١٤ : "أنتَ غبيٌّ ابلهٌ و احمق".

280 21 78
                                    

فتحَ عينيه على قربٍ لم يسأم منه ابداً طوال سنين،
عندما لامست بشرتهُ بشرتها ابتسم،
مدّ ذراعهُ الى المنضدة و التقط تلك الكاميرا الفورية،
وضعها امامهم بحيث يتّسع ثلاثتهم على شاشتها و يلتقط صورة لهم،
جميعهم على ذات السرير ينامون بهناء بعد مرور اسبوعين تماماً من المعاناة التي تظهر يومين و تختفي يوماً،
خرَجت الصورة و نظرَ اليها عمر بسعادة،
كم انّهُ بسيطاً بأمنياته،لم يرغب ابداً سوى ان يكونوا بخير معاً،
و الآن اصبحوا بخير جداً،
ابعَد ذراعهُ الاخرى التي كانت تطوّق سوسين ببطءٍ و حرصٍ شديد حتى لا تستيقظ،
اقامَ نفسه و اعاد تلك الكاميرا الى المنضدة و اسفلها ثبّت الصورة،
قبل ان ينزل،نظرَ الى زوجته النائمة،
سيكون الامر ناقصاً اِن لم يطبع قبلة عليها،
قبّل خدّها بهدوءٍ و سلامٍ شديدان و نزَل من السرير،
قامَ بتغطية سوسين بشكلٍ جيّد و سارَ الى الجانب الآخر حيث سوزي نائمة،
مباشرةً حملها و ذهَب بها الى غرفتها،
لم يرغب بأن يوقظها و تستيقظ سوسين ايضاً،
وضعَها على سريرها:سوزي..جميلتي.
همهمت سوزي عاقدة حاجبيها،
عمر:هيا سوزي استيقظي لديك مدرسة.
سوزي:لا ارغب ابي،تحدّثت و عيناها مُغلقة،
عمر:هيا جميلتي استيقظي البارحة عُدتِ الى المدرسة،يكفيكِ تغيّب.
فتحت عيناها:لم أتغيّب ابداً.
عمر:هيا سوزي دعكِ من ذلك.
سوزي:اففف.
عمر:لا تفعلي ذلك،هيا قومي،سأضع كعكة لكِ و لأطلس تتناولوها اليوم في وقت الاستراحة.
سوزي:ابي..هل ابيت اليوم لديهم؟.
عمر:تبيتين؟،لماذا؟.
سوزي:اطلس نام هنا المرة الأخيرة،و البارحة كانت عمتي مصرة على ان ابيت لديهم،ليست مشكلة اِن ذهبتُ اليوم.
عمر:لا اعلم،لأرى والدتك،ربّما سترغب بأن نبقى اليوم معاً.
سوزي:ننام معاً مثل البارحة؟.
عمر:ربّما.
سوزي:حسناً اذاً لن اذهب.
ابتسم عمر:أتحبّين النوم جانبها؟.
سوزي:كثيراً اغيب عن وعيي بسرعة عندما تحتضنني.
داعب شعرها مبتسماً:انا ايضاً،و لكن،رفعها و اجلَسها،دعكِ من إلهائي و اذهبي للإستحمام.
تنهّدت:حسناً.
نزلت و ذهبت الى الحمام،
مرّ هذا الصباح كأي صباح،
ذهب عمر ليوصل سوزي الى المدرسة،
و ذهب بعدها الى المستشفى حيث عمله،
سوسين نائمة.

الكابوس 💛(süsöm)                    حيث تعيش القصص. اكتشف الآن