الفَصْل الأوَل

42 13 4
                                    

"ماذا تقول؟!"

"سيدي، صدقني، أنا لا أكذب عليك. ابنة السيدة سيرا عادت ومعها جيشٌ ستغرق فيه سيرا أكثر مما غرقت في خطايا شعبها!"

نطق الفتى الذي يبدو في العشرينات من عمره.

"أبي، من هي السيدة سيرا؟"

"إنها سيدة أرضنا الأولى، سُميت سيرا على اسمها. لا أعلم كيف فعلتها وخلدت ذكراها حتى بعد مرور السنين على اختفائها."

"وهل هي خطيرة؟"

"أجل، هي وجيشها سيأكلون الأخضر واليابس. قابلني عند النهر إن لم يأكلونا يا حبيب والدك!"

"هل انتشروا في المدينة أم لا؟"

"أجل سيدي الأمير."

نطق الملك بضيق ردًا على الخادم:

"لا أعتقد أني سأبقى ملكًا ولا هو أميرًا بعد عودة تلك الفتاة. لن أستطيع هزيمتها وجيشنا في حالة تدهور."

"لا لا يا سيدي الملك، هي لم تُعلن الحرب علينا حتى الآن، لهذا هم الآن منتشرون في المدينة لا أكثر. إن كانت تنوي الحرب لما سمحت لهم بالتجول هكذا، ربما جاءت للسلم."

"خسئت! من هذه التي جاءت للسلم؟ أنتم لا تتخيلون كيف كانت سيرا فماذا عن ابنتها؟ بالتأكيد هي تنوي شرًا."

نطق الخادم محاولًا جعل نبرته أكثر هدوءًا، لكنه في الحقيقة يرتجف:

"لا أعتقد هذا، لقد كانت السيدة سيرا عادلة، طيبة، تُحب الجميع، بالتأكيد ابنتها مثلها."

نطق الملك بعصبية زائدة وكأن هناك زيت مغلي في أعماقه ينتظر الفرصة للخروج:

"سهيل، هل يمكنك فعل شيء من أجل مملكتنا يا بني؟"

نطق الأمير يعدل شعره ببعض الغرور:

"أمرك مولاي."

أمر الملك الخادم بالخروج ثم قال:

"أريد منك التنكر في زيٍ مثل أزياء عامة المملكة، وأن تتقرب من تلك الفتاة وتعرف ما هي نواياها. الأمر سيكون تدريجيًا وربما لن يكون سهلًا لكننا مضطرون. لا يمكننا تركها هكذا، علينا أن نعلم بمخططها."

وقف الأمير وقال بلمعة في عينيه:

"من أجل المملكة فقط."

رد عليه الملك بصرامة:

"أثق بك يا سهيل."

سِيرا المُقَدَسَةُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن