مارسيليا ، بُورَة الفَن ، الجَمال و الثَراء المِعمَاري ..
تَبّعُد عن باريس ب ٧٧٤ كيلو مِتر فقط!مُسافر ، رَحال ، غَيرُ مُستقر.
ذو التَاسعةِ و العِشّرون عَامًا، ويَال خُلقِ الخَالق ، مَدِيد القامة، أَزْهَرُ البَشرة يُنافس الثلج في زُهره، أَدْجَنُ الشعر ذو عينان كُحليتا اللونعَشِق الفَّن ، الرَسِم التجريدي، النَحت و التصوير الطبيعي، تَلتقِط عَيناه جُل ماهو مُبهر و براق. جِبال، مَباني عَريقة، أيدي البشر المنحوته..
الكثير من جَمالِ الأَرضِ المَخّفي بين عَبث الوَقتِ الرَاكِض..بارك إيدبالد..
عُرِف بالمُسافر البَهيّ ، تَراهُ العَّين فَتُذهل ، يَرحلُ الذِهن فيتيهٌ
وُلِد في مَنزل مَلئ بالأَنَاة و الحُب. طِفلٌ أوَّسط
شَغف الفن مِن والده، و أخذ البَهّاء من والدته..ذات مَساء ، الساعة الرابعة و الثالثة و العِشرون دَقيقة
نَسمات لَبِقه، تُداعِب خُصلات خَجُولة تتَراقص على مُقَدِمة بَهي المَنظرعلى نَاصِية الجَسر يقف، مُذكراته الصَّغِيرة في مُبدِعتيه
وقلم رَصاص يَخِطُ خُطوطًا مُتفرقة تُصَوِر نُسخة ذلك المنظر أَمامِه.سُحِرت مُقْلتاه بما يَراهُ ، في مارسيليا وِلاية إيدبالد الأُم
كاتدرائية نوتردام دي لا غارد تَمّتاز بِنمط العِمارة البيزنطية الحَديث
و لطالما كانت مَحطة أساسية لِمحبين الفن العَريق..إنقَضت سَاعات طَويلة جِدًا ، و ذاك المَسّحُورِ إِفتِنانًا ما زال يَخِطُ باقي التفاصيل الصَّغيرة المُهّملة للعَابِر بإِسْتِخْفافٌ للِصرح المَهِيب..
تَوقف قَليلًا ، يَسمح لأناملة بإلتقاط أَنفاسِها. يُعظم ما خَطتهُ من فن، يَكاد يَقَّسم بأن الذي تم رَسّمه لو تَحدث لأنبهر من دِقة تَفَاصِلها الفائقة!
كيف لا و إيدبالد رَسام ذو صِيت كالنار في الهشيم.أَخرج هاتِفهُ مُتَحدثًا
أهلًا أمي، عِمت مساء
أحان مَوعِدك بُني؟
أَجل ، إتصلتُ لِأُعلمك بأن رِحلتي سَتكُون لِعاصِمتَنا هذِه المَرَه
لِذلك قد تَطولُ عن سَابِقاتُها.لِتكُن بخير بُني، لا تَنّسى طَعَامِكَ. أِعمل أَقل و لتُرِح نَفسكَ أَكثر
لِتكوني بِخير أنتِ و أبي، طاب مسائك.
لِيَروي عَطَشَ مَعِدته السَغِبه، تَراقَصت كُحلِيتاه يَمينًا و شَمالًا تَبحث عن ما يُثير رَغْبة مَعِدتهم مِن غِذاء.
خمسةُ نُجوم ، ذلك ما إِلتقَطتهُ عَيناه، تَحركت أقدامهُ بِِهُدوء يُخَالِف أِحساس عَضلاته المُنقبضة جوعً ، دَخل بِهدوء لِيستقِر في إِحدى طَاوِلات المطعم.طَاوِلة تَقلِدية، ذات رِداء خُمري اللون خُطط بِخطوط سَوداء اللون لِتُشكل خَرّبشات عشوائية مُبهرة في نَظر الفَنانون فقط!
يَتَوَسَطُها مِصباح ذو ضَوء خافت رُومانسي، و مِنفضة سَجَائِر ثَقِلة الْوَزِن
وَ مُوسِيقى تُعزف بآلة الْكَمان الْحَزين.طاب مَسائُك، سيدي
أهلا،..
أَقَررتَ مَا تُريد تَناولةُ ، سيدي؟
Bouillabaisse بولابيسي
و القليل من
La soupe à l’oignon حساء البصللَكَ ذَلِك، سيدي
قد يَتَأخر طلبك بسبب الطهي سيدي، نَعتذرُ مقدمًا..
إِحّتِرامي.لا عَليك، أَعلمُ ذلك ، شُكرًا.
- لِنأُخذ نُبذة سريعة عن أطعمة إيدبالد المُختارة -
Bouillabaisse
هذا الحساء خاص بمنطقة مرسيليا في جنوب فرنسا. نظرًا لأن صيد الأسماك شائعه جدًا في هذه المنطقة، هذا الطبق يستخدم عدة أنواع مختلفة من السمك..La soupe à l’oignon
حساء فرنسي تقليدي يتم تحميصه عادةً بشرائح رقيقة من الخبز والجبن الذائب. يعود تاريخ الحساء إلى روما ، على الرغم من أن نسختها الحالية تعود إلى القرن الثامن عشر.- إِنتهى -
إلتَهم طَعامِه بِنَهّم ثُم رَحَل بِصَخب مَسّمُوع لِلأصم ، الوَقتُ لا يُسّعِف الَّتَوَاني بَعَدَ الأن، الساعة تُلاحِق السّابِعة مَساء، القِطار يَهِمُ بالِّجري و إيدبالد قَد يَندم بَعد ذَلِك..
يَالها مِن راحة، لن يَنّدم أحَدُهم ، إستَقر و هدأَ باطِنهُ
ثَلاثُ سَاعاتٍ طُول رِحلتهِ القادمة..فُضول، تَوْقُع ، إِنْدِفَاع، تَرَقُب وَ تَمَني
لِلقادم فِي بَارِيس..
..............................
بارك إيدبالد - مُتذوق فَني ، غَائص في حُب الرَسِم، سُحِر بِكُل مَا يَنْبُض جَمَال. عُرِف بِجَماله الجَذاب ، يَتَهَافتُ عَليهِ الجَميع إنَاثُ كانوا أَم ذُكور.
طِفلٌ أَوْسط ، يَكّبُره أِبن و يَصّغِرهُ أِبن أَخر. خَتَمَ بُِلدانٌ كَثِيرة ، هَاو لِلتَجْوال مُحب لإكْتِشاف كُل مَا هُو مُهمَل ، مَنْبوذ ، مُهمش و مَجْهُول..
رِيشَةُ فَنْان مُبّدع ، تَلَوَن بِاللون الرَمَادي لِعِشرون سنة..
بول سيزان - رسّام فرنسي و أَبُ الفن الحديث
مُلِهم إيدبالد الرئيسي و قُدوتهِ الأولفرنسا، مارسيليا - القرن العشرين 1950 .
أنت تقرأ
𝑺𝑨𝑳𝑼𝑻 | 𝑺𝑬 & 𝑯𝑶 ¬
Romanceقدحُ قهوة،كِتاب.. و كاتبٌ مُنْزَوٍ في أحد زوايا مقهًى أَبْلَج.. رَسام مُسافر .. يَنّبُض حُبًا لا يَنّضب.. بارك إيدبالد.. كيم كاسيوس.. - صُنع الغُلاف بِواسطة أنامِلي.. - جَميع الحُقوق تَعُود لي.. - رِواية رُومانسية مُتشابه الجنس.. - سونغهوا هونغجو...