في لحظة بين الصمت والذهول, تقف هانا عاجزة
عن الكلام. كجسد فارغ قد عادت إليه روحه, تبدأ ذكرياتها بالتداخل:
" في زمن عاشت به مجموعات من الناس ذوي قدرات خاصة, تحدث خيانة كبيرة للحكومة, تلك الحكومة التي حافظت على عشائر من هذه المجموعات كي تستخدمها كسلاح منيع في الحروبات, هذه العشائر كانت نادرة ومهددة بالانقراض.
هانا كانت تنتمي إلى عشيرة لديها القدرة على ترويض النمور واستعمالها كسلاح, أما هارو فينتمي إلى عشيرة لديها القدرة على ترويض واستخدام
التنانين.
بعد اكتشاف الحكومة لخيانة إحدى العشائر لها
تقرر القضاء على جميع العشائر وابادتها, لتتم تلك الابادة بأشنع الطرق والوسائل, إذ قامت الحكومة
بعد قتل الافراد بحرق جثثهم أيضا.
عشيرة التنين وعشيرة النمر كانت بينهم مفاوضات سلام لعقد من الزمن ختمت باتفاقية زواج تنص على تزويج ابنة رئيس عشيرة النمر والتي تدعى هانا (ويعني الزهرة) وابن رئيس عشيرة التنين والذي يدعى هارو(ويعني ضوء الشمس) وذلك حفاظا على
سلالة العشيرتين وتوحيدهما.
هؤلاء الاثنان ( هارو وهانا) لا زالوا صغارا في العمر
فهانا بالكاد بلغت الثامنة وهارو في العاشرة.
والعشيرتين قررتا القيام بمراسيم لخطبتهما لكن في مثل هذه الحالة
نستطيع القول بأن الاعجاب هو التوأم الوسيم للحب.
فقد كانت تجمع بين هارو وهانا علاقة ظريفة وجميلة تملؤها البراءة.
وها قد جاء اليوم الذي حدثت فيه المجزرة ولم يكن باستطاعة العشائر مواجهة الحكومة رغم كل قوتها.
أما هارو, بأمر من والده, أخذ خطيبته وهرب معها حبا بها وحفاظا على العشيرتين. رغم هذا فهارو لا يزال صغيرا ولا يجيد استخدام كامل قوته أو الوقوف أمام اساليب الابادة لذلك فقد شعر بالضعف حينها.
أما هانا فلم تكن مدركة لأي شيء من حولها...