بعدل تام ... وفي هذه الأثناء استمر بالتحديق بهدى بعينيه الزرقاويتين .. كان يتأمل وجهها الذي ترتسم عليه علامة الحزن .. واستمر بدراسة ملامح وجهها المنحوتة بشكل رائع
- وبالعودة إلى هدى نراها في آخر لحظات حياتها فالشيطان كان على وشك جعل روحها تتبخر كالغيوم ، وكان ياماش بين الازدحام يفكر بشيء لينقذ هدى، فجأة ، خطرت برأسه خطة واحدة ..لكن هذه الخطة كانت تكلف حياته أو حياة غيره ..
.
.
.
.
.
.
يتبع ...

أنت تقرأ
"لـعنـة بافـوميـت"
Misteri / Thriller.. ورطت نفسها مع أكبر شيطان وأكثرهم قوة .. بافوميت ، فاضطرت الى الذهاب لأرض غير أرضها لمواجهته كي تُسقط اللعنة عليها .. لكن ليست وحدها ، بمساعدة أشخاص تورطوا مع لعنتها ، هل سيتراجع بافوميت عن لعنته ؟