نَهدَيكِ الخَمرُ وَالنَعيم، خُصركِ الكأس وَالنَديم._
صَباحُ بَاردٌ استقَبله مَرة أُخرى ، ان لَم يَكن ايان أحمَقُ مَلبساً بارتدائه لِما هُو مُعَاكسٌ لِلطقسِ فَسيكُون بألوانِ مَا يَرتديه ، يَرتدي بِنطالاً أًبيض لَونه وكَنزةً صُوفية زَهريّة اللون ، أُنثَويُّ جِداً بِتلك الألوان ! وهَذا مَا يَزيدُ كُره شَقيقه الأكبر له .
بِالرغمِ مِن انه مَازال غَاضِباً مِن لينو وَلكن .. أحَداثُ يَومِ الأمسِ تَعود لِذاكرته بِصورةٍ لَطيفة تَجعلُ قَلبه يَطمع بصُنعِ أُخريات مِثلها ، لِذا هُوَ أرادَ رُؤيته .. تَمنى أن تُصَادف أُخرى كَالأمسِ تَماماً ، مِن المُمكن لَه ان يَرى ان كَان يُمكنه جَمعهُ بِذاتِ الصُورةِ مَع من ' يَخضعُ ' قَلبه لَه . فَهوَ فتى سَاذج يَظن بأنّ البقَاء والضَحك ومُبادلة النَظرات يَعني بأن الآخر يُبَادلُك مَا تَشعُر.
لَا يُدرك بَأن مَا بِدَاخله مِن مَشاعر هَي تَكادُ مُستحيله لأيّ شَخصٍ لأن يَحمل ذَاتها .
مَا طَلبه شَقيقه قَد وَصل وهوَ اتخذَ طَريقهُ مَع سَائقه بالفعلِ الى الأكَاديمية ، وكمَا الأمسِ هو خَطى نَحو المَبنى الرَئيسي ، انتظَر لِلحظة .. والمَبنى يَحفّه الهُدوء دونَ رُوح أي شَخصٍ آخر ، اذاً .. يَجبُ عَليه الذَهاب الى غُرفةِ سَكنِ شَقيقه ، صَعدَ الدَرجات وكَان يَتفرّعُ لليَمين واليَسار ، يَميناً , يأخذهُ بِطَريقٍ مُختصر نَحو شَقيقه . يَساراً يَأخذهُ حَيثُ هيونجين اصطحَبه .. يُؤدي ايضاً الى سَكن لينو ولَكن طَريقٌ طَويل .
قَلبهُ الذِي كَان وكأنه يُحَارب العَيش لِيَنبض بأن يَذهب يَساراً وعَينيه الرَاغبة بِرُؤيته تَجعلهُ يَميلُ بِجسدهِ ايضاً نَاحية اليَسار .
وهوَ يَفقدُ التَحكّم بِجسده ، لِذا طَريقه كَان اليَسار ، رُبما صُدفة الأمس سَتعود .
صَعد للأعَلى ، عَيناهُ بِتوتر شَديد تَتنقُل في جَميع الأرجاء ، خَائفٌ مِن ان يَراهُ أي طَالب! حِينما اقتربَ مِن البَاب المُزدوجِ الذي دَخل مِنه سَابقاً تَساءلَ عَن السَبب الذي يَجعلهُ مَفتُوحاً!