ZERO ¬

182 10 13
                                    


مَساءٌ ثائِر و ليلة ذاتُ نسيمٍ قَارِس جِدًا، تُشير عقاربُ الساعة إلى العاشرةِ بعد المُنّتصف، مقهىً خَامِدُ الزائرين، قهوة باريسية تُحارب الصقيع بِثباتِها.


تسودةُ الرُسُومات العْريقة، التَماثيل المنَحُوته بدِقة فظيعة، كُتب مصْفوفة بِترتيب مُهيب؛ صفةٌ حمراء يتبعها البني يتليها اللون الخُمري..
يَكادُ تدرج الألوان أَن يخّتطِف بَصر المُشاهِد لِجمال وَضْعِها.

مَقهى مُعَاصِر بأجواء فرنسية عرِيقة، تأسِر أعيُنْ الفنانُ و الطَرِيد
مُلهم كما لو أن تلك التماثيل تتحدث إليكَ بأفكارها المدفونه، محطة الكُتاب، القُراء، الفَنانون، الشُعراء و كل ذي صِله بِعَالم الفن الرَحِيب..

سَيدي، طَاب مَسائُك

أهلا، مَسائُك خير

أَتأمُرني بِطلبك ، سيدي!

قهوة و قِطعةُ كَعك " المُعتادة"
إحترامي..

دَقائِق، سَيدي

زاوية بضوء أصفر وَاهِن

قدحُ قهَوةٍ فرنسية، سوداء تُوازي تلك الأفكار المُهَيْمِنه على وَعِيّه
قطعة من كعك الشَّرْلُوت ذات طعمٍ مُسْتَطَاب ، تتضادُ مع مذاقِ القهوةِ العَلْقَمٌي...

يتراقصُ ذاكَ القلمٰ بين أصَابعْ يدهِ النّاصِحة، بِضْعُ صفحات مُشتته فوق الطاولة و كِتاب بِغُلافٍ كُحليٍ فاخِر تَحّتضنُه أحدى يديه،
خّربشاتُ نقدٍ، أختِلافُ أراء و حُلولٍ مَنّطِقية للمُقتني..

الثانيةُ عشر و الخَامسةُ عشر بعد مُنتصفِ اللْيل
خيْم الهُدوء في الأرجاء، لا وقع لِخُطوات الأفراد، تناقصت أعدادُ المُتأملين، المُصابون بالسُهَاد فقط..
يُسَامِرون ذلك الشاحطٌ في السماء، مُلهم الشُعراء و صِفة فائقين الجمال

نظر بِعُلو، لذلك المُعلق بالسماء تبسم برُوَاء مُبهر..
ومن كقَسَامَةِ ؟!..
لا أحد؛ خُلِق بِبَهَاء مُتفرِد ، نادِر و جَذاب..

كيم كاسيوس..

كَاتِب ، مُؤلف و ناقِد مُتَطَيِّر الشُّهرة
ذو الثامن و العشرين،
بِلونِ البُن ترى عَيِّناه، و الشَّعرُ أيضًا ، حِنطيُ الصِبغة ويَكادُ من قِصِّر قامتهِ أن يُقرن بالأزهار..

خُطوات سَقيمة، يَتيمة يَجُرها ذلك المُتعبُ أرقً..
يَفِك شِباك العنكبوت المُعششة في ذِهنه، كاتب ك تشوي جِرايسين
كيف سَيتمُ نقده!!

فَذٌّ أَلْمَعِيّ، المُقدمة كُتبت بإسمه!

سأُسقِطُه، أنا لك يا جِرايسين ..
كيم كاسيوس سَيّنتقِدُك

وضع تِلك الفِكرة وهوه عازِم..
لا عداوه تَحدثُ بينهُم ، فقط هو يَطْمح لِتسلق جِبال النُقاد..
لما لا وهو كيم كاسيوس!

..............................


في القّرن العِشرين ، فرنسا في ضَواحي مَدينةُ باريس بِالتحديد هُناك ذَائع الصِيت كيم كاسيوس نَاقِد فَني ( شِعر ، رِوايات و رَسم ) . يُشار إليه بِالبنان لعِلمه الوَاسع و مُفرَداته القَاسية..

عاش منفردًا عِندما بلغ سِن العِشرين، ثمانِ سَنوات بالمُجمل. تَتسائلون من يُعيله! بِمُفرده، تَثَقَّفَ في الأدب و الحقوق. هَدفهُ الأسمى أن يَبْلغ مَبلغ كُتابِه العُظماء غاستون ليرو صُحافي و رِوائي فرنسي ومؤلف أدب قصص بوليسية و فيودور دوستويفسكي رِوائي وكاتب قصص قصيرة وصحفي وفيلسوف روسي..

كيف له أن لا يَكون نابِغة و ناقِد فَذَّ وهؤلاء هُم قُدّوته!!.

فرنسا، باريس - القرن العشرين 1950 .

𝑺𝑨𝑳𝑼𝑻 | 𝑺𝑬 & 𝑯𝑶 ¬حيث تعيش القصص. اكتشف الآن