وهام بها عشقًا
رانيا الخولي
الفصل الخامس
❈-❈-❈
_ احنا چايين النهاردة نطلب ايد بنتكم عشان نفض التار زي ما قلنا منعًا لسيل من الدم هياخد في طريقه كتير منينا
كان خليل يتحدث بمغزي او لهجة مبطنة بتهديد خفي وخاصةً حينما تابع
_ واني چاي اطلب منك يد بنتكم لياتردد صدى الكلمة في أذن سليم الذي الجمته الصدمة وجعلته غير مدركًا لما يحدث
ازدرد لعابه بصعوبة بالغة وهو ينظر إلى كامل الذي صدم بدوره من طلبه ينتظر رده رغم أنه يعلم الإجابة جيدًا
فقال بتسويف
_ نسبك ياحاچ على العين والراس، بس البنت لساتها صغيرة و….
قاطعه خليل بلهجة واثقة
_ اللي اعرفه ان عمرها عشرين سنة يبقى صغيرة كيف؟
حمحم كامل باحراج وهو لا يجد الكلمات التي يصيغ بها حديثه دون احراج
_ مقلتش حاچة بس اني بتكلم عن فرق العمر وهي….
ضرب خليل بعصاه الأرض وتحدث بقوة
_ عمر ايه اللي بتتحدت عنيه، الصحة والمال موچودة ودول أهم حاچة
اعتدل في جلسته وأردف مستفسرًا
_ ولا انت كان ليك غرض تاني؟
كان قلب العاشق يترقب كل كلمة ينطق بها الآخر وهو يتمنى بداخله أن يرفض عمها تلك الزيجة وحينها سيفعل المستحيل للزواج منها حتى لو اضطر للهرب معها، فقط يرفض
لكن للقدر رأيه الذي لن يغيره غير عابئًا بقلوب العشاق ليرضخ عمها لطلبه ويقصم قلب كلاهما نصفين لينتزع منه الحياة
وأي حياة وعشق القلب وروحه أصبحت لغيره
ومن؟ عمه الذي قام بذبـ.ـحة بخنـ.ـجر ذو حدين
يتزوجها لتعيش معه تحت سقفٍ واحد
أي ألم، وأي حياة تلك التي سيكتب حاضرها بدموعٍ لا بل د.مًا على صدره
اهه صامته من شفاه كان يتغنى منذ قليل بدنو قربه منها، لكن الآن أصبح الممكن مستحيل
وافق عمها ليدق أول لولبٍ في نعش عشقٍ لم يكتب عليه أن يرى النور
سيظل في ظلامه ليحجب عنه نور الحياة التي طلما سعى للخروج من دماسته
كان الجميع يقوم بالمباركة والتهنئة إلا هو فقد الجم الألم لسانة واكتفي بابتسامة سمجة أخفت خلفها وجع سنين وفراق أحكم قبضته عليه حتى شعر بالاختناق
لحظات مرت عليه وهو ينظر إلى الفراغ أمامه يتخيل صدمتها بذلك الخبر الذي سيصعقها كما صعقه قبلها
لعن فكرته التي اقنعهم بها بفض الثأر بالزواج، ومن كان يدري بأنه يدمي قلبه وقلب محبوبته بسـ.ـلاح بارد مزق به قلوبهم
لا يدري ماذا حدث سوى وقوفهم وهم يهموا بالانصراف ولا يعلم أحدًا منهم ما يشعر به
نهض بدوره ثم خرج معهم حتى وصلوا إلى سيارتهم
صعد إلى سيارته ليقع نظره عليها وهي تختبئ خلف باب شرفتها ليصرخ قلبه ألمًا على عشق كسرت فروعه ليأن الجزع حزنًا عليه
أخذ ينظر إليها من مرآت سيارته حتى خرجوا من بوابة المنزل
ليتخذ طريقًا مخالفًا لطريقهم، لا يعرف إلى أين
كل ما يريده هو ان يكون وحيدًا❈-❈-❈
اما هي فقد تلقت الخبر بقلب ملتاع
زلزل كيان روحها وهي تستمع لحديثهم الذي كان كطعنه حادة أصابت روحها
لتشعر برياح غدرٍ عصفت بها
خدعها وأوهما بحبٍ واهمٍ لا سبيله إليه منه سوى القصاص
وقد نال مبتغاه
واقتص من قلبٍ واهن لا ذنب له في هذه الدنيا سوى إنه عشق من لا أهل لذلك
أغمضت عينيها بألم شديد وهي تستند بظهرها على الجدار الذي كان أحن عليها منه
أوهمها بالعشق وقد كانت في اشد الحاجة إليه لتبحر معه في محيطٍ من مشاعر لم تختبرها من قبل وتغوص معه في رحيق عشقه الذي كادت ان تذيب فيه كالزبد لولا ظهور حقيقته على غير هدى.