ذاكرةُ الإنسان غريبة، تتذكر آلاف التفاصيلِ التي تحدثُ يوميًا بينما تمحي أهم الأحداث التي تُغير حياتك، تُصيبها بعض الاضطرابات أحيانًا، قد تنسى أشياءَ مهمة، وقد تتذكر أشياءَ لم تحدث..
مرحبًا فيليكس، لن ترد التحية، ولن تجيب ندائي كما فعلت آخرة مرة، لكن لا تقلق.. سوف أسامحك على هذا
أصبحَ هيونًا طبيبًا ماهرًا كما تعرفت عليه أول مرة، لكنه لم يعد دائم الخوف، لم يصب بتلك النوباتِ عندما يرى مريضًا، لقد نما هيون الطائش الذي تعرفت عليه في سن العشرين ليصبح النسخة الأفضل، وذلك بفضلك!
لا أحد يذكر هذا، لا أحد يعلم بما حدث ذلك اليوم، كأن الحكاية قد طُويت، فقط بيني أنا وأنت.
أتذكرُ أنفاسك الحارة، ويداك الباردة التي أمسكت يدي باحكام، صوتُك الذي قاتل الموت ليهمس لي بتلك الكلمات التي أحفظها عن ظهر قلب، يداي التي تلخطت بدمائك، مازلتُ أراها كلما نظرتُ إلى يدي! وصرخاتي المدوية التي لم تحظَّ بأي إجابةٍ منك.
أتعرف؟ لقد انتظرتك طويلًا! انتظرتُ أن تقتحم حياتي مجددًا لأخبرك أنني أذكرك هذه المرة، لأخبرك أنك استطعت إنقاذي بالفعل، لأخبرك أنني وقعتُ في حبك هذه المرة، وفي كل مرةٍ التقينا، لأسرق من شفتيكَ قبلةً تطفئ لهيب الاشتياق، وتروى عطش التلهف لرؤيتك.
أخذتُ على نفسي عهدًا بأن أكون مُنقذك هذه المرة، لأصنع لنا فرصةً نحياها معًا، لن أبالي إن كنت لن تذكرني!
إن كنت لن تذكر هيون، فلا بأس! هيون سيجعلك تقع في حبه من جديد، وسيظلُ واقعًا في حبك وإن التقينا ألف مرة
تمنيتُ لو تقتحم علىَّ المشفى، لترى هذا الطبيبَ الشاب واقفًا في استقبالك، بابتسامةٍ تحمل شغف العالم، وحضنٍ يضمك بقدر ما يتسع له العالم، لو أستطيعُ أن أمرر يدي بين خصلاتِ شعرك وأتأمل في ملامحك الملائكية مرةً أخرى.
ظللتُ غارقًا في هذه الأمنياتِ حتى تحققت بطريقةٍ ما، الطريقة الأكثر قسوةً ومأساوية..
لقد اقتحم فيليكس المشفى بالفعل، لكنه لم يأتِ من أجلي، ولم يلقِ التحية، ولم يأخذ قبلته
لم يفهم أحدٌ سر بكاء هيون بحرقةٍ الآن فيليكس! أنت الوحيد الذي قد تفهم ذلك! لماذا لم تحافظ على وعدك باللقاء مجددًا؟!
ألم أكن سببك لتحيا كل يوم؟ هل أصبحتُ سببًا واهيًا الآن؟ ألم أعد كافيًا؟ لماذا لم تعطني فرصةً جديدة؟
لماذا كنت بهذه الأنانية؟
اليوم، قد أصدرتُ شهادة الوفاة لشخصٍ ألتقيه أول مرة، لكنني واقعٌ في حبه بالفعل!
الاسم: فيليكس يونبوك
التاريخ: الأول من مايو 2040
سبب الوفاة: الانتحار غرقًا
امضاء الطبيب: هوانج هيونجين
سأبكي أمام هذا القبر دون أن يعرفني أحد، ودون أن يعرفك أحد، سأبكي.. إلى أن نلتقي
النهاية.
YOU ARE READING
Deja Vu
Fanfictionقد يقضي الإنسانُ عمره باحثًا عن الشخص الذي يهِبه الدفء، يعطيه سببًا ليحيا كل يوم، وجهٌ يتلهف لرؤيته إن غابَ عنه دقائق! من المستحيل أن ينسى الإنسانُ وجه الشخصَ الذي يُحب أو يغفل عن تفاصيله، لكن ماذا لو كانت أول مرةٍ تراهُ هي المرة الأخيرة؟!
