[S E N S I T I V E C O N T E N T]
- بَـابَـا جُـون؟
- كَم يـَروق لهُ أن تَنعتُه بِبَـابَـا جُـون فقد عَودها عَلى ذلك مُنذ صُغرها.كان ذلك أوّل هعْد لهُ بالأُبوه.
_
- نَعـم صَغيرتِي.
رفعت إليّهِ مُقل مُحمله بالدمُ...
على غير عادته في الأناقةِ جاء الشتاءْ، لم يكن كحلُهُ ساتراً للنجومِ ولم يكُ أبيضُهُ غيمَ صيفْ، غريباً أتى حاملاً في يديهِ هموم الخريفِ وفي ظهرهِ نصفُ سيفْ، على غير عادتهِ في البكاءْ لئيماً أتى وثقيلَ الظلالْ شحيحاً يُشقِّقُ بالريحِ وجه الحقولِ ويضحكُ بالسرِّ خلف الجبالْ، هو القحطُ.
لَيمضي سَريعًا ويحلُ الخريفُ على الأَغصانِ، ثُم تَنتثِر أوراقُهُ غيرَ ما يبقى على الحِقَبِ، كانتْ غلائلهُ خُضْراً، وقد صُبِغَتْ بصفرةٍ مثل لونِ الورس والذهب،واستطردَ القيظُ إذ ولّت عساكره، واستبردَ الظلُّ فاقدحْ جمرةَ العنب، واغنمْ بها العيشَ في تشرينَ منتهزاً، فالقيظُ في رحلةٍ والقرّ في الطلب.
لُجّ الجو البارد والسّماء الغائمة، والمطر المُنهمر بين وقتٍ وآخر، والأشجار العاريّة من أوراقها، والتي تحسبها قد جفّت وماتت، والحقيقة أنّ في أعماقها مصنعاً لحياةٍ .