*بعد مرورِ شهرين و نصف..
بينما كان عمر يقوم بجمع شعر ابنته سوزي...،
سوزي:ابي.
عمر:نعم سوزي.
سوزي:ألن تسمح لنا امي بلقاءها بعد اليوم؟.
عمر:لا اعلم.
سوزي:ألن تتحدّث معها و تقنعها بأن تغيّر قرارها؟.
عمر:انا حاولت،و لكن والدتكِ مصرة،لا اقدر على فعل اي شيءٍ آخر.
سوزي:أترغب بأن يحدث ذلك؟.
عمر:الانفصال؟..انتِ تعلمين انني لا ارغب ابداً بذلك.
سوزي:هل اتحدّث انا معها؟.
عمر:و هل تعتقدي انّ حديثكِ معها سيغيّر كل شيء؟.
سوزي:نعم،و سنعود كالسابق و نعيش في منزلٍ واحد،نحنُ اثنان و هي واحدة.
عمر:و ما معنى ذلك؟.
سوزي:نحن اقوياء لأننا اكثر منها،و سننتصر في هذه المعركة.
ابتسم عمر:سننتصر،قبّل جبينها،لنذهب و ننتصر على والدتكِ و نحضرها معنا،حسناً؟.
سوزي:بالتأكيد،ستعود معنا.امام غرفة القاضي،
على الكراسي،يجلس عمر و ابنته سوزي منتظران مجيىء سوسين،
لم يكُن انتظاراً جيّداً،خصوصاً انهما ينتظران مجيئها لتنهي كل شيء،
"ابي،امي قادمة"،اشارت سوزي تجاه والدتها،
لقد جاءت سوسين و بجانبها محاميها،
وقفا في البقعة التي تبعد عن عمر و سوزي،
قفزت سوزي من على الكرسي:سأذهب الآن.
عمر:لا سوزي،لن يتغيّر اي شيء.
سوزي:ابي سأحاول،ثِق بي.
سارت سوزي تجاه والدتها و عينا عمر تتبع مسير ابنته تارة و تنظر الى سوسين التي تتهرّب بنظراتها تارة،
عندما التقت سوزي بذات بقعة وقوف والدتها و المحامي،
تلمّس المحامي ذقن الصغيرة:كم انتِ جميلة سوزي.
سوزي:شكراً لك،أيمكنني التحدّث مع والدتي؟.
المحامي:نعم بالطبع يمكنك.
سوزي:بدونك.
ابتسم المحامي:حسناً بالطبع،سارَ المحامي بعيداً عنهن،
جثت سوسين على ركبتيها و امسكَت بكلتا يديّ ابنتها،
سوسين:كيف حالك؟.
سوزي:لستُ بخير.
سوسين:سوزي جميلتي انتِ كبيرة،لا داعي لهذا العبوس.
سوزي:امي نحنُ لن نعيش مجدداً في ذات المنزل ابداً ابداً،كيف لا اعبس و لا احزن؟.
سوسين:و لكننا اتّفقنا سوزي،نحنُ الآن اصدقاء يمكننا رؤية بعض في اي وقتٍ تشاءين،صحيح؟.
سوزي:لا،انتِ لستِ صديقتي،انتِ امي و لن تنفصلي عن ابي ابداً.
فصلت سوسين يديها عن يدي ابنتها:هل اباكِ مَن اخبركِ بذلك؟.
سوزي:نعم،انا و ابي سنفوز في هذه المعركة و ستعودين معنا و نبقى في منزلٍ واحد.
سوسين:لا..لن يحدث ذلك.
سوزي:امي ما معنى ان تكرهينا فجأة؟.
سوسين:انا لا اكرهكم،سوزي انتِ طفلة و لا شأن لكِ في هذه الامور،هيا اذهبي الى والدك.
قامت سوسين،
سوزي:امي..
سوسين:انا متأسفة و لكننا تخطّينا هذا الجزء،لا تدعيني امي مجدداً،هيا اذهبي و انتظري هناك.
جلَست سوسين على كرسيّ بعيد عن مجموعة الكراسي التي يجلس عليها عمر،
و بقيَت ابنتها تنظر اليها و عيناها قد اغرورقت بالدموع،
إلتفتت تنظر الى والدها ففهم انّها تستنجدهُ ليوقف حزنها ذاك،
فسارَ اليها و احتضنها بين ذراعيه و عاد الى كرسيه و اجلَس ابنته في حضنه،
كانت تلك الصغيرة مستسلمةً للبكاء في حضن اباها،
لم يطلب منها عمر التوقّف عن ذلك كعادة اي اب،لأنه يعلم ان املها بأن تعود والدتها كالسابق قد انتهى و اختفى و اصبح رماداً لا يُثيرَ الّا الدموع في اعين كليهما،
نظرَ عمر الى سوسين،
هذه المرة كانت تنظر اليهم هي ايضاً،
كان من المؤسف ان سوسين قد انهت اي شعورٍ يبعث الامل في داخل عمر او ابنته،
كانت اعينهم تتحاور صامتةً وقتها،
لا تُظهر الّا عتاباً يكنّ الآخر للطرف،
لا يسعهما سوى النظر،لربّما يفهم المتلقّي ما بداخل كل واحدٍ منهما،
استمر ذلك لحوالي الدقيقتين او اكثر،لم يعلم احدٌ كم من الوقت قد مر و عتاب اعينهم كانَ مستمرّاً،
و لكن صوت تلك المرأة قطع اتّصالهما الغاضب،
السيدة:السيد عمر،وقت جلستكم في الدقائق القادمة،لتبقى ابنتكَ خارجاً.
نظرَ عمرالى ابنته التي بين ذراعيه،
كانت تنظر اليه بعينان حمراء و مبللة،
عمر:الا يمكنها ان تأتي معي؟.
السيدة:لا،لا يمكن،هي طفلة.
عمر:حسناً.
قامَ عمر برفع ابنته بحيث تبقى جالسة عليه:جميلتي لتبقي هنا حسناً؟.
سوزي:ارغب برؤية امي ايضاً.
تحدّث عمر و هو يمسح دموعها بإبهامه:لا يمكن جميلتي،عندما ننتهي سأطلب منها ان تراك حسناً؟.
سوزي:ستحاول اقناعها بأن تأتي معنا؟.
عمر:سأفعل ما بوسعي.
قبّل جبينها و انزلها،
امسكَت السيدة يد سوزي،
عمر:اعتني بها جيداً.
السيدة:لا عليك.
سارت السيدة تجاه سوسين فتقدّم محاميها اليهم،
السيدة:ستبدأ الجلسة في الدقائق القادمة.
اومأ المحامي ايجاباً،
نظرت سوزي الى والدتها بتمعّن،لعلّها تغيّر رأيها و لكنّها إلتفتت سوسين الى محاميها لتعلمه بأن يتقرّبا نحو الغرفة،
سارت السيدة آخذة سوزي معها،
تقدّم المحامي مع سوسين،
المحامي:ستذهبين؟.
سوسين:نعم سأذهب.
المحامي:لم يكُن عليكِ فعل كل هذا مع ابنتك،هي لا زالت طفلة.
سوسين:هذا هو الحل الوحيد حتى تكرهني و لا تبقى لديها رغبة لرؤيتي.
المحامي:و لكنّها لا زالت ترغب برؤيتك كثيراً.
سوسين:اعلم.
المحامي:لمَ تفعلين كل هذا؟،انا ارى انّكِ ترغبين بالبقاء معهم.
سوسين:لا يمكنني البقاء معهم و انا لا اعرف بدايتي معهم،انا لا املك ذاكرة.
المحامي:انتِ تعلمين ان هذا ليس عذراً مقنعاً للانفصال.
سوسين:اعلم،لذلك انا سأنبّه عمر بأن يوافق على الانفصال دون ان يجادل.
المحامي:سيوافق؟.
سوسين:سيرغب بأن يفعل ذلك طالما انني ارغب بذلك.
المحامي:حسناً اذاً،لن يُطيل عملنا.
"عمر ايرين،سوسين ايرين"،
كان عمر يُجيب على اتّصال اسيا،
اسيا:عمر،اخي هل انتَ بخير؟.
عمر:احاول ان اكون بخير،سندخل الآن.
اسيا:ألم تغير رأيك؟،الا ترغب بأن نأتي؟.
عمر:لا لا تأتوا،ستحسب سوسين انكم ضدها.
اسيا:و نحن فعلاً ضدّ ما تفعله،عمر إفعل اي شيء و اجعلها تتراجع.
عمر:لا لا يمكنني،لا ارغب بأن اتعبها في هذه المسألة،طالما هي ترغب بذلك و ستسعد كثيراً بإنفصالها عنّي فسأفعله.
اسيا:عمر لا تكُن ضعيفاً،سوسين فتاة تحكمها مشاعرها،كلمتين ثلاث و تلين،انتَ فقط تحدّث معها جيّداً،او اعطيني اياها لأتحدّث معها ربّما هذه المرة ستغيّر رأيها.
عمر:لا لن تغيره،قبل قليل ابكَت سوزي،انها ليست سوسين السابقة لقد تغيّرت كثيراً.
اسيا:هي لم تتغيّر،هي تدّعي ذلك،انتَ عمر فقط اعطيني اياها لأتحدّث معها.
عمر:لا تجهدي نفسك اسيا،هنا مخطئٌ واحد و هو انا،لينتهي هذا بما انها ترغب بذلك.
اسيا:عمر فكّر بإبنتك كيف ترضى بذلك؟.
عمر:انا لستُ راضٍ و لكن لا ارغب بأن ارى سوسين تتعذّب بالبقاء معي.
اسيا:هي لم تتعذّب عمر،هي كانت مرتاحة و سعيدة معك.
عمر:اذاً لمَ ترغب بالانفصال عنّي؟،هل يعقل ان نسيانها و ذاكرتها التي منذ اكثر من شهرين لا تزال جديدة و لا تتذكّر شيئاً يخصّنا عذراً مقنعاً؟.
اسيا:لذلك اخبركَ عمر،هي تتصرّف بمشاعرها..
"السيد عمر ايرين"،
التفت عمر و اومأ ايجاباً،
عمر:اسيا سندخل نحن،الى اللقاء.
اسيا:عمر حاول لأجل ابنتكَ ارجوك.
تنهّد و لم يُجبها،اغلق الهاتف،
سوسين:ادخل انتَ اولاً،لأتحدّث مع عمر.
المحامي:حسناً،دخل المحامي اوّلاً،
سوسين:عمر.
نظرَ عمر اليها،
تقدّمت سوسين اليه،
قام عمر و التقيا في ذات النقطة،
سوسين:كيف حالك؟.
عمر:تعلمين انني في اسوأ حال.
سوسين:عمر هل انتَ تحبّني؟.
عمر:انتِ تعلمين بمشاعري تجاهك.
سوسين:اِن كنتَ تحبّني فلا تجادل في الداخل،وافق على الانفصال و قُل اننا على اتّفاق،ليمضي ذلك بسرعة.
ضلّ عمر صامتاً،
سوسين:عمر لينتهي كابوسي،وافق على ذلك.
اومأ ايجاباً:طالما ستهنئين بحياتكِ اِن انفصلتِ عنّي فأنا موافق،سأكذب على ابنتنا انني جادلت و حاولت حتى لا تعرف ان اباها ضعيفٌ امام حبّهُ لوالدتها.
سوسين:حاول ان تنسى انّكَ تحبني،انتَ لن ترتاح بذلك.
عمر:و كأنني سأرتاح اِن حاولتُ نسيان حبّي لك.
سوسين:عمر،انتَ ستلقى الافضل منّي،و سوزي ستكبر و تنسى مَن انا،لينتهي ما بيننا اليوم بسرعة.
اومأ ايجاباً،
دخلت هي و دخل بعدها.
أنت تقرأ
الكابوس 💛(süsöm)
Romanceبعد ايقاظ عمر لـسوسين مساء يومٍ ما ، يتضح انها لا تذكره ولا تذكر ابنتها حتى ، فيحاول عمر و ابنته ارجاع ذاكرتها معاً، احداث بينهم تجعل سوسين مترددة بين المضي اماماً و بين الرفض. رواية باللغة العربية الفصحى، اتمنّى ان تنال على اعجابكم💗. **مكتملة Suse...