3

7 2 0
                                    

فكرت مسافة بعدين ردت: ايوة ياأحمد معاك قول في شنو
أحمد: منار انتي جادة في قولك إنك ماحتكوني معانا في الجااي؟
مطت شفايفا وقرت رسالتو كذا مرة حتى ردت وقالت: وإنت جادي في إنك عايز تنفذ طلبو وتلعب لعبة الكنز تاني؟ لسة تأثيرو عليك ماانتهى؟
حرقتو الجملة الأخيرة فسكت ماقدر يرد عليها، يبدو إنو فعلاً متأثر بيهو لسة وقادر يسيطر على انفعالاتو وتوجهاتو لحد اليوم..
منار حست إنو كانت بايخة فحاولت تتلطف في القول فكتبت: ياأحمد شنو الفايدة اللي حتعود علينا من البيت ومن الرسايل المزعومة ومن جمعتنا تاني في حوش عم إبراهيم، ماعايزة نرجع نتألم كلنا تاني
قرا رسالتا واتنهد بضيق ومارد للمرة التانية
رسلت تاني : أحمد وينك ليه مابترد موش انت الفتحت السيرة وسألتني؟
أحمد رد وهو حاسس بضيق شديد : منار أنا مابقدر اتجاهل الحاصل صدقيني حاولت اعمل رايح بس في إحساس ملح بجرني جر لي إنو ارجع للبيت تاني وافتش رسالتي، قولي عني ضعيف قولي متأثر بي عم إبراهيم قولي البريحك بس أنا كده كده مستمر وموافق العب اللعبة وافتش كنزي..
إبتسمت بي مرارة وغمضت عيونا عشان هي كمان عندها نفس الإحساس الملح ده بس هي قادرة تكبحو، ردت وهي متأسفة جداً : على كيفك يا أحمد مابقدر امنعك بس كمان خت لي العذر لأني أنا الضعيفة المابقدر افتح دفتر الماضي فهمت؟ بتمنى ليك راحة البال وتلقى الإنت عايزو
أحمد : والبيت طيب فكرتي حنتصرف فيهو كيف؟
منار: أحمد انت منتظرني أفكر أنا واتصرف أنا؟ ماعارفة والله أنا ملخومة مخلوعة زيي زيكم
أحمد: ليه بقيتي فجأة حساسة ومامتحملة مني كلمة؟ ردودك كلها جافة وحيطة سد، أنا بتفاكر معاك ليس إلا وياستي آسف لو أزعجتك
قرتا ولاحظت انو اختفى طوالي، حست بي حزن شديد كونها ماعارفة كيف تشرح لي أحمد وجهة نظرها بدون ماتطرق للما عايزة تقولو حتى قدام نفسها....
ماجد وصل البيت أخيراً ودخل بهدوء فصادف أبوهو قاعد في الحوش تحت شجرة النيمة المضلله المكان فقرب منو وسلم عليهو، رد حسن السلام وقال ليهو : جر الكرسي داك وتعال اقعد معاي..
ماجد: أمي وين؟
حسن : طلعت، جاتا خالتك ساقتا مشوار بالعافية
ماجد بهدوء : أمي محتاجة زول واعي يعرف يفوقا من الهي فيهو ده، لمتين حتفضل كده مكبلة بي الحزن والهم
حسن بي لوم: وحضرتك ماشي تفتح ليك أبواب حاولنا سدها ونسيانا عشان امك تقدر تنسى وقلبها يبرد
ماجد : يا أبوي أنا ماغلطت في حاجة ،كل القصة إنو الماضي براهو رجع يطاردني وأنا ماناوي اشرد ناوي أواجه
حسن بغضب: تواجه شنو وتواجه منو؟ أخوك مات وجبنا حقو والموضوع خلص لحد هنا
وقف ماجد على حيلو وقال بي حرقة : لا يا أبوي حقو ما اتجاب وده التاعب أمي وممرضا ، عشرة سنين سجن ماكفاية يا أبوي ماكفاية
حسن كمان قام على حيلو وبقى يتكلم وهو بحرك يدو بي عصبية : نحن مادولة قانون ولا في زول في البلد دي حقو رجع ليهو مهما حصل، وكان مانحن الاتمسكنا بي حقنا في كل الحي ماكان ذاتو دخل سجن ولا يوووم فهمت؟ الكل اتخاذلو وسكتو خوفا من الفضايح وخلو حق أولادهم إلا أنا الاصريت وسعيت والعشرة سنة دي حتى لو ماكفاية فهي بردت النيران الجواي شوية وأما ولدي فأنا احتسبتو عند الله شهيد وشفيع لي ولي أمو يوم الموقف العظيم
ماجد: يا أبوي افهمني وقدر موقفي! أنا محتاج أعرف شنو الحصل لي أخوي ولي مريم كمان والاجابة عندو هو ومادام ظهر تاني في حياتي مابسيبو إلا وانا طالع منو بالحقيقة
حسن: الحقيقة الشرطة ماعرفت تمرقا منو جاي تمرقا انت؟ عليك الله ياماجد ماتجيب لي الكافية واقعد على جمبة ياولد
ماجد منهار : ياأبوووي
حسن بي صوت عالي لمن برجف: مااتقول لي أبوي
.. أبوي! ماجد! مالكم في شنو ليه اصواتكم عالية؟
اتلفتو الإتنين على الصوت الجاي من الإتجاه البدخل على البيت وكانت دي ميسون أخت ماجد الصغيرة جاية عليهم مهجومة
أبوها اتمالك نفسو وقال ليها : مافي شي يابتي مجرد نقاش بسيط اختلفنا في حاجة اطمني مافي شي
عاين لي ماجد عشان يأكد ليها صدق كلامو وماجد قال موافق : ايوة ايوة مافي شي، وأنا بعتذر منك يابوي أنا آسف
قال ليهو بسرعه: ما في مشكله يا ولدي كلنا بنغلط العفو وإنتي يا ميسون يا بتي ان شاء الله تكونو عملتو غدا أكيد أخوك راجع جعان من برا
ميسون نظرت ليهم نظرات استفهاميه شكلها ماااا مقتنعه بكلامهم بس مشتهم وغيرت الموضوع وقالت لي أبوها: أيوه يا أبوي أمي عملت الغدا قبل ما تطلع مع خالتي
قال ليها :خلاص ختي لينا نتغدى مع بعضنا
قالت: حاضر يا أبوي ولكن أنا ما باكل معاكم بنتظر أمي وإنتو اكلو انت وماجد سوا
حسن : طيب، يلا استعجلي وانت يا ماجد أمشي غير هدومك على بال ما أختك تخت لينا الغدا.. ورجع قعد في مكانو وماجد اتحرك مع أختو دخلو على البيت وميسون أول ما بعدو من نظر ابوها قالت ليه: يا ماجد شكلكم فتحتو موضوع أخوي مهند تاني؟ وإلا أبوي ما بيزعل كده أرجوك فهمني في شنو قلت ليهو شنو
قال ليها بي أسف : إنتي عارفه أمي وأبوي بتحسسو كيف من الموضوع ده وحسي الموضوع إتفتح عرضياً ولكن أبوي طبعا بتوتر، كان خايف أمي تجي وتسمعنا وتزعل تاني وتنتكس وتمرض يبدو إني غلطان فعلاً إني جبت السيره دي، يلا اسرعي ختي الغدا عشان ابوي شكلو جاع..
مشت ميسون على المطبخ وهو اتنهد بتعب ومشا على غرفتو يغير هدومو، جاتو رسالة في التلفون لكن من ارهاقو النفسي ماقدر يفتح يشوف من منو جاياهو وخت التلفون والمفاتيح ومشى على دولابو يشوف غيار نضيف...
___________
وقف المحامي عروة بعربيتو قدام بيت صغير بسيط الهيئة ويادوب متماسك مع نفسو يشبه الخرابة، نزل واتحرك على الباب اللي اتفتح فجأة وظهرت منو بت صغيرة في عمر السبعة سنوات فهللت بي فرح لما شافتو: عمووو! أخيراً جيت
إبتسم ليها وقرب منها وربت على راسا وهو بقول : رودينا حبيبة عمها ازيييك حسيتي بي جيت ولا شنو فتحتي الباب
قالت بي برائة: لا ياعمو كنت ماشة اشوف أمي عند الجيران لأنو زهجت من القعاد مع جدو ده أنا أصلاً مابحبو
عروة اتحولت إبتسامتو في لحظة واضانو عملت طنين فجأة، براحة سألا وقال: لييه مالو جدو؟ رسال هو مش كده؟ برسلك كتير؟ معليش سامحيهو عشان هو عجوز وعيان
مطت شفايفا في غضب طفولي وقالت: كل شوية يقول لي عصري لي رجليني ويقول لي يدينك صغيرة وحلوة غايتو جدو ده متعب ياخ والله ما بعصر ليهو تاني
اتهجم من الكلام ده وملامحو اتغيرت لكنو رجع اتنحنح وقال ليها : خلاص معليش امشي نادي أمك وتعالي وأنا بشوف جدو بدلك طيب؟
قالت بي فرح شديد وهي بتجري من قدامو : طيب
زفر عروة زفرة حاارة ودخل من الباب المفتوح وقفلو وراهو وخش البرندة القديمة المهلهلة والقى نظرة على شبح الراجل العجوز الراقد في فراش قديم شكلو حتى بقرف، كان مغمض عيونو وراسم بسمة في شفايفو المشققة.. اتنحنح عروة شوية عشان يعلن عن جيتو ففتح العجوز عيونو ونظر ليهو نظرة خلت عروة يرفع يدو لا شعوريا ويمسح على وشو بكف يدو عشان يقطع التواصل البصري وهو بقول : أنا جيت يا خال كيفك اليوم ان شاء الله أحسن
سألو في فضول واضح: هااا عملت القلتو ليك؟ شفتهم؟ كلمتهم وكلموك؟
هز عروة راسو بدون مايقول كلمة
قال بنفس الحماس: كيف بقو اكيد كبرو كتير واتغيرت أشكالهم
قال عروة : والله من ناحية كبرو فهم أي كبار بس اشكالهم كيف كانت في الأساس وبقت كيف مابعرف لاني مابعرفهم أنا عملت المطلوب مني كمحامي ليك يا خال وبس
بفخر قال ليهو : أفضل قرار عملتو في حياتك إنك طلعت محامي ياود ياعروة
وقف بعاين ليهو بدون أي تعبيرات في وشو توصل هو بفكر في شنو، بعدها انفتح باب الشارع وظهر صوت رودينا وهي بتغني بي فرح اغاني طفولية وصوت أمها داخلة وراها بتنهر فيها، اتلفت عروة ولف طلع من البرندة بسرعة عشان يقابل أم رودينا قبال يدخلو عليهم هي وبتها، قال بسلم عليها : صفية إزيك.. أنا جيت
قالت بفرح مصطنع : أهلاً يا عروة شرفت ونورت كيف اخبارك
قال : الحمدلله أنا كويس، راجلك كيف
صفية : ياهو شقيان وجاري في المعايش البقت مولعة دي
عروة عارف صفية مرة نقناقة ومكشوفة حال وعارف إنها ماطايقة وجود خالهم إبراهيم في البيت لكن خايفة من راجلا يشاكلا لو جابت طاري الموضوع ده، دخل يدو في جيبو وطلع قروش ملفوفة في بعضها وواضح إنها كتيرة ومداها لي صفية وقال: هاك امسكي ديل اتصرفو منهم..
ملامحا اتبدلت تماماً واشرق وشها في بهجة واضحة وقالت بعد خطفتهم : مانعدمك ياعروة يااخوي كتر خيرك
اتلفت لي رودينا الواقفة بتتمايل يمين شمال مبتسمة ليهو وقال : حبيبت عمها اجري جيبي لي موية من المطبخ وتعالي
قالت ليها صفية : ختي تلج من الجردل الفي التلاجة سمح؟
جرت وهي بتقول : سمح
عروة اتغيرت لهجتو للجدية وقال لي مرت أخوهو : ياصفية أمانة عليك رودينا خليها في طرفك ماتغفلي منها ولا تخليها في البيت براها بدونك
قالت ليهو : ماقاعدة براها ياهو خالك راقد جوة وانا حرستها ليهو، رودينا بقت كبيرة ياعروة وفالحة بتعرف تتصرف
قال في ضيق : صفية الله يرضى عليك ولا حتى مع خالي ماتخليها براها مامعروف المقادير يقوم يحصل ليها شي خالي مابقدر يحميها ده عجوز ومرضان
قالت بعد اتنفضت مخلوعة : بري يايمة بعيد الشر بعيد الشر
وفاتت على المطبخ وهي بتقول : ادخل لي جوة خلي اغرف ليكم غدا
قال ليها: لا أنا ماشي أنا بس جيت اديكم مصاريف ليكم ولي خالي واشوفو بالمرة
فاتت بدون تمسك فيهو وهو رجع لي خالو وقال ليهو : أنا ماشي
قال بصوت خافت : ماتبقى تغيب وتعال تاني..
مرق عروة بأقصى سرعة وقفل وراهو الباب ورودينا جات مالقتو فشربت الموية لنفسها..
طلع على الشارع ومسك تلفونو وأتصل على أخوهو وأول ما رد بادرو بالسلام: زهير كيفك
زهير : مرحبتين والله
عروة : أنا غشيت بيتك واديت صفية مصاريف وشفت خالي وحسي مرقت منهم
زهير: بالغت ياخ تدي القروش لصفية؟ اخير كان تديهم لي البت ولا تديهم للمرا دي
عروة : زهير يااخوي اعمل حسابك على بتك ونبه أمها ماتخليها لي اي سبب من الأسباب معاهو
زهير: قصدك مع خالي؟ اطمن اعتقد انو المرض هداهو ومابقدر يتصرف اي تصرف ماياهو
عروة : زهير انت عارف وانا عارف الاتكسر مابتصلح فخلي رودينا في أمان ماتعرضا لي كسرة النفس الانت حافظا صم
زهير: اسكت إياك تقول كلمة في الموضوع ده داير تفضحنا؟ دايرني اقول شنو لصفية عشان ابرر خوفي على بتي؟ خالي متحرش وراجلك من ضحاياهو؟ حبرر ليها قعدتو في بيتي كيف؟ حااقول ليها إنو ماقادر اتحرر من سيطرتو علي أنا واخوي عروة؟
قال ليهو بنبرة فيها عبرة واضحة : اتصرف لكن ماتسمح ليهو يقتل براءة بتك يازهير اتصرف
زفر زهير وقال ليهو : ماتخاف ماحيقرب ليها والا بقتلو بي يديني ديل وادفنو في سابع أرض
قفل عروة منو وصفن في مكانو مسافة ،فكر و أنب نفسو ياترى ليه اتقبل رجوع خالهم إبراهيم بعد ما أمهم زمان طردتو وقاطعتو سنين وفرضو على زهير الماقدر يرفض برضو.. رضى ينفذ ليهو طلبو في موضوع البيت ده ليه والشباب ديل ياترى قصتهم شنو وقصد إبراهيم شنو من كتابة البيت والرسايل ليهم... كان متمني يرجعو عندو من تاني لأي سبب عشان يفتح سكة يفهم بيها منهم الحصل شنو معاهم زمان....

لعبة الكنز Where stories live. Discover now