عَيناكِ إقتِباسٌ مَن وحِي بَغداد ، عَيناكِ مِحرابٌ للقَبُل ..
[ 8:20 am ]
أمامَ مِرآته استقرَّ وَاقفاً ، يُرتّب كَنزته ذَات الأكمام الطَويلة وجِدّاً بالنِسبة له ، للدرجةِ التي تِخفي كَفيّه دَاخلها لتُظهر أطرافه النَحيلة فَقط ، هِيَ ايضاً كَانت ذا عِنق طَويل لتُدفئه من بُرودة الطَقس ، بِنطاله الأبيض الذي يَصلُ لأعلى رُكبتيه كَان مُعاكساً لِـ كَنزته في كُل شيء ! في قُصره في هذا الطَقس المُتجمّد وفي لونه الأبيض المُخالف لكُحلية الكَنزه .
اخيراً هو ارتدَى مِعطفاً طَويلاً لنِصف جَسده ، يُلقي نَظره لِذاته ولتَصدحَ كَلمات شَقيقه في رأسه ...
" ايان! أُحذّرك! ان اتيت بمَظهرٍ سيء سَأغضب! لا أُريد المَزيد من الإحراج بِسببك "
تَنهد , هو لا يَرى في مَا يرتديه ما يُسبب الإحرَاج لِشَقيقه لينو ، ولكن الآخر كَان يَعي تَماماً بأن شَقيقه الأصغر أحمقٌ تماماً كـ ' ان يرتدي بنطالاً قَصيراً في طَقسٍ مُثلج ' .
تَجاهل تِلك الكلمات وحَمل الكُتبَ التي وَصلت من الخَارج لكي يُوصلها الى أكَاديمية شَقيقه ، ولم يَنسى ان يُصففَ شَعرهُ الرَماديّ بشكلٍ جَيد لتُخفي مُقدمته جَبينه والقليلَ من حَاجبيه.
أخذهُ السَائق الى مَقرِّ أكَاديمية شَقيقه ، ولا يُسمح بِدخُول السيارات ، لذا اضطر للنزولِ عِندَ البوابة الكَبيرة ، أكملَ طَريقه مَشياً على الأقدام ، تَغوصُ قَدمه تَارةً وأُخرى في جِبال الثَلج الصَغيرة ، سُمحَ له بالدخولِ وفي اللحَظةِ التي خَطت قَدمهُ دَاخل المَبنى الرَئيسي ، شَدّ بإحتضانِ الكُتبِ التي يَحملها الى صَدره ، بالرغم من انها كَانت في كِيس بلاستيكي الا انّه فَضّل احتضانها ، وبشدّه لها وكأنه سيُهدأ نَبضاته التي قَرعت بعدمِ انتظَام ، تُفقدهُ هُدوءه وتَجلبُ لَهُ توترَ جَميع أهلِ الأرض .