تلاق
يوم آخر من حياتيفي الغرفة الصباحية ، نحتسي الشاي ونتناول البسكويت ، اجلس انا وبجانبي اختي ليديا الكسولة ملقية رأسها على كتفي ، وامامي اخويّ فريدريك وكينيث يتشاجران كالعادة؛ فريدريك يهدد و يؤدب ، و كينيث يبرء نفسه من كل فعل ، وفي الجانب الآخر أمي تراقص والدي على ألحان البيانو ، بينما تعزفها زوجة أخي فريدريك جوديث.
انا احب عائلتي ، واحب زوبعتها و نسيمها ، احب ان اتأملهم يوميًا و لا ارجو فراقهم يومًا .
احب عودة ايميلي من منزلها مع زوجها الى بيتها مع عائلتها ، واحب اطفال فريدريك و فوضويتهم ، احب كينيث وليديا المزعجان ، ولا يمكنني تخيل عيشي يومًا ما بلا والدي .
[ لا بُد وانكِ غواصة ، هل ابحرتي إلى أعماق افكارك مجددا؟] اختي ليديا قاطعة حبل افكاري ابتسمت هي واستطردت [ السآمة ، الملل ، الضجر ، هل يمكن لشعور ان يكون له كل تلك الاوصاف ؟ ] سألتي فأجبت [ مرح، متعة، نزعة، كل تلك الاوصاف للسعادة ايضًا ] [ فالاوائل لا تتوق نفسي إليهم ، اما مايساوي السعادة فهو ما احتاج اليه الان ] [ لا ، ماتحتاجين إليه هو زوج] مازحتها قائلة ذلك، لكن يبدو انها لم تكن مزحة بالنسبه لها [ تبا لك سيسي ! انا احاول منذ ثلاثة مواسم ، سيطلق علي اسم العانس هذه السنة إن لم انجح ] [ لقد كنت امزح فحسب !] [ لا تمزح بشأن حساس كهذا ! ] امتعض وجهها و غادرت المجلس ، لتعاتبني امي [ ماذا قلتِ لأختك ؟ ] [ لقد كنت امازحها فقط !] [ لا تمازحيها ابدًا ! انتِ تعرفين حق المعرفة بشأن ما تمر به هي ] انفعلت و ارتجلت من أريكتي [ اني لا الومها ، فمن يرغمها بأن تتزوج في عمر صغيرة و بغير رضاها ! ما كان ليكون صالح ] [ انتِ لا تعرفين شيئا ! لا تتحدثي بأمور ليس لك منها قسط ] [ وكيف ذلك ؟ لا ارى تلك الرؤية و الامور التي تزعمين بوجودها ؟ هل تأجيل عرسها كان سيحرمها من تحقيق امنية ؟ او كان سيسبب لها المتاعب ؟ انها لا تزال في ريعان شبابها ! ان كانت تبحث عن الحب لها الانتظار ، و ان كانت تبحث عن الاطفال فلها ان تنتظر كذلك ، لن يفوتها اي شيء ] اشتعلت نيران غضب والدتي علي وبدأت تغمغم بكلمات لم اصب اي اهتمام عليها ، لاني ابنتها المشابهة لها ومن شابه اباه فلا ظلم .
استلقيت على سريري وفي رأسي تعوم كل تلك الهواجيس المندفعة، ليديا احبّت رجلًا اسمه ادوارد منذ ثلاثة سنوات وكان من المفترض أن يتزوجان، لكنه لم يبادلها الحب التي كان ترجو وجوده ، امضيا الاثنان كل المواسم الثلاثة بلا حبيب ولا قريب ، ليديا لا تزال تنتظر منه ان يحبها ، وهو متردد من الزواج بها ، ليديا حاولت بكامل جهدها صرف انتباهه إليها ، ولكنه لم يدع لها محلا في نظره ، بدوري انا حاولت اقناع ليديا بأن تجرب دور صعبة المنال ، لكن منذ ان لعبت ذلك الدور و ما أن اصبحت الأمور تزود سوءا ، فالفتيات حول ادوارد اجتمعن ظنا منهن ان ليديا لم تعد مهتمة به بعد الان .
اتمنى ان استيقظ غدا و اجد ليديا قد امنت حب ادوارد ، او ان رجلا اخر امن حب ليديا له .
واستيقظت غدا بالفعل ، و إلى العربة اتجهنا انا واخوتي ووالدي ، و منها وصلنا إلى قصر آخر لحضور حفلة أخرى ، رحبت بنا المضيفة السيدة كارلتون و هلهلت [ السلام والوئام لمن حلّ بمسكني ]
وها هي تأخذ بنا إلى مجلسها وتجالسنا وتحاكينا ونتبادل الاحاديث والنميمة ونتراقص على اهازيج الموسيقا .
يعرفني أبي بالرجل الواقف أمامنا [ هل تعرفين من هو هذا يا سيسي ؟ ] أدمت نظري وتسائلت [ لا تسعفني ذاكرتي بواقعة حدثت بيننا ] [ بالطبع لا تفعل، لقد عاد للندن هذا الاسبوع ، إنه اللورد فيلتون ]أومأت برأسي [ تشرفت بمعرفتك يا سيد ] ومن ثم اقترب والدي إلي وهمس بأذني [ ولده ذو عشرون سنة ،الا ترغبين بمقابلته ؟ ] خجلت و توردت وجنتاي [ حسنُ ، سأفعل ] ابتسم ابي ثم اردف [ للاسف لم يستطع المجيء اليوم ، ولكن سأحادث والده ليدبر لقاء لكما قريبا ] .
شعرت ببعض الأمل .. ربما سأجد حب حياتي قريبا ؟
مرت الدقائق والساعات ببطء ،أهُز رجلاي بملل وكلل ، أتابع تحركات كل شخص يدخل ويخرج ، وألقي نظرة تارة وأخرى على يداي وأظافري، حتى أقبلت عائلة أخرى ، خمسة أشخاص ذوي زهو و شدة ، يرتدون آخر ما تبتنه الموضة ، و لخطواتهم رزينة، ولهم رائحة عبقة و جمال لافت ،ترأسهم والدتهم كما اعتقد التي تعلو شفاها ابتسامة مفترة ولعيناها بريق [ مرحبا بك أيتها الدوقة ] رحبت بها المضيفة و دقت ساعة استيعابي ، إنها الدوقة وابناءها ! ذلك التألق والسطوع المرافق لهم لم يكن سوى لعلو مكانتهم .
ثم أقبل من خلف الدوقة ذاك الرجل الجزيل القوي ذو أكتاف واسعة وطول فارع ،وسيم جدا وكأن أفروديت انجبته ، ألقيت عيناي على عيناه فارتجفت شفتاي، أفحصه من بعيد واراقب ظهره الواسع ، لقد اشغلني و اشغل قلبي الذي تخطى احدى نبضاته عند ملاقاته .
تحادثني ليديا [ اووفف الدوق ويليام بتشمب ! هل اخبرك بقصته ؟ ] [ ماذا ؟ ] كيف لها انت تعرفه ، كيف لها ان تبقيه سرا [ ويليام الذي لا يزال يبحث عن الزوجة المثالية منذ عشرة مواسم ] [ عشرة مواسم ! ] [ سأمتعك بسرد حكايته ] ثم اردفت [ لم يكمل حتى زيجة واحدة ، عائلته تجبره على الزواج ولكن تهرب النساء منه ومن شخصيته الملتزمة و الجافة ، أخبرتني احداهن أنه لا يتوقف عن السفر والترحال ، أبحر إلى فرنسا مره ، وتارة إلى اليونان، و دول أخرى لا أذكرها ، ايضا ! ، ليس من عادته أن يحضر مع والدته مناسبات كهذه ، هل تعتقدين أنه ينوي بشدة العرس هذا الموسم ؟ ] شدني ذلك فألقيت عليه نظري عليه مجددا ، كيف لشاب وسيم أن يفشل في الزواج ؟ لقد خلق ببطاقة رابحة ، لا بد وأن الحب لا يناسب الجميع.
سألت أختي إن كان للزمن أن يسنح لي بزواج من رجل ذا طبقة عالية مشابهة لذلك الدوق فأجابتني [ ليس وكأن الأمر معلق على اختيارك ، إن كان قد انجذب لك فهو ملك لك ، لكنني أعرف هذا النوع من الاشخاص ، الدوق لم يؤخر عرسه حتى يتسلى لا بد وأن لديه عائلة معينة في قائمته ، فلن يستعجل حتى لا يقع في عواقب وخيمة يندم عليها لعدم حسن اختياره ]
[ هكذا اذا..] لن أكذب .. شعرت ببضع من خيبة الأمل، سيكون لي زوج تجبرني عائلي بالزواج به لأجل المال كذلك .. ولكنني أتمنى أن تتحلى حياتي بحب لا أتوقعه من زوج قد لا أعرفه .

أنت تقرأ
أخرس الفم مهذار الاصبع ( بين جلاجل التيم )
RomanceAphonic mouth & explicit finger ( in the uproar of love