اغصان الشجر كانت تتمايل وكانها راقصه الباليه بسبب الرياح التي تهب بخفوت... ومن بين جميع الاشجار كان يقف اسفل شجرة البلوط بشرود يتامل نفسه على سطح مياه النهر الجاريه بسلاسه
تنهد بحزن وهو يغمض عيناه يحاول التواصل مع ذئبه ولكنه لا يرد عليه كالعادة يتجاهله
"ماذا تريدني أن افعل؟!"
سأل ذئبه بصوت ثابت وحازم وكالعادة لم يتلقى الردفتح عيناه التي لمعت بلون أخضر واصفر لتعود لطبيعتها في ثواني معدودة
"لاوجود لها سنموت ونحن نبحث عنها"
هو يستفزه لكي يتحدث معه لقد شعر بقلبة يؤلمه لانه نفى وجودها.... انتظره قليلاً دون فائدة ولكنه استطاع الشعور بغضبه"انت تعلم ان القطيع لن ينتظر اللونا...لنتحدث بعقلانيه أكثر... هل شعرت بوجودها في يوماً من الايام؟! "
انتظر رده ليسود الصمت مرة اخرى ماعدا صوت الرياح التي تتلاعب بخصلاته شعره بهدوء
"لا داعي لأن تجيب.. انا وانت نعرف الاجابه"
"نحن نبحث عنها منذ 90 عاماً... كالفا وقائد للقطيع يجب علينا ان نتحلى بالصبر والقوة...."
توقف عن التحدث عند سماعه لصوت أنثوي ناعم من خلفه هو يعلم لمن يعود هذا الصوت"أدريان"
رسم ابتسامه مزيفه والتفت مجيباً عليها
"ماذا؟!"
اقتربت منه بخطوات متسارعه وابتسامه جميلة تعلو وجهها المشرق
"العشاء جاهز عزيزي"حك طرف فكه بخفه وكانه يفكر بحجه ليتهرب كالعادة "اشكرك إليا ولكني مشغول الليله تناولي العشاء ولاتنتظريني"
كان على وشك الذهاب ولكنها اوقفته بامساك يده "مهلاً"
اغمض عيناه ورص على اسنانه لكنه لم يلتفت لها كي لاتراه وهو غاضب بسبب شيء تافه"لكني سانتظرك... الليله ستكون مميزة بالنسبه لنا" كانت تتكلم بطريقه لطيفه وفيها لهجه من الاغراء التفت لها ونظر لعينيها السوداء ليقترب منها ويقبل جبينها بلطف ثم حرر يده التي تمسكها ليذهب بعيدا عنها وهو يشعر بالذنب
"انا اسف إليا"
همس لنفسه وهو يراها تعود للقصر بخيبه املمنذ وفاة والده هو صعد على العرش بصفته الوريث الشرعي والفا القطيع لقد كان بعمر الخامسة عشر وما أن بلغ الثامنة عشر كان يبحث عن اللونا في كل مكان وفي كل قطيع دام بحثه لتسعين سنه هو لم يستسلم بعد ولكنه أنجبر على تزوج إليا لكي يسكت القطيع
وينجب الوريث الذي سيحكم من بعده"جلالتك الامير جوناثان بأنتظارك ؟"
نظر لصديقة وحارسه الشخص الذي يدعى
ليفان وهو بيتاهز راسه بمعنى اعلم ابتلع ليفان ريقه ليخرج مافي جعبته
"انه يريدك ان تذهب الى المدينه"