CHAPTER 4: دماء أم طلاء ؟🩸

69 15 7
                                    


واقفة أمام باب المكتب من الجهة الأخرى تحاول جاهدة إدراك معنى حديثها قائلة بينها وبين نفسها...

  { لقد قلت له انتبه كي لا تصبح حلوى برتقال

لاوقد كنت مؤدبة لأبعد الحدود لأقول له من فضلك }


اتسعت عيناها بعدما ترجمت جملتها داخل تلافيف دماغها وهي تستند بظهرها إلى الباب و تأخد أنفاسها بتعجل مع شعورها بسخونة حادة تنبثق في أنحاء جسدها الضئيل .....

سرت قشعريرة هزت عمودها الفقري من أعلاه إلى أسفله عندما لفح بها الهواء البارد المحمل برذاذ المطر بعد خروجها من مكتبه المكيف الدافئ ....

نظرت حولها لتحدد من أين أتى هذا الهواء لتلاحظ عدساتها الخضراء تلك النافذة التي تقبع أمامها فوق مجموعة الكراسي المتصلة التي كانت تقف بجانبهم منذ قليل ..

على كل حال لم يكن الأمر مهماً لها لأنها لم تشعر بالبرودة بتاتاً بل زادتها الرياح سخونة أكثر وبدأت حبيبات العرق تتشكل فوق جبينها..

هتفت بصوت خافت لا يسمعه سواها محركة شفتيها المرتعشة إثر نوبة الحمى التي تداهمها وهي تغمض عينيها ممرة راحة يدها على جبهتها وبداية منابت شعرها الأشقر الحريري ...

             { تباً ....

لماذا الجو حارٌ هنا لهذه الدرجة }

أخذت تفكر ...

( كيف حار و نحن الآن في شهر يناير أي في منتصف الشتاء ؟؟؟؟..

هذا يعني...

لحظة..

هل هذا يعني أنني أهلوس الآن ؟؟؟

  لا

لا هذا مستحيل..)

أوقفت أفكارها بضربة رقيقة على جانب رأسها الأيسر ثم قالت وهي تهز رأسها يمنى ويسرى ...

{ حتماً لقد جننت!!..}

دفعة رقيقة من جسدها صدرت نحو الباب لتقطع تلاحمه معها فاصلة المعانقة بينه وبين ظهرها تاركةً خشبه المسكين خلفها بائساً يتآكله الخواء والهواء يعصف به معنفاً إياه ....

خطت بتروٍ نحو ذلك الباب الدوار ثم مدت يدها للأمام تدفعه برفق مما أدى لدورانه وسماحه لها بتخطيه ....

استقبلتها قطرات المطر الغزيرة ترحب بها بقوة والأرصفة الندية  كذلك ..

كانت ' مانهايم ' هائجة تماماً في هذا التوقيت..

مستقيمة بكعب حذائها المرتفع فوق الأرض المرصوفة بقطع من الحجارة المتباينة بين الأسود والأبيض ترفع رأسها عالياً ترحب بذخات الغيث على وجهها الواهن ...

ThøRñy Røsésحيث تعيش القصص. اكتشف الآن