اتحرك طلع من مكانو ومشى وقف قدام الغرفة التانية وعاين في الأرض تحتو قدام باب الغرفة، قال وهو بتأمل في بلاطة مكسورة بارزة لي برا: يبدو إنو كل شي فضل على حالو..
ماجد لحقو لقاهو واقف في نفس الوضعية وبفكر، قال ليهو بلفتو: هااا لقيت حاجة ؟
أحمد قال ليهو بدون يتلفت : لو البفكر فيهو صاح يبقى إنو عم إبراهيم متذكر كل تفصيلة حصلت معانا في المكان ده...
ماجد سكت مترقب يشوف فهمو شنو ، أحمد وطى على الأرض ومسك البلاطة البارزة وهزاها فطلعت بسهولة في يدو ،ختاها على جمبة وبدا يحفر في مكانا الكان ملان تراب ناعم ماصبة خرسانة، ولدهشة ماجد الشديدة لما أحمد طلع ظرف ازرق من وسط التراب ورفعو ليهو فوق وهو بقول : وجدت الكنز...!!
ماجد مندهش : يعني فعلاً في رسايل !!.... لكن إنت شنو الخلاك تفكر انو ممكن يكون دفنا في البقعة دي؟
أحمد بنظرة رجوع للماضي: البلاطة دي جرحتني في يوم من الأيام وأنا جاري عايز اطلع من الاوضة دي ودقشتها بي اصبع رجلي الكبير واتجرحت جرح عميق وكبت دم كتير بس أنا الادرينالين خلاني ماحاسي بي شي لحد ماوصلت بيتنا حتى بدت تنتح
ماجد: ماقادر اتذكر إنك كنت معوق في يوم من الأيام ديك..
أحمد: الفترة ديك كانت مشاكلنا كتيرة تتزكر؟ عشان كده مابتكون اهتميت لغيابي
ماجد: إحتمال، لكن مهند اكيد فقدك وسأل منك
أحمد وهو بقوم من الأرض وفي يدو الرسالة قال: مرقت من البيت ده يومها وقررت إني ماادخلو تاني واختفيت بحجة الجرح في أصبع رجلي
ماجد: بتذكر انك اختفيت كذا يوم بس رجعت تاني
أحمد بحزن : هو الرجعني، جانا في بيتنا بكل ثقة واتونس مع أبوي وقدر يقنعو بضرورة إني أرجع للعب في بيتو مع شفع الحي
ماجد تأملو في صمت وهو مابين مكذب ومصدق للحقيقة البشعة الظهرت في ملامحو بس ماقدر يسألو عديل من ظنونو، يقول ليهو شنو في اللحظة دي ماعرف فسكت بس عيونو قالو كل الكلام
أحمد غمض مسافة واتنهد بعدها قال بتعب: هدي الرسالة الأولى، الراي شنو؟
ماجد: انت صاحب الرسالة انت قرر حتعمل شنو
أحمد ختاها في جيبو براحة وقال : متردد افتحا خايف من الممكن يكون مكتوب فيها
ماجد لمسو من كتفو وقال : أحمد! مااظن يحصل شي أكبر من الحصل زمان ماتخاف من حاجة تاني، خلاص كلو شي حصل وانتهى
أحمد بخيبة أمل: لو إنتهى صحي زي مابتقول لي البني آدم ده رجع تاني ليييه
ماجد أشر على الجيب الفيهو الرسالة وقال : الإجابة موجودة في جيبك حالياً، اهدى كده وارجع البيت وافتحا واقراها على مهلك ووريني حاتلقي شنو وأنا معاك مهما كان
هز أحمد راسو بي الموافقة بس بدون يقول حرف زيادة، بعدها مشو طلعو من البيت في هدوء ولي حظهم ماكان في زول في الشارع للمرة التانية..
____________________بانة اتصلت على أحمد ورد عليها وقال طوالي : لقيت الرسالة يابانة... لقيتا
سكتت ماعارفة المفروض تعبر كيف، كل القالتو بعد سكتت مسافة : يعني في رسايل فعلاً؟ ... طيب قريتا؟
قال ليها : لأ لسة بس حااقراها واوريكم فيها شنو..
قفلت بعدها وطوالي حولت الاتصال على منار الردت بدون تأخير: اهليين! خييير ياطير
تجاهلتا وقالت : كنت ضاربة أوريك إنو أحمد لقى الرسالة بتاعتو وطلع فعلاً في رسايل
منار انزعجت بس خبت شعورا وقالت بهدوء: قايلينها فلاحة؟ ... ممتاز يلا خليهو يدخل الراجل حياتنا تاني بعد طلع منها ذليل مهان، يادوب ما حاتتبهدلو بي وراهو تاني وإنتي الكنتي اقل خسارة حتزيد وحتعرض وتخسري أكتر وأكتر وتقولي ياريتني سمعت كلام منار
بانة: يمكن كلامك صاح بس خلاص الفضول دخل نفسي وماحااقدر اتراجع بعد كده
منار بتهكم واضح : الفضول ولا عشان شفتي حبيب القلب رجع وعايزة تكوني جمبو
بانة مستنكرة كلاما: حبيب قلب شنو انتي بتتكلمي كيف! هل يوم واحد قلت ليك أنا كنت بحبو؟ نحن كنا صغار وكلمة حب دي ذاتا ماكنا بنعرفا شنو
منار: ماعلينا المهم انتو حرين ماتشركوني معاكم في الجنون ده
بانة: ماعلينا؟ حسي بقى ماعلينا بعد سميتي بدني بكلامك؟ أنا غلطانة أصلاً إني ضربت ليك عارفة إنك ما ح تاخدي بي كلامي ولا أنا أصلاً بعني ليك كصاحبة او حتى جارة في الفريق.. سلام.....
قفلت الخط فمنار حست بغلطا وندمت.. عارفة إنها اتبايخت معاها بس هي في صراع نفسي رهيب وخايفة عشان كده بتتصادم معاهم كنوع من حماية الذات، موضوع ظهور الرسالة ده زاد الخوف جواها، خايفة الحصل ليها يتعرف قدام رفاق الطفولة وقتها أكيد حاينظرو ليها يا إما بي عين العطف يا إما بي اشمئزاز وفي الحالتين حتدمر..
مسكت تلفونا تاني ورسلت لي بانة رسالة فيها كلمة واحدة بس( آسفة ).... بانة قرت الرسالة لكن ما ردت ليها بشي، كانت عارفة إنو منار مابتحبها ولا متقبلاها حتى لو جاملتا في بعض المرات، كانت بتتمنى يكونو قراب لكن ماحصل ولا اظنو حيحصل فقنعت خلاص وقررت ماتفرض نفسها عليها تاني وموضوع الرسايل دي والبيت ده ماحيبقو سبب ليها تاني.. غمضت عيونا بتحاول تتزكر صور الماضي بس بقت الذكريات ضبابية وعقلها مسح حاجات كتيرة، رجعت بعدها تتسائل ياترى رسالة أحمد فيها شنوو؟..
....
أحمد وصل البيت ودخل الديوان طوالي من برا برا وقعد في أول سرير قابلو، الرسالة بقت عندو ومتردد يفتحا ومتشوق في نفس اللحظة، طلعا من جيبو ورفعا فوق وبقى يتأملها، مكتوب بخط واضح من برا (أحمد).. فتح الظرف وطلع الرسالة وفتحا لكن ماقراها، مرر عيونو فيها أول عشان يشوف عدد السطور ولاحظ انها كتيرة، إذا في حوار ما كلمتين والسلام.. بدا من أول سطر مكتوب وقرا بهدوء وقلبو بدق دقات عالية لمن حاسيهو حايطلع من صدرو من التوتر :
( ماعارف ابدا من وين ولا افاتحك كيف ولا حتى أناديك بي شنو، أناديك أحمد ولا حمادة زي زمان، إزيك إنت ،رغم طول السنين الفاتت الا إنو انت لسة في بالي وماناسيك، ياترى شكلك بقى كيف وانت كبير هل اتغيرت ملامحك؟ سمنت ولا لسة نحيف؟ طولك زاد ولا قصاري؟ بتكلم معاك وانا شايفك في مخيلتي حمادة الطفل الكان قريب لقلبي، ماكان في فرصة إنو اشوفك تاني أو اودعك بعد البوليس حجزني بس أنا واثق إنو انت كنت بتحبني زي ماكنت بحبك ومانسيتني، إنت وأنا عارفين إنو العملتو معاك ماحاجة كعبة بالعكس حاجة جميلة إسمها حب، أنا ماحاسس بي الذنب أبداً على مشاعري وارجو انت كمان ماتكون حاسي اننا غلطنا زي ما قالو ليك وإني جنيت على الأطفال في بيتي في حين إني احتويتكم في بيتي بكل حب وحنية وأهل الحي نفسهم يشهدو.. كلام كتير جواي بتمنى احكيهو ليك بس ده يطول شرحو وأنا غرضي من بحثي عنك شي تاني، أنا ياأحمد مريض بالسرطان ووقتي في الدنيا أصبح محدود فبطلب منك إنو تحقق لي رغبة أخيرة كعرفان منك ومن أصحابك وتلعبو معاي زي زمان لعبة الكنز وصدقني الجائزة مغرية ليكم كلكم شيء قيم كلكم محتاجين ليهو، بس لازم تعرف إنو مرتبط بيكم كلكم ولا يمكن تلقوهو منفصلين
هو رفات في حالة سبات
حوله الظلام دامس
والشمس لاتزور
والمرة دي اللغز على اكبر شوية استمتعو وركزو عشان توصلو للمطلوب)
صمت تاااام ما اتخللو الا صوت ضربات قلبو الغير منتظمة.. رسالة غريبة من أولها لي أخرها، ده شنو المكتوب ده ، جنسو شنو الزول ده بشر؟ حيوان؟ جماد؟ ولا مسخ مشوه جوة وبرا.. مرا مرور الكرام على كل البدر منو زمان وماحاسي بي أي ذنب وكل همو إنو يعيش مغامرة قبل مايموت على حسابهم هم.. رجع قرا تاني من الأول ببطء ولاحظ شي غريب في الكتابة إنو في أي كلمة فيها حرف راء بكون مردد على الحرف بي القلم بحيث يبقى داكن اكتر من باقي الحروف وده شي غريب كان بالنسبة لأحمد.. خلص قراية وطوى الورقة زي ماكانت وختاها في جيبو وقام على حيلو وبقى يفتل في الديوان ماشي جاي وهو حاسس بي غضب كبير، وين الإعتذار الكان متخيلو وين التبرير الكان منتظر إنو يبرد نارو وين.. مسك تلفونو وأتصل سريع بي ماجد الرد فوراً كأنو كان في إنتظارو : أحمد!
قال ليهو بنفس حار يوضح ضيقو : قريتا ياماجد قريتا
ماجد متشوق : هاااا قال شنو؟ ارجو إنو تكون اكتشفت شي مهم
أحمد إنفعل: ده إنسان بشع، أنا بكرهو بكرهو
ماجد بي ضيق : أهدى ياأحمد وفهمني براحة قال شنو
أحمد: لازم أشوفك وش لي وش
ماجد : طيب أنا حااكون في المستشفى بالليل تعال لي هناك زي الساعة 11 كده لو بتقدر
أحمد: كويس خالص بجيك ان شاء الله وريني بس شغال وين
قفل منو ورجع للرسالة تاني وفتحا ورجع يقرا من الأول ووقف عند اللغز المكتوب وتأملو بإهتمام
هو رفات في حالة سبات
حوله الظلام دامس
والشمس لاتزور
إتنهد وقال : ياترى وراك شنو ياإبراهيم الزفت
__________________