كسوف ملك الظلام

الماضي الجميل

                ••••••••••••••••••••••••••••

بعد أن اختلطت دمائي في داخل الإناء و اختفت لما اشعر سوى بيد الساحرة وهي تجذبني بقوة من يدي وتمسك رأسي من الخلف وتضعه في داخل الإناء.. غرق معظم رأسي داخله و لكنني لم اشعر بالاختناق..

ما كان يحيط بي هو دخان بلون غريب قبل أن تبدأ القليل من الرؤيا بالظهور أمامي بوضوح.. ركزت بنظري قليلاً لارى القرية والجبل والمملكة. كانت الرؤيا حقيقية للغاية وكأنني متواجدة في المكان..

كانت هذه المملكة ولكن في الماضي، ركضت أمامي فتاة شابة كانت لاتزال في السابعة عشر من عمرها، كانت ابتسامتها جميلة و مشرقة..

و لم احتج لكثير من الوقت من اجل التعرف عليها، لقد كانت هذه والدتي عندما كانت شابة.. لحقت بها على الفور.. و شاهدتها وهي تتحرك بحرية  ونشاط  في شوارع المدينة قبل ان تتوقف أمام أحد المتاجر..

نظرت الى المتجر بغرابة لأنني تعرفت عليه .. لقد كان نفس المتجر الذي حصلت فيه جريمة القتل البشعة هذا الصباح.. ولكن ما علاقة والدتي بهذا المكان..

اقتربت اكثر لمعرفة السبب.. رأيتها تختبئ خلف احد الجدران وهي تنظر الى داخل المتجر بصدمة وخوف.. لقد اختفت ابتسامتها الجميلة ليحل محلها حزن كبير..

اقتربت اكثر لاقف بجانبها ولكنها لم تشعر بي، لقد كنت خفية بالنسبة لها، لقد كنت أستطيع رؤية كل شيء ولكن لم يستطع أي شخص رؤيتي..

رأيت نفس الرجل الذي قُتل اليوم يقوم بإمساك فتاة شابة من شعرها ويقوم بضربها بعنف، كانت جميلة للغاية مع أنها قد تعرضت لكثير من الضرب.. ولكن جمالها كان خلاب ويسيطر على عقلكِ .. لقد تعرفت على الرجل بسهولة  مع انه كان يبدو أصغر بكثير مما كان عليه اليوم عندما تم قتله ..

كانت الاحداث غريبة بالنسبة لي.. ولم استطع معرفة ما علاقة والدتي بكل هذا.. كان يقف بجوار هذا الرجل شابان وكان من الواضح بانهما ابنائه وهما أيضاً تم قتلهما اليوم..

تكلم احدهما وهو يوجه كلامه الى الرجل الممسك بشعر المرأة.. " أنا اشعر بالخوف أبي، هذه الفتاة تنتمي الى عشيرة البربريين.. من الممكن أن يقوموا بقتلنا إن علموا أننا مشتركون بعملية اختطافها.. "

اجابه الرجل وهو يقوم بترك شعر المرأة قبل ان يركلها بقوة على بطنها مما تسبب بسقوطها على الارض بقسوة.. "لا تقلق لن يعلموا بأي شيء.."

"كيف هذا والعلامة على رقبتها هي اكبر دليل.."

ابعد الرجل شعرها عن رقبتها ليظهر وشم على شكل رأس ذئب بعين واحدة والعين الاخرى عبارة عن نجمة صغيرة وكان يتوسط جبهته هلال..

هذا نفس الرسم الذي رأيته على الجدار اليوم.. عاد الرجل الى الخلف قبل ان يعود ومعه قطعة من الحديد كانت نهايتها باللون الأحمر..