Part 5

63 8 13
                                    

لقد اعتدتُ القولَ أنني أمتلك الحظ الأسوأ في الحياة، كل ما أريدُ القيام به ينتهي بالفشل، تُفرض عليَّ الكثيرُ من المواقف التي لا أُحسَد عليها حقًا، هذا واحدٌ منها! لكنني لن أكون جاحدًا هذه المرة، أظن أن نصيبي من الحظ الجيد قد وجدته في هيون، ويالهُ من شخصٍ يتجسدُ فيه لطف وجمال العالم بأسره.

مرت بضعةُ أيامٍ مذ خرجت من المشفى، قضيتُهم في فندقٍ راقٍ، أجلسُ مكاني فيأتيني ألذُ أنواع الطعام والشراب، يمرُ عليّ هيون ليقضي سهرةً لطيفة بعد إنتهاء عمله، ليطمئن أن كلَ شيءٍ على ما يُرام، لا أصدق أنني أمكثُ هنا في هذه الرفاهية دونَ مقابل، هل هذه بدايةُ الحظ الجيد لفيليكس أخيرًا؟!

أتى هيون متأخرًا عن موعده المعتاد هذه الليلة، ولم تُرافقه البسمة التي اعتدتُ عليها، هل حدثَ له شيء يا تُرى؟
= هل مرَّ كل شيء بخيرٍ اليوم؟ هل ينقصك شيء؟
اومأت برأسي بالنفي، كل شيء بأفضل ما يكون
= يسعدني ذلك، سأعودُ لمنزلي الآن، ليلةً سعيدة!
همَّ بالرحيل ولم يلتفت خلفه، لكنني لم أرد ذلك، أمسكتُ بطرف قميصه من الخلف وسحبته بهدوء
- هيون؟ هل أنت بخير؟ هل هناك ما يشغل بالك؟
لم يلتَفِت لي حتى وكل ما قاله أنه بخير، وسارَ بقوةٍ قليلًا حتى سحب قميصه من يدي، لم أملك الحيلة لإيقافه، لكنني قضيتُ هذه الليلة أتساءل ما الذي حلَّ به، في المرةِ الماضية التي انزعج فيها تغير الرقم على يدي، لكن هذا لم يحدث الآن.. هل تتغير الأرقام حين أكون سببًا في تغيير مزاجه؟

غلبني النوم وأنا سارحٌ في الكثير من الأسئلة التي لا أجد لا إجابة، استيقظتُ على صوت طرق الباب، لا بد أن أحدهم قد جلب لي طعام الفطور
فتحتُ الباب وأنا شبهُ نائم وبالكاد أفتح عيني لأرى أمامي، تفاجأتُ برجلٍ كبير في العمر قليلًا، يرتدي بدلة فاخرة وتظهرُ عليه علاماتُ الغِنى، وجهه جميلٌ على الرغم من أثر السنواتِ عليه، وحوله يقفُ العاملون بالفندق وقد حنوا رؤوسهم جميعًا

أصابني هذا بالتوتر، هل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟
= هل أنت صديقُ هيون الذي يمكث هنا؟
- صـ .. صديق؟!  ااه أجل إنه أنا، هل هناك مشكلة سيدي؟
= هل رأيتَ هيون الليلة الماضية؟
- كان هنا لدقائق لكنه غادر للمنزل مسرعًا
نظر إلي نظراتٍ كادت تقتلني، عيناه تُحدق بي كأنني مجرمٌ أو كأنه سيقتلني

= عاد إلى المنزل إذًا؟
- أجل سيدي، هذا ما قاله
اقترب مني هذا الرجل بهدوء، وحدق في وجهي
= اسمع أيها الشاب، لا أدري ما نيّتك من التقرب من هيون، لكنني أحذرك أن تفعل أي شيء خاطئ أو أن تؤذيه، لأنك إن فعلت سأجعل هذه نهايتك
- ها؟ ماذا تقصد؟ لماذا قد أقوم بإيذاءه؟
= إن عرفتُ أن لكَ يدًا في غيابِ ابني هذه الليلة فلا تحلم بالبقاء في المدينة بأكملها، لا الفندق فقط

مهلًا؟ هل قال غياب ابنه؟ ما الذي يحدث!
أدار وجهه واستعد للمغادرةِ بعدما ألقى تهديده، لم أستطع أن أتفوه بحرفٍ واحدٍ من هول الموقف
بمجرد رحيله سألت أحد الموظفين عن هذا الرجل المرعب
مهلًا لحظة؟ هل قلت أنه صاحبُ هذا الفندق؟!
لا تمزح معي! هل صاحب الفندق هو والد هيون؟!!
ااااه، لم أكن أريد للقائنا الأول أن يكون بهذا التوتر..

هيون، أين أنت الآن؟

يُتبع..

Deja Vu Where stories live. Discover now