التاسع والعشرين

544 22 5
                                    

نبهوني لو في أخطاء و هعدلها فورًا :)
________________________

الحياة تمضي بحلوها ومُرها غير متوقفة على لحظة ما..

اللحظات الجميلة تزول كما الحزينة..

وما على الإنسان إلا تقْبُل المُر كما الحلو لتمضي الحياة..

بعد ليلة رسمت ذكرياتها مخلدة نفسها في كيان كل من العقيد وفتاهُ، ها هما قد استقرا لإمضاء المُر هذه المرة، أمام المكتب الصغير في الغرفة يجلسان نية كتابة رسالة لمن تركها فتى ريف إسكتلندا وحيدة.

الأوراق أمامه والقلم بيده، عيناه هادئة وشفته السفلى محبوسة بين صفيّ أسنانه، بمقربة منه يجلس عقيد إنجلترا معطيًا إياه كامل الوقت لجمع أفكاره، يده مستقرة على ظهر فتاهُ يخبره من خلالها إنه بجانبه دائمًا وأبدًا. 

بعد إطالته هو شعر بأصابع العقيد تمسك ذقنه مديرًا وجهه ناحيته، دفئ عينيه الذي لاقاه بعث بعض الطمأنينة لداخله، من ثم إقترابه وطبع قبلة رقيقة على شفتيه جعل عينيه تغمضان شاعرًا بملمس شفاه حبيبه.

لم يبتعد مينهو كثيرًا بعدها بل أبقى شفتيه بمسافة تسمح لها بملامسة سكرتيّ فتاهُ إن تحركت، هو حركها فورًا هامسًا بكلمتين مفعولها كالتهويدة التي تلقى على مسامع الطفل لينام "أنا هنا" 

وكانت كافية لهِيونجين ليستجمع شجاعته ويومئ برأسه مديرًا إياه ناحية المكتب، على الورقة أمامه بدأ بخط كلماته محادثًا من حملته تسعة أشهر بأحشائها. 

"مرحبًا أمي، إنه أنا، هِيونجين، كيف حالك؟ هل أنتِ بخير؟ أتشتاقين لي؟ لأنني أفعل كثيرًا، رغم إنه لم يمضي الكثير إلا أنني أشعر وكأنني فاقد لقطعة مني فأنا لم أعتد على الابتعاد عنك سوى ساعات معدودة. لقد وصلت لمينهو بخير وأنا معه الآن، هو يعتني بي جيدًا، أمي، لذا لا تقلقي، هل تعتنين بنفسِك أم تمضين وقتِك بالبكاء؟ ألم أخبرك أن لا تبكي لم لا تستمعين لكلامي، أمي؟ أخبرتك إنك عجوز وليس من الجيد لعينيك أن تذرف الدموع لذا أرجوك لا تبكي"

هو كان يتوسل والدته أن لا تبكي بينما هو غارق بدموعه التي خانته وغادرت مقلتيه تمر بوجنتيه مسقية إياها حتى تنتهي مستقرة فوق أفخاذه، ومينهو جالس بجانبه يشاهد دموعه التي لا يحب أن يراها، يده التفت حول خصر فتاه الذي ترك القلم ورفع كلتا يديه مغطيًا عينيه الباكية.

"هِيونجين" اسمه الهادئ من بين شفاه حبيبه جعل شهقة تغادر ثغره قبل أن يبدأ بسرد ما يؤلم قلبه على مالكه.

"أنا ابن سيء، مينهو، تركتها تبكي ،ورحلتُ باحثًا عن سعادتي" لطالما ردد أن والدته لا ذنب لها بما يعيشه من واقع بائس ويعز على قلبه البار بها أن يؤذي كبر سنها ويبكي روحها قبل عيناها، حلمه كان ولا زال متجسدًا بمينهو أما حلم والدته فهي رؤية ابنها بقربها مطمئنة قلبها، هو لم يفضل حلمه على والدته ووعدها بعودته لها بعد أن يرى حبيب روحه لكن لا زال أمر إيذائها يؤذيه.

✓1965| HYUNHOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن