الفصل الاول

5.1K 108 13
                                    

وهام بها عشقًا

رانيا الخولي 

الفصل الأول 

❈-❈-❈

أخذت تتنقل بعسر من شجرة  لأخرى ومن جدار لآخر حتى استطاعت الخروج من محيط المنزل بأكمله

تنفست الصعداء وهي تضع يدها على قلبها تحاول تنظيم أنفاسها قبل أن تبدأ رحلة الفرار 

 وأسرعت بالهرب بكل ما أُوتيت من عزم و قوة

زادت من سرعتها وهي تركض وتركض بلا هدف وقد أفعم الخوف  قلبها عندما سمعت صوت سيارات تنطلق مما جعلها تسلك طريقًا نائيًا لا تعرف له نهاية

لكن يبدو أنهم علموا بهروبها إذ كلف فريقًا منهم بالبحث عنها في الأراضي المحيطة.

سيعثرون عليها لا محالة 

الظلام حالك والرؤية كلما توغلت في الأراضي كلما أصبحت أكثر صعوبة

أخذت تتعثر في ركضها، تسقط وتنهض بإصرار 

صوت عواء الذئاب يرهبها

لكن ذئابهم هم ترهبها أكثر فلم تعد تبالي 

لكن سطعت حولها إضاءة مصابيح سيارة تعلم هوية صاحبها

مما جعلها تسرع بالاقتراب من المجرى المائي لتسقط بجسدها داخله فيغلفها الطين من كل جانب مما ساعدها على الأختفاء

اهتزت أوصالها عندما توقفت السيارة وترجل منها صاحبها وقال بغضب

_ اه لو تقع في يدي هخلص عليها في وقتها.

توعده جعلها تسقط رأسها داخل المياة بفزع وكأنه علم بذلك إذا ظل لحظات يدقق النظر في المكان وقد ساعده إضاءة السيارة على البحث جيدًا

ولم يتخيل أنها تقبع في الوحل أسفل قدمه تحبس أنفاسها داخلها..

شهقة عالية خرجت منها عندما غادروا المكان و عادوا إلى السيارة وابتعدوا بها.

كانت تجاهد وهي تحاول تنظيم أنفاسها حتى تواصل الزحف في ذلك المجرى فهو الطريق الوحيد الآمن لها الآن

لحظات مريرة مرت عليها وهي تزحف داخله 

لم ترتعب من الجرذان التي تصادفها والتي لم تخش من شئٍ مثل خشيتها منها. لكن الآن هناك خوف أكبر جعلها لا تبالي بما يصادفها

توقفت عندما هدأت الأصوات من الطريق فأيقنت أنهم ملوا من البحث وعادوا إلى منازلهم بعد أن يأسوا من العثور عليها فى المنطقة.

أخذت ترتعد من شدة البرودة والوحل الذي خلفها زاد من ارتجافها

سارت تبحث عن مياة نظيفة كي تنظف به وجهها حتى تستطيع الرؤية جيدًا

لكن الظلام دامس ولن تجد صنبورًا للمياة إلا على الطريق ولن تجازف بالذهاب إليه

ستواصل الركض حتى تبعد عن تلك البلدة الظالمة.

وهام بها عشقًا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن