الفصل السابع والعشرون

6.1K 227 62
                                    

البارت السابع والعشرون
ابنتي اختارت لي زوجًا
***************
لحق حامد أخيها الذي كان يقف علي الكورنيش يتنفس بغضب، حانق علي نفسه  لقد اغضب زوجته وتسبب في جزنها، حائر في رغبته في إثبات نجاحه، لكن أي نجاح هذا سيحصل عليه مقابل حزن رفيقة قلبها  وعشيقة روحه ودموعها التي لا تهدأ
لم يشعر بنفسه الا وأخيه يربت علي كتفه،  استدار ونظر إليه بشرود قائلًا:
ايه جابك يا حامد، انت كمان ريداني مسافرش

ابتسم له نصف ابتسامه تهكميه وقال بعد تنهيدة:
حق الله لاه مريدش تسافر، يعني تهمل مرتك وولدك وانت مش محتاج، نجاح ايه وإثبات نفسك انت ما حدا بيتعلم علي يدك الا ويقسم ان مافي حد بيعلمهم كيفك، يا خوي بلاها السفر ده مرار وغربة ومراتك ليها حج عليك واحتياجات انت واجب عليك يامها

غامت عين حسام بغيرة فهو يتحدث عن زوجته كأن أمرها يهمه أكثر منه فثار عليه بغضب،:
وانت خابر عن  احتياجات الست من فين، وانت يا راجل ملكش احتياجات، مش ناوي تتجوز انت كمان ويكون ليك مره تلبي ليها احتياجاتها ولا حكايتك ايه

غمغم حامد بضيق فهو لا يعلم أن قلبه مات عشقًا في من صارت له زوجة، فحرم علي نفسه الحب والزواج بعدها، فرد عليه بالم يتوغل داخله:
مالكش فيها اتجوز ولا لاه، حد كان غاصبك تتجوز لجل تفرض عليا،  انا لا بفكر ولا رايد اتجوز دلوك، خلينا فيك وفي مرتك وولادك اللي رايد تهملهم لحالهم مع بوك وتسافر

دفعه حسام بحده في صدره وصاحت فيه:
اديك قلت ههملهم لابوك مش ليك، محدش دخلك، ثم ايه ملكش غرض بالجواز، كلتها شهور وتخلص كليتك وتعاود تعيش معانا بالدار
هتجعد لحالك من غير مره تراعيك ولا مستني مرتي تشيل همك وتخلي بالها منيك،

تافف حامد من هجوم أخيه عليه شاعر بغيرته علي زوجته منه، لم يحنق عليه، فهو لو مكانه كان سيغير عليها، أكثر منه فرد عليه سائلًا:
واه بتغير علي مرتك مني يا خوي، دي بت عمي قبل ما تبقي مرتك،  دا انت معملتهاش مع فارس اللي عاشو سنين في مصر وحديهم

ضغط حسام علي فكه ,وصرح بما يجيش بها صدره من غيره نحو أخيه رغم ثقته فيها وقال باندفاع:
حصل بس فارس عمره ما حط عينه في ليلي، بالعكس دايما كنت انضر في عيونه ليها حب الإخوة والاحترام، لكن انت كنت دايمًا ناضر اللهفه والشغفه في عيونك ليها،كانك  رايد تحميها حتي من فارس
يمكن لانها بت عمك وانت حاسس يمها انك مسؤول عنيها، بس انا حقي اغير علي مرتي حبيبتي حتي لو كنت واثق فيك ياريت تسامحني  يا خويا ، لكن غصب عني عاشقها بجنون وده حكم القلب

تفهم حامد موقف أخيه منها، وشكر ربه وفارس الذي  شدد عليه في إخفاء رغبته بالزواج من ليلي عنه، فهو  الآن علي الاقل ينال ثقته لعدم معرفته بحبه لها وطلبها للزواج من أبيه ، فرد عليها بحكمه يريد طمئنت قلبها الملتاع عشقًا:
عندك حق يا خوي حاضر هفكر بالجواز بس اخلص علامي لول، ولو علي أني اجعد بالدار ومرتك فيها لحالها، انا هتصرف واجعد بدار لحالي، ما تحملش همي واصل يا خوي، المهم انت ولادك هيهون عليك تفارقهم لو يوم وليلي حبيبتك ومرتك سهل أكده تبعد عنيها علشان نجاحك، مين اهم نجاحك ولا أهل بيتك، قبل ما تقرر افتي قلبك

رواية( ابنتي اختارت لي زوجًا) للكاتبة/ سلمي سمير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن