٩ : "عمر انا...انا افتقدتكَ كثيراً".

228 25 23
                                    

على غير عادتها الجديدة،
استيقظت سوسين باكراً،ربّما ايقظها عمر و ابنته اللذان يتأهّبان للذهاب،
او ان رغبتها بعدم ذهاب عمر هي مَن ايقظتها،
غسلت وجهها و تيقّظت و خرجَت،
ذهبت الى ابنتها،
كانت امام المرآة تقوم بتمشيط شعرها بعدما جعلتهُ منسدلاً على كتفيها،
سوزي:امي؟.
سوسين:أتحتاجين مساعدة؟.
سوزي:فقط لم انهي امر ربطة العنق و لكن ابي سيحل امرها.
سوسين:لأقم انا بذلك،اخذت سوسين ربطة العنق و قامت بثنيها و انتهت من ذلك في ثوانٍ،
سوزي:غريبٌ انّكِ استيقظتِ الآن امي.
سوسين:ألم اكُن استيقظ سابقاً باكراً؟،لأنني اذهب الى مدرستكِ و اعمل فيها؟.
سوزي:نعم امي و لكن انتِ الآن لم يأتِ يوماً استيقظتِ فيه باكراً،هل استيقظتِ لتودّعي ابي؟.
تنهّدت بشكلٍ واضح:تقريباً.
سوزي:و لكن ابي سيعود،لمَ انتِ تقلقين لأجله لهذه الدرجة؟.
سوسين:لا اعلم،مضت ايام و هو ينام هنا،غريبٌ انّهُ سيذهب و يبقى هذه الليلة هناك.
سوزي:و لكن ابي مُعاقَب لا ينام في ذات الغرفة معك،لذا انتِ لن تفتقديه هذه الليلة.
سوسين:ألن تفتقديه انتِ؟.
سوزي:هو ابي بالطبع سأفتقدهُ و لكن قليلاً،لأنني اعتدتُ على مناوباته و ايضاً اعلم انّهُ سيعود غداً،لذا لا حاجة للتفكير بذلك.
سوسين:ممم..اذاً تقولين لي الّا افكّر بذلك كثيراً؟.
سوزي:نعم لا تفكّري بذلك كثيراً.
ابتسمت سوسين:حسناً،لن افكّر...،هل تذهبين الآن؟.
سوزي:نعم يجب ان اذهب.
سوسين:هيا اذاً لننزل.
ذهبنَ الى الاسفل،
صادفت سوسين عمر و هو يضع طعام سوزي في علبة الطعام،
عمر:سوزي انتهـ...سوسين!.
تقدّمت سوسين و بجانبها سوزي،
عمر:أأنتِ بخير؟.
سوسين:نعم بخير.
عمر:استيقظتِ باكراً،أترغبين شيئاً؟.
اومأت سلباً،
سوزي:ابي،امي استيقظت باكراً لتودّعك.
نظرت سوسين الى ابنتها لتصمت،
عمر:و لكن لا حاجة لذلك،تقدّم الى سوسين،انا لن اهاجر،سأذهب الآن و اعود غداً.
سوسين:انا فقط لم ارغب بأن افوّت ذهابك.
ابتسم عمر:لا تقلقي لن اهرب الى المطار.
ابتسمت:لن تتجرّأ.
عمر:يال هذا،ما ادراكِ؟،ربّما افعلها و اكون قد كذبتُ عليكِ بمسألة المناوبة.
سوسين:انتَ اساساً لن ترغب بأن تبتعد عنّي،فما بالك بأن اصدّق كذبة المطار.
عمر:اصبحتِ خبيرةٌ في المشاعر سوسين،هل يوجد في جعبتكِ شيئاً ترغبين قوله؟.
سوسين:لا.
سوزي:يوجد ابي يوجد.
سوسين:لا يوجد سوزي.
سوزي:يوجد ابي انا اعلم بكل شيء.
عمر:جيّد،عندما اعود سنجلس معاً و بكل هدوء سنتحدّث عن ما يخصّ والدتك،حسناً؟.
سوزي:حسناً بالطبع.
عمر:هيا ارتدي حقيبتك و لنذهب.
رفعت سوزي حقيبتها و سارت الى صالة المعيشة و بذلك الى الخارج،
عمر:انا ذاهب،قبّل جبينها و سارَ،
و لكن سوسين امسكت ذراعه:عمر.
التفت اليها،
سوسين:انا سأوصل سوزي.
عمر:انا اوصلها على طريقي،اذهبي انتِ و نامي.
سوسين:بما انني استيقظتُ لأوصلها،سأشعر بالملل هكذا.
عمر:حسناً،هيا اذاً،طوّق ذراعهُ حولها و خرجا الى الخارج،
بالطبع بعدما التقطت سوسين معطفها و مفاتيحها،
عندما صعدت سوزي سيارة والدتها،
التقط عمر معطف سوسين:ارتدي معطفك،ألبسها ايّاه،و سوسين كانت تنظر اليه،
عمر اثناء ذلك:لو استمرّيت بالنظر اليّ هكذا فلن اذهب.
سوسين:جيّد اذاً لا تذهب.
ابتسم عمر:سوسين ألا زلتِ مصرّةٌ بعد؟.
سوسين:و لكنني لا اصرّ على شيءٍ صعب،فقط عُد مساءاً كأي يوم،ما معنى ان تعود غداً؟.
عمر:و لكننا انتهينا من ذلك،عودتي مساء اليوم او غداً لن تؤثر ابداً،حيث انّه سيكون جيّداً لك.
سوسين:كيف جيّد؟.
عمر:انتِ لا زلتِ لستِ كالسابق،لذا يجب ان تكوني سعيدة بإبتعادي عنك.
سوسين:و لكن..تغيّرت اشياء.
عمر:اشياء؟..مشاعركِ ايضاً؟.
اومأت ايجاباً،
ابتسم عمر:انتِ منذ البارحة و انتِ تتحدّثين بصراحةٍ غريبة،لا تنقلبي عليّ عند عودتي.
سوسين:لا انقلب.
عمر:حسناً،اعدك انني سأحاول ان اعود باكراً.
سوسين:اليوم؟.
عمر:غداً سوسين.
سوسين:و لكن لم يتغيّر شيء.
عمر:سأحاول ان اعود باكراً،اصبري قليلاً،حسناً؟.
اومأت ايجاباً،
قبّل خدّيها:الى اللقاء.
سوسين:الى اللقاء.
صعدت سوسين سيارتها،
فأدخل عمر رأسه:سوزي الى اللقاء.
سوزي:الى اللقاء ابي.
نظر الى سوسين:قودي على مهل.
اومأت ايجاباً،
اغلَق عمر الباب و انطلق كلٍّ الى وجهته.

الكابوس 💛(süsöm)                    حيث تعيش القصص. اكتشف الآن