الفصل الثاني

5K 15 0
                                    

يا الهي لا اعرف ماذا افعل! لقد رآني!!
قفزت بسرعة كبيرة إلى الماء، لقد أدار ظهره..
"أنت يا هذه يجب عليك الحذر، لا أعرف من أين أتيت لكن
أريد أن أخبرك بأنه لا يوجد أمان في هذا البعد"
لم أعرف ماذا يجب علي أن أجيبه..
لقد خلع عباءته السوداء التي كان يرتديها ورماها لي.
أتى معي كي أبحث عن أولائك اللصوص..
لم أشعر بأنه غريب أبدا بدا وكأنه روح أعرفها حق المعرفة
كأنه يملأ الشيء الذي فقدته عندما وجدت نفسي ضائعة
بين الماضي والحاضر والمستقبل.
ذهبنا للبحث عن اولائك اللصوص وإذ بنا نرى فتاة تركض
نحونا..
بدت لي غريبة الأطوار، شعرها كان بني اللون أما بشرتها فكانت سمراء.
تلك الفتاة كانت تحمل ثيابي المسروقة.
-"انني آسفة جدا، حقا آسفة أرجو منك أن تتقبلي اعتذاري، إن أختي التوأم لم تكن واعية عندما أخذت ثيابك فهي أحيانا
لا تعي ما تفعل وكأن شخصيتها تتغير تماما، لذا أرجو منكما أن تتقبلا دعوتي على الطعام.
أدعى إيكو، سررت بلقاءكما!"
بدت لي هذه الفتاة صادقة ولم أشعر بأي نية سيئة لديها
لذا قبلت دعوتها وأسفها.
-"حسنا، شكرا لك. سوف نأتي ولكن أولا علي ارتداء ثيابي"
كان هذا ردي عليها.
أصر على المجيء معي لحراستي إذ دار بيننا نقاش لا طعم له:
- حسنا سآتي معك
-ماذا ! أيها المنحرف الأحمق! لا داعي لذلك استطيع تدبر أمري.
- ها؟ لقد رأيت ما حصل معك للتو لذا التزمي بالصمت!

بقي واقفا لحراستي، كان موقفا مضحكا بعض الشيء
فقد كان متوترا ومستعدا لمهاجمة أي شيء
فعن طريق الخطأ نظر إلى وراءه وإذ به يرى الختم
الموجود أسفل رقبتي ذلك الذي كان على شكل قبضة نمر.
وبسرعة أزاح رأسه ولم أنتبه له.
" أنا قد إنتهيت وصار بإمكاننا الذهاب مع إيكو الى مكان خيمتها"
مد يده قائلا لي:
" إلى الآن لم نعرف عن أنفسنا، إسمي هارو"
مددت يدي لأسلم عليه أنا أيضا:
" اسمي يوري، هذا هو الشيء الوحيد الذي اتذكره الآن"
لقد أحسست بنفس الشعور مرة أخرى وكأن هنالك
شيئا ما يربطنا لم استطع تفسيره.
قال هارو بينه وبين نفسه:
" هكذا إذا لقد أصبح اسمك يوري" .
أكملنا طريقنا مع إيكو إلى مكان خيمتها وتعرفنا على أختها التوأم "ماي" لقد بدت لي ملاكا ذو شعر ذهبي وعينين زرقاوين، لكن الحقيقة كانت غير ذلك.
في هذه الأثناء، جلسنا حول النار نتحدث فيما بيننا و هنا تبدأ إيكو بإخبارنا عن قصتها هي واختها وكيف وصلتا إلى هنا:
" لقد كنا نعيش بسلام مع والدتنا بالرغم من أننا لم نكن أغنياء إلا أننا كنا راضيات بتلك العيشة وذلك رغم كل
الإشاعات المنتشرة عنا بين أبناء الحي، فقد كان
معروف أن والدتنا قد أنجبتنا من غير زواج
وحسب ما سمعت من صديقتها أن والدي كان متزوجا من أخرى قبل إلتقاءه بأمي
وعندما حدث ما حدث طلب منها قتل جنينها ولكنها
رفضت وفضلت العيش بمفردها بالرغم
من أنها كانت تحبه جدا وهو كان قد وعدها بالزواج.. لكن في نهاية المطاف تخلى عنها.
وفي أحد الأيام استيقظنا لنجد البيت ملطخا بالدماء
ووالدتنا كانت جثة هامدة تنبجس الدماء منها.
أما الشيء الذي حصل وأدى بنا إلى هذا العالم
فلا أعرف تفسيره تماما إذ يبدو لي أن كل من يرتكب
خطيئة ما ينتهي به المطاف هنا"

لأقول الحقيقة، لقد تأثرت جدا بكلامها وقد أخبرتهم أنني لا أتذكر شيئا عن نفسي عدا أن اسمي هو يوري.
والآن لقد أتى دور السيد هارو كي يتكلم، لم أفهم كلامه مطلقا إذ قال:
"السبب الوحيد الذي يدفعني للعيش هو رغبتي في تحقيق السلام بالعالم."
ولم ينطق بأي حرف آخر.
استأذنا منهم وذهبنا كي نجد مكانا مناسبا ونخيم فيه.
كان هارو يتوتر عندما يتعلق الامر بمناداتي باسمي، بدا كأنه يريد التكلم عن شيء ما ولم يستطع.
أثناء سيرنا وصلنا إلى نهر مليء باللفافات، فتحنا واحدة فوجدناها فارغة لكن على ظهرها مكتوب كلمة شيفرة وتلك هي الحال أيضا مع باقي اللفافات.
إحتفظنا بواحدة، إذ أردنا أن نعرف ما الذي تعنيه.
أردت أن أعرف لماذا قال هارو ذلك الكلام أي
لماذا يريد تحقيق السلام وما الذي أتى به إلى هنا.
وعندما سألته أجابني:
" لا أريد أن أخسر شخصا آخر بعد الآن"
-"لكن ما الذي حدث لك؟!"
"لقد خسرتي عائلتي بأكملها بالإضافة الى الشخص الذي
كنت أحب.."
-"آسفة.. أتمنى لو أنني أستطيع التذكر فقط .."
يا ترى ما الذي تعنيه هذه اللفافة، يجب علينا أن نعرف ما
هذه لربما نستطيع الخروج من هنا.
قلت لهارو:" لماذا ما زلت معي؟ لماذا أنت مصر على البقاء معي.. فبعد الوضع الأول الذي رأيتك به أي أتباعك ذوي
الأخلاق الوضيعة لم أتوقع أن تكون هكذا!"
هارو:"أتريدين مني الذهاب إذا؟ حسنا كيفما تشائين، أنا
فقط رأيت بأنك بحاجة للمساعدة.. لذلك فقط.."
لقد قال ذلك وذهب لمقابلة أتباعه.
بالرغم مما قاله هارو إلا أنه لن يتركها لوحدها وسوف يراقبها.
أثناء الليل، عندما كانت يوري نائمة. .
أتت ماي إلى مكانها، لقد كانت مخيفة جدا
كأنها مومياء خرجت لتوها من القبر ومستعدة
لقتل أي أحد تراه أمامها.
استيقظت يوري وكانت تلك المرة الأولى التي ترى
فيها فتاة تنفخ النار من فمها ...
لقد نفخت ماي النار حتى احرقت المنطقة حول يوري..

قبضة النمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن