« ٦ »

189 64 85
                                    


الرّسَالة السّادسَة و الأخِيرة | 14 نُوفَمبر
.

.

.

هَا أنا ذا أخُطّ لَك آخِر رِسالَة لِي...

أمسِكُ القَلم بِكَف و بِالكَف الأُخری أحتَوِي فِيها قَاتلِي

مَشاعِري هَائِجةٌ كَبحرٍ مَائجٍ
وَ أوصَالِي تَختلِجُ و تَرتَجُّ

لَقد غَلا البُؤسُ فِي دَواخِلي
وَ أطنَبَ فِي التّغلغُلِ لِذاتِي

لقَد جِئتُ أطلُبُ مِنكَ المَغفرَة يَا صَاحبي.

هَلا سامَحتنِي عَلی سَلبِي لِحياتِك...
.


هَلا غَفرتَ لِي قَتلِي إيّاكَ؟

إنّني و اللهِ نَادمٌ نَدماً نَخَر و أكَل عِظامِي
كُلّ ذَرّة شِبرٍ فينِي تطلُبُ منكَ العَفو عَلی الفِعلَة التِي فَعلتها لكَ...

اللّحظَة التِي هَشّمتُ فِيها جُمجُمتكَ بِرصاصِ المُسدّس تَحومُ حَولِي ، تُعذّبُنِي و تَقتُلنِي ألفَ مَرّة ، و تَأبَی الإضمِحلاَل.

إنّني عَلی حَافّة فُقدانِ العَقل ، النّدمُ و الحَسرَة يَنهشَانِني نهشاً فَظيعاً ، فَلتكُن وَعيبَ المُسامَحة يا صَديقِي...فَلتَكُن...

اِروِ رُوحي العَطِشَة بِعفوِكَ عَنيّ.
انثُر عَليّ لُطفَك المُعتَاد و رَمِّم مَا اِنبَثَّ مِنّي.
إنّ جِنانَ فُؤادِي قَد ذَوت
و دِماءُ شَرايِينِي قَد قَرتَت

دَثّرنِي بمُسامَحتكَ و أغرِقنِي فيهَا ، دَعهَا تَكتنِفُنِي فَأنَا ظَمآنٌ إليهَا.

فِي اللّحظَة التِي عَاد إليّ فِيهَا وَعيي و إدرَاكِي بِما تَجرأتُ عَليهِ بِحقّ روحك الحنُونة الدّمثة الخُلق ؛ اتّصلتُ بالشّرطة ، سَردتُ عَليهم كُلّ شَيء ، هُم الآَن قَادمُون إلی هُنا ، أخبَرتُهم أنّي لَن أهرُب و سَيجِدونَني بَاركاً عَلی قَبرِك...

نَعَم سَيجِدوُنَني هُنا... سَيجِدونَ جِسمِي ، أمّا رُوحي سَتكُون قَد صَعدَت للسّماءِ وَقتَها.

لَقَد قتَلتُك يَا صَاحِبي ، نَعم ، و لِسببٍ أدرَكتُ مَدی تفَاهتِه بَعد فَواتِ الأَوَان.

وَها أنتَ ذَا تَقتُلنِي أيضاً ، تَقتُلنِي بالنَّدمِ و العِتاب ، لقَد تَعادلنَا يَا صَاحِبي.

أسمَعُ صَوت سَيارةِ شُرطة وَهي تَقتَرب الآَن ، لَكن لَقد تَأخّروُا ، أنَا الآنَ مُصوّبٌ فُوّهة المُسدّس لِرأسِي فِي الجَانِب الأيسَر و أكَادُ أضغَطُ عَلی الزّنَاد.

سَيجدونَ فقَط جُثة مُهشّمٌ رَأسُها.

الوَداعُ يَا أثيرَ قَلبِي ، كلاّ ليسَ الوَداع ، بلْ إلَی اللّقاء ، سَنلتَقِي فِي الحَياةِ الآخِرة ، و سَأطلُب مُسامحَتكَ لِي
هُناكَ أيضاً.

إنتَظرنِي ، أحبّكَ يَا عَزيزَ قَلبِي ، إلی اللّقَاء.

صَديقك المُخلص المُحب إيڤان.

.

.

.

« تَمت »

هَـفــوة || مُكتملة Where stories live. Discover now