الفصل الأول بعنوان .. (( مخاوف )). .
صمت يعم المكان إلا صرير القلم الذي يكتب به أبي وصوت قلب صفحات الكتاب الذي تقرأه أمي، ونظري يجول بينهما بينما أجلس على الأريكة، فليس لدي ما أفعله بالرغم أني أريد فتح التلفاز، لكنهما يحبان الهدوء ولا يقومان بأي شيء إلا في هذه الغرفة، لا أعلم لما التلفاز هنا على أية حال.
قد تتبادر بعض الأسئلة عن السبب الذي يجعلني أبقى بجانبهما وعدم فعل شيء أو حتى الصعود إلى غرفتي، لأنني في الحقيقة خائفة جداً!
فَصوت الهمس لا يكاد ينفك عن العودة في كل مرة أدخل فيها غرفتي لكنّي خائفة أكثر بإخبار أمي.رَنّ جرس الباب ونهضت أمي بعد إغلاق الكتاب لِتسحب المقبض بِاتجاهها ثم تقول "أهلاً كاترين لقد كنّا في انتظارك، وأين والدك؟".
رسمت ابتسامة لطيفة على وجهها فهي تحب كاترين كثيراً، كونها بنتُ أخيها."أهلا بك يا عمتي، في الحقيقة أبي لديه أمر ضروري لذا أوصلني إلى هنا وذهب، ولقد اشتقتُ لك واشتقتُ إلى ناتالي الصغيرة" أجابت كاترين ثم نظرت لي في آخر جملتها.
ناتالي روسل، هذا هو اسمي، ولقد أخبرتني أمّي أنها من اختارت هذا الإسم لي ولكن ليس هذا المهم الآن. كي أكون صريحة، لا أحب وجود كاترين هنا، كونها لا تهتم سوى بالتكلم عنهم، فهي بالطبع إحدى الأسباب المسببة للهمس في غرفتي، بل هي السبب الرئيسي في ذلك.
ولكن لمَ تقصّ قصصاً كتلك لفتاة في عمر الثامنة؟ فلا أحب سماعها أبداً ولكن دائماً ما تجبرني على ذلك. فـكاترين تكبرني بسبع سنوات لكن لا أعلم لما هي ملتصقة بي وكأنّي في مثل عمرها.
أثناء شرودي اقتربت يدان من خديّ وشددتهما لتعيدني إلى الواقع ثم قالت "بماذا كنت شاردة؟ دعينا نصعد إلى غرفتك".
بقيت تشد على خديّ حتى احمرت وجنتي ثم ابتسمت إبتسامة غريبة وأمسكت بيدي اليسرى، وكنت على يقين بأنها ستتكلم عنهم مجدداً."لا... لنبقى هنا... لبعض الوقت ثم بعدها نصعد" قلتها والخوف كان من يمنعني من الصعود.
"حسناً، خمس دقائق ثم نصعد حسناً؟" ردت كاترين بعد ترك يدي لذا لا إرادياً توجهت إلى أمي وقلت لها "أخبريها أن نبقى هنا، لا أريد الصعود إلى غرفتي". تشبثت بأمي كالطفل الرضيع لكنها ضحكت بخفّة ثم جلست على ركبتيها وهي تبتسم ابتسامتها الحنونة المعتادة ثم قالت "هل هنالك شيء ناتالي؟ في عمر الخامسة كنتِ تقفزين من الفرح وتحاولين الوصول قبلي إلى الباب عندما تأتي كاترين وتصعدان بعدها إلى غرفتك".لا أعرف بما عليّ أن أجيبها وأصبحت أحدق في الأرض خائبة الأمل.
"ليس هنالك شيء، هي فقط تلعب وفق ما تريد، لكني أريد أن ألعب شيئاً آخر" قلتها أثناء نفخي لخديّ، وبالرغم من القلق الذي تسلل إلى قلبي، فلا أستطيع إخبار أمي كما قالت لي كاترين إذا كانت على حق بما تقول.
![](https://img.wattpad.com/cover/43131986-288-k860551.jpg)
أنت تقرأ
Rules Between Us||قواعد بيننا
Terrorماذا لو كان أكثر ما تخافه ستذهب إليه بقدميك، دون أن تشعر بهذا؟ هل ستهرب منه بالرغم أنك تعرف أنه سيعود لـيلاحقك؟ أم سـتوهم نفسك بالشجاعة لتواجهه؟ _ "أنتِ في المكان الخاطئ عزيزتي". -------------------------------------- #1 in horror