TWO ¬

57 7 4
                                    


كيم كَاسِيوس ، بارك إِيْدبَالد
فَرنسا، بَاريس - ١٩٥٠ مِيلادي
الْقَرن العِشْرون..

إنقَضت ثَلاثُ ساعات طِوال بَين رَسمٍ و إِلْتقاطَةُ صُور
صَدحت أَصْوات سَاعَاتِ بَاريس، مُعلِنة عَن دُخول يَومٍ جَديد..

الثَانِيةُ عَشَر ، مُنتصف الَليل.
أَضْواء الْمَدينة المُشرِقة ، دُخان تَنَفُس المُتَحَدِثين ، أَفرادٌ يُعبرونَ عن مَشاعًرهم، قُبلات هُنا و هُناك عِناقات دَافِئة ، أنامِلُ تَتَمسك بِبَعَضِها البَعَض ، أَكّتَافُ تُريح رُؤوس المُتعبين العَاشِقين و المُتأملين..

عَاصِمة الحُب بَاريس..
تِلك المَشَاهِد أَعَطَت لِلمُسمى مَعنى جَلِيل ، فَريد و عَظِيم.

لُغة الفَرَنْسيون فِي الْحُب الْتَلامُس...

إسْتقل سَيَارة إلى شِقَتِه الخَاصِة ، حَسَنًا هُوَ ينّوي البَقَاء لِمُدة طَويلة خَطَطَ لِذَلِكَ ساعاتً..
مَاهي إلاَ دَقائِق مَعّدودة لِيَغُط جَمِيلُنا في سُباتٍ عَمِيق..



لَوحةٌ زَرّقاء ، تَصَبَغت بِخطوط صَفّراء عَابِثةً بِصَفاء زُرقة السَمَاءِ الّصَافِية مُعْلينةً عَن صَباحٍ مُشّرق ، نَغَماتِ زَقزَقةِ العَصَافير ، إحِّتِكاكُ أَوراقِ الشَجَر في الإِسّفِلت، قِطط مُتَناثِرة أَحَدُها يَتَمدد و الأَخِر يَخّطو بِحذر أَثَرُ الإسّتِقاظ..

أَصواتٌ بَشَرية ، تَراحيب صَباحِية ، رَائحةُ الْقَهّوة و الخُبز الّطَازِج..
صَباحُ الخير تَصّدُح في شَوارِع باريس، هُناك من يَقّعد في كَراسي المَقاهي لِتَناول الإفطار و أخرهم يَمشي حَامِلًا كُوب قَهوتهِ في طُرقهم المُختلفة.

كَيف لِجُموع البَشَر هَذِة أن تَمشي في طُرق مُخْتَلِفة!.



الّسَابِعة و الّثَالِثة و الأربعين دَقِيقة صَباحًا

كيم كاسيوس

في أَمانةِ المَبني بِطريقة مِعّمارية تَجّمع بَيَن الحْداثة و التُراث ، كَالقَصر وأصغر منه بِقليل..
في مَضّجَعِه، إسّتيقظ أَثر غِناء الطُيور خَارج نَافِذته. رُوتين مُعتاد إِسّتحم ثُم تَناول إِفطار فرنسي أَصيل.

قَدَحُ قهوة بالحَليب و كُغواسون بالِزبدة.

غُرفة كُل مَا تَراهُ كُتب كُتب و كُتب ، رِوائي و نَاقِد سَتَكون الكُتب وَنيسهُ الأمن. مَركز الغُرفة طَاوِلة خَشَبية صُنِعت بِحرص مِن خَشب البَلاكود الأفريقي الْمُستورد، تَتَوَسَطُها مَوْسوعة تَاريخ فَرنسا الحَالي.

مُتَناثِرة عَلْيها بِشكلٍ مُغري عِدةُ أوراقٍ ثَمينة نَقَد فِيها كاسيوس بِقَسوة كِتاب تشوي جرايسين ..

قَرَأَ، حَلل ، تَعَمّق و فَكك ثُم إنتقد..

تَناسق الجُمل ، المُفردات المُستخدمة ، قَيّم الجَيّد مِنها و الرَدئي كَذَلِك ، عَاطِفتهُ و فِكْرتهُ الأَساسية أَيّضًا..
خَتَم مِسودة إنتقادة بِمدح الكَاتِب و الّثَنَاءِ عَلَيه كَاتب كَتشوي جرايسين لا يُخطئِ، مُطّلقًا..


فرنسا، باريس - القرن العشرين 1950
الدائرة السَادِسة 6TH / دائرة لوكسمبورغ .



الْعَاشِرة و الْعَشّرُ دَقَائق..

بارك إيدبالد

ضَوضاء إِحّتِكاك أَقّدامه عَلى سَريرة الّدَمِث ، يُصَارع بِقَسوة تَلاحُم أهدابُ عَيّنيه البَاحِثة عَن الّنوم، بِالطَبع هُو الْمُنتَصِر في حَرْبهم الّدامِية و أَسْتقظ

حَمّامٍ دَافِئ فِي شِتاءٍ بَارِد ،نَعيم صَبَاحي، شِقَةٌ فَارِغة ، جِدرانٌ بَيّضاء و سَتَائِر عَديمةُ الْلَون تَكّسُر بَياضَ أمانه..

تَناول إِفّطَار بَاريسٍ سَلِس ، قهوة و قِطّعةُ خُبزٍ مُحّمَص .
فَكَر ، رَتَب ثم قّرر مَا سَيَفّعلهُ تَاليًا..

حَسَنًا، الوِجّهة الأوُلى اِبْتِيَاع بَعَضُ الأَشَاسِيَات الْمُهِمة
وَضَع لائِحة بِما هَو مُهم.


ثُم إِتَصل بِصَاحِبة

صَدَيقي أَهلاً

كانغ إيثان ، لِتَستَعِد سَرِيعًا لَدَيك خَمّسةَ عَشر دَقِيقة فقط

مَهَلاً مَاذا!!!!!!!
أَحَقًا مَا تَقُول!، هَل أَتَيتَ بحق!!

لِتْستعد أَيُها الأَحْمَق، سَأَصِلُ قَريِبًا

إِنتظِر لَحَضة! سَتَصِل! أَيْن؟!
لوكسمبورج؟!!

إِلَهي، أَجَل إيثان. فَالْتُسرع أَرجُوك.


فرنسا، باريس - القرن العشرين 1950
الدائرة السَابِعة 7TH / دائرة قصر بوربون .


..............................


تشوي جرايسين
إِبنُ عَائلة تشوي المَعّروفَةِ فِي فَرنسا ، مِن الّنَظَرةِ الأوُلى سَتجزُم بأنهُ حَازِم، خَشِن و قَاسِي لَكِنهُ بَضّ رَقِيق الْمَعشَر عِند غَوصك بِأَعّمَاقه.
أبِنُ السَادِسةِ و العِشرون ، فَتَّان ، بُني الْعَينين سَبْط الشعر أَزّرق كَزُرقةِ المُحيط.

كانغ إيثان
مُسِيقَار ،عَازِف لَآلةِ الْكَمان ، إيثان إسم سَتَجِده في شَوَارِع فَرنسا بِالتَحديد باريس. أَقْمَرُ الْوَجه ، بُندُقي الّشَعر و يُنافس بَياضَ الّثلج بِلَونِه، أَكّمَل رَبِيعهُ السَابِع و العِشرون مُزّهر ، مُنير و مُتَلأْلِئ.
جَميلٌ جِدًا و لِجَمَاله أَصبح مَحَطةُ غِيرة نِساء فَرنسا أَجمع..



فرنسا، بَاريس - القرن العشرين 1950 .

𝑺𝑨𝑳𝑼𝑻 | 𝑺𝑬 & 𝑯𝑶 ¬حيث تعيش القصص. اكتشف الآن