2

7 2 0
                                    

الكل اتصدم من الكلام الغريب ده، في ظروف زي دي وبعد كل السنين دي؟
أحمد قال: لعبة الكنز؟ كيف يعني
ماجد: كيف يعني عايزنا نلعب معاهو؟
المحامي عروة اتحرك من مكانو ووقف على حيلو وهو بقول : أنا كده اديت المطلوب مني وانتهت مهمتي اسمحو لي بعد ده لازم أمشي..
فعلاً اتحرك طالع على الباب والكل سكتو ماابدو أي شعور لسة مصدومين بس لما وصل للباب نط أحمد من مكانو وقال ليهو : ياسيد عروة نحن ناس كبار ياريت تسلمنا الرسايل وخلاص متخيل اربعة شباب بالغين زينا حيلعبو زي الأطفال ويدورو في بيت كبير يفتشو على كنز عبيط؟
عروة : مالو! اعتبروها تسلية وتغيير روتين..... سلام ولو حبيتو تستفسرو عن شي قدام انتو عارفين عنوان مكتبي
طلع فات بعدها، بانة قالت : لعبة ورسايل؟ ياترى كاتب شنو؟ شنو الممكن يخليهو يفكر التفكير المجنون ده؟
أحمد قال بتردد : الراي شنو في الحالة دي؟ نسمع كلامو ونفتش الرسايل؟
ماجد قال: ياجماعة سؤال مهم فات علينا نسأل منو المحامي عروة.. وين عم إبراهيم أساساً؟ لأنو اكيد قضى محكوميتو وطلع.. ولييه ظهر حسي في الفترة دي بالذات؟
أحمد : نفتش وحانعرف بمجرد نلقى الرسايل فهمو شنو يمكن نلقى اجابة سؤالك
منار قامت منزعجة وقالت وهي متحركة على الباب: فتشو إنتو لو حابين أنا ما حاضيع وقتي في تفاهات زي دي ابداً ابداً سلااام، وسعيدة ياماجد بي شوفتك تاني ولو في ظروف غريبة زي دي
أحمد : أقيفي هنا ده ماشة وين، نحن بنتفاكر نعمل شنو تقومي تمشي ببساطة تخلينا؟
قالت بدون تتلفت : فتشو رسايلكم واقروها لو حابين أما أنا فبرا الكلام ده وما عايزة افتش عن ايييي شي بخص الماضي أو السيد عمكم إبراهيم..
فاتت طوالي وقامت بانة ولحقتا وهي بتقول: وأنا كمان ماعايزة أعرف شي عن الرسايل دي ماضي وانتهى ماعايزين نفتح باب زي ده تاني
أحمد عاين لي ماجد بضياع ماعارف يتصرف كيف.. ماجد قال ليهو: تعال خلينا نطلع من هنا أول ونتفاهم بعدين..
طلعو الإتنين ورا البنات ووقف ماجد وطبل الباب بي الطوق.. أحمد طلب من ماجد يمشي معاهو البيت لكنو اعتذر وفضل أحمد يحنسو كتير حتى وافق.. اتحركو في نفس الدرب القديم ولقو البتين متقدمين.. ماجد اتنهد كذا مرة وهو ماشي، أحمد كسر الصمت وقال : فاكر آخر مرة مشينا في الدرب ده سوا متين؟
ماجد بي ابتسامة باهتة: يوم اتشاكلنا أنا وإنت
أحمد: تخيل أنا نسيت سبب المشكلة شنو؟
ماجد: ولا أنا فاكر السبب كل المتزكرو إني ضربت مهند أخوي بوكس عشان وقف حاجز بيني وبينك
قال أحمد بي نبرة حزينة : دي كانت آخر مرة اشوف فيها مهند حي واسمع صوتو
ماجد بنفس الحزن قال: آخر كلام قالو لي كان عنك انت واننا نتصالح ومانتصرف زي شفع الروضة ،كان بحبك...
سكتو بعدها وواصلو مشي.. بانة كانت ماشة ورا منار بتقول ليها: حنتصرف كيف في البيت البقى حقنا ده؟
منار قالت ببرود بدون تتلفت: مصرة تتكلمي بصيغة الجمع
بانة: لازم اتكلم لأنو نحن كلنا سوا في الوضع ده حالياً
منار : لو اعرف بس لي إبراهيم اختارك انتي تحديداً في ملكية البيت .. مامحتاج يعوضك بي شي افتكر
اتجاهلت بانة اخر كلام وقالت : يعني في رايك خلا البيت ده تعويض؟
منار بضيق: ماعارفة ياخ ماعارفة اي حاجة ولا عايزة أعرف أساساً
بانة: ماقادرة استوعبك! كيف يعني ماعايزة تعرفي لييه مجرم زي الراجل ده يملكنا بيتو
منار بزهج: ما هو عشان مجرم انا ما عايزه اعرف عنو اي حاجه تاني ولا عايزه افهم الحاصل، ده واحد بيتسلى بينا ما أكتر ثم انا اتعذبت ما فيه الكفايه في القصه دي ليه مصرين ترجعونا من الأول تاني ونعيش احداث بنتمنى انها ما حصلت في يوم من الأيام انسي يا بانة وارمي ورا ضهرك انتي كمان
بانة: طيب حنتصرف كيف البيت بقى حقنا غصبا عننا فكرك نبيعو نهدو نحرقو ولا الراي شنو
منار: غالبا الأولاد مغرمين بالفكره وعايزين البيت عن نفسي ممكن اتنازل عن حقي ببساطه واديهو ليهم وليكي لو انتي لسه عايزه البيت أنا ما عايزه ارجع للماضي تاني فهمتي؟
بانة اتلفتت وراها تعاين للشباب ماشين وراهم واتنهدت وسكتت ومشت في الدرب مع منار...
في اثناء ما ماجد ماشي مع أحمد تلفونو ضرب تاني فطلعو من جيبو وعاين فيهو لقى المتصل ابوهو ففكر إنو مافي مفر من الرد.. فتح الخط ورد: الووو
حسن : مشيت للمحامي اياهو صح ياماجد؟ انت راسك ده حجر مابتسمع الكلام؟
ماجد: ياابوي كان لازم افهم الحاصل واعرف الغرض من كلامو شنو
حسن بغضب شديد : يعني يا ماجد عايز أمك تعرف الحاصل وتنتكس تاني؟ اعتقد اتكلمنا في الموضوع ده وكنت فاكر إنو قفلناهو ولكن يبدو انو انت عندك راي تاني..
ماجد: يا أبوي ده إنسان كاتب بيت باسمي عايزني ما افهم الحاصل وليه عمل كده وعايز مني شنو بعد السنين دي كلها؟ أمي ما بجيب ليها سيره يا أبوي اطمن أنا كمان بهمني سلامتا النفسية
الاب: ما عايزين من خلقتو ايييييي حاجه تكلم المحامي يرجع البيت لصاحبو ما عايزين نسمع منو ولا ناخذ منو حاجه مفهوم؟ الله يرضى عليك اقفل الباب ده..
ماجد بي عدم اقتناع: كويس يا ابوي يصير خير
قفل الخط وزفر بي ضيق، أحمد قال ليهو: انت وريت أبوك بالحاصل؟
رد ليهو و قال: كلمتو أول مره ظهر لي فيها عروة بالكلام ده ويا ريتني ما كلمتو..
أحمد : أنا ماوريت اهلي بي أي شي لحد الآن وماعارف اصلاً كيف ابلغهم بي كده، اقول ليهم جاتني ملكية لي ربع البيت الصاحبو هجج الفريق وقلب حالنا حال؟ ..... وقتها حاافتح على نفسي باب اسئلة ماعندي ليها جواب
ماجد وقف في نص الطريق وقال فجأة: أعذرني ياأحمد لازم ارجع البيت واشوف أبوي معليش المرة دي لكن بعوضك ليها وبجي تاني وانت تعال زورني تشرف في اي وقت
أحمد ماكترها معاهو وسابو وقال: طيب ماف مشكلة واكيد حنتلاقى تاني نشوف نتصرف كيف في المصيبة دي
ماجد عاين بي اتجاه البنات ونادي بصوت عالي : منااار باانة!
اتلفتو البتين على اتجاهم فقال بعد رفع ليهم يدو مودع: انا ماشي وسعيد اني لاقيتكم الليلة وان شاء الله بنتلاقى تاني معاكم سلامة
الإتنين لوحو ليهو مودعين ومنار قالت بصوت عالي : خلي رقمك مع أحمد عشان نتواااصل
قال ليها : اوكييي تماااام
ودع ماجد احمد بعد اتبادلو الارقام ورجع ماجد بي اتجاه البيت محل عربيتو واقفة وأحمد لحق البنات وافترقو..
.. .. ..
أحمد رجع بيتهم وفورا دخل ورقد في سريرو... في صمت وتأمل تااام رقد لوقت طويل عسى يطلع بي أي استنتاج وماقدر يفهم حاجة.. عقلو استرجع كل القديم وكل الحصل و قلبو كان بضرب بصورة مزعجة شديد.. عم إبراهيم والعملو مابتنسي ولا بتغفر.. ومن اللحظة القرر فيها يكتم الحصل الزمن داك دفنو في اعمق اعماقو لكن حسي طفح للسطح من تاني.. بقى يتقلب يمين وشمال واختار كل الوضعيات المريحة ماعرف يرتاح.. قرر إنو لازم يلقى الرسالة حقتو ويقراها وعشان كده لازم يقنع الباقين..
أما بانة رجعت البيت وكلمت أمها بي الحصل بس حذفت موضوع الرسايل والكنز والكلام الفاضي ده.. استغربت الأم من وين ظهر إبراهيم ده تاني وبيت شنو الخلاهو لي بتها ولي أولاد الفريق.. سألتا متعجبة: كيف يعني يكتب ليك جزو من البيت وعشان شنو
قالت متعجبة هي برضو: والله ياأمي ماعارفة، فجأة يظهر لي واحد محامي ويقول لي الكلام ده ويوريني المستندات بتاعة البيت
سألتا بعتاب بسيط :وليه ساكتة ده كلو وماوريتيني؟
قالت بحرج : ماهو كلام غريب ياأمي كان لازم أتأكد من صحتو
همت أمها وسرحت شوية وقالت : لو أبوك وعماتك عرفو الكلام ده حيفتو لينا القديم كلو كفاية العملو وقالو زمان
بانة بي أسف : ماحيعرف شي اطمني، هو من متين كان مهتمي يعرف ولا يفهم الحصل شنو
قالت ليها بي كسرة نفس : هل تفتكري أنا سوسن أمك دي فيني حيل تاني لي مشاكل ونقاشات مع أهلك ديل
بانة: ياأمي إنتي كنتي ومازلتي قوية إنتي ربيتيني صاح وحافظتي علي ووقفتي في وش أي زول عشاني أرجوك ماتضعفي حسي عشان خاطر واحد مريض ساب لي جزو من بيتو
حضنتا وطبطبت عليها وقالت في الأخير : أنا ماعايزة البيت ده ولا اي شي من ريحتو للراجل ده اطمني طيب؟
هزت سوسن بي راسا بدون تزيد حرف تاني، أما بانة في دواخلها عايزة تعرف حاجة من كل الحصل واللسة قاعد يحصل ليهم ده وكمان نفسها تعرف اي معلومة عن الحصل لي صاحبتا وجارتا مريم.. زفرت براحة وقالت في نفسها: وينك يامريم وشنو الحصل ليك.....
ومنار دخلت بيتهم في استعجال عايزة تنفرد بي نفسها وتوصل سريرها برضو في اقصى سرعة.. دخلت مالقت زول غير أمها ولقتا نايمة نومتا حقت النهار فزفرت بي راحة وخشت جوة الاوضة ختت حاجاتا وغيرت هدوما وجري للسرير رقدت وغطت وشها بي المخدة، رغم تصنعا بي القوة واللا مبالاة قدام الشباب إلا إنو قلبها بضرب ضربات مزعجه وفلاش من الصور والذكريات المخزنة في مخها شغال وعيونا شايفة الماضي بي وضوح بل كانت قادرة تسمع همسات عم إبراهيم وضحكتو السمجة واتوترت شديد.. تعمل شنو وتشكي لي منو ومافي زول فيهم فهم وجعا مافي زول عذر ضعفها وسكوتا وخوفا من البوح بي الضرر الوقع عليها.. اصوات البكا الاستمر أيام وليالي بتتردد في اضانا بتزعجا.. الحصل مافتح الجروح القديمة لأنها مابرت ولا اندملت في يوم اصلاً بس كمان حيفتح ابواب النيران فيتذكرو الناسيين ويتجهزو الشامتين وحينشطو الجلادين وهي اضعف من إنو تواجه شبح الماضي من تاني.... للأسف مافي يدها شي تسويهو غير تسكت وتشوف أحمد والباقين حيتصرفو كيف حتسيب نفسها للموج يجرفها وين مايحب ماهي اتعودت على كده رغماً عنها!......
واخرهم ماجد الدور عربيتو وساق متجه للبيت عشان عارف انو مافي مفر من المواجهة مع أبوهو وفضل يحسم النقاش معاهو من الآن عشان مايضطر يعمل شي من وراهم هو وأمو ويزعجهم.. عارف نفسو ماحيقدر يتجاهل الشي البيحصل ده والكلام الاتقال في قعدتهم مع المحامي ولازم يفهم حاجة ومافي مجال غير عبر الرسائل المخبية في البيت ده.. وفي أثناء ماهو سايق مرو على خيالو اشكال أصحاب الطفولة فابتسم واستوقفتو بانة شديد، ياسبحان الله اتغيرت تماماً، اختفت بانة العبيطة المتشبكة في طرفو وبتباريهو وين مايكون وهم بيلعبو وحلت محلها بانة تانية، كبرت وبقت هادية وساكتة وهو الاتوقع يشوف شبح الماضي وطفلة كان بيزهج من شبكتا، الما اتغيرو هم النضارات النظر فقط، بانة قابلتو بي صورة عاديية مااتخيلا وعلل في نفسو فراق السنين الطويلة هو السبب في البرود الحصل ده.. مر خيالهم عليهو وهم أطفال لما في مرة قال ليها : ياخ انتي مابتعلبي مع صحباتك لييه بس ماسكة في خلقتي أنا؟ امشي مني ياااخ
وقتها زعلت وعيونا رقرقو بالدموع وانسحبت منو، أتذكر إنو كانت طول الفترة القعدوها في بيت عم إبراهيم قاعدة تحت شجرة براها ومابتلعب فمشى صالحا وتاني من يومها خلاها تباريهو زي ماعايزة..
إبتسم وهو بفكر انو كانت مشاكلهم كأطفال تافهة وبسيطة قبل مايكبرو والحياة القاسية تعصر عليهم شديد.. ياترى شنو المخبياهو الأيام ليهم لسة...
أحمد قام على عجل وفتح تلفونو رسل لي منار في الماسنجر وقال ليها :منار.. منويا عايزك ضروري ممكن تردي علي؟
منار شافت الرسالة وزفرت بي ضيق لأنها عارفة هو عايز يقول شنو....

((متعبةٌ أنا.. متعبةٌ جداً.. متعبة من الفقد.. من فقدان نفسي.. متعبة من الأيام.. الأيام التي تمر دون أن تطمئن بها روحي.. متعبه من الإنتظار.. إنتظار ما لن يكون.. متعبة من كل شيء كان وسيكون.. من قوتي التي خلفها ضعفي.. ومن ضحكتي التي تخفي ألف وجع)).....

لعبة الكنز Where stories live. Discover now