_____________ الفصل الأول _____________
"سوف تربيَّ هذهِ الطــفلة."
عند تلك الكلــمات، رفع سيمور هايورث سومرست، رئيس دوقية سومرست، عينــيهِ عن الوثيــقةِ التي كانت أمامهٌ.
خلف النــظارات ذات الزوايا المســتديرة، بدا الأستــياءٌ والشــكٌ واضــحًا في تلك الأعُيــن الخــضراءِ.
لقد كانت نظرتهٌ هذهِ ذاتَ النــظرةِ عندما تم تقديم طلبًا سخيــفًا لهُ ببيعِ الســجائر الفاخــرة بنــصفِ قيمــتها.
في ذلك الوقت، قام سيمور على الفور بقلــبِ الطاولةِ وإلقاء مٌنفــضةِ الســجائرِ وتحِطــيمها.
وبطبــيعةِ الحال، كانت لديهِ رغبة قوية
فــي القــيام بذلك هــذه المرة أيضًا.لكن لسوء الحــظ، لم يكن في وضــعٍ
يسمــحٌ له بذلك الآن.لذلك بدلًا من أن يقــومَ بقلــبِ الطاولةِ مرةً أخرى مثل ذلك الوقــت، أدار عيــنيه المتعــبتينِ ونظرَ إلى الأشخاص الجالســينَ أمامــهٌ.
أمرأة عجــوز تبدو غير متــساهلة أبدًا.
وبجانبــها تجلــسٌ طفــلةً صغــيرة.
'ما هو هذا الوضــع الغريــب الآن ؟'
لو كان شخــصًا آخر، لكان قد قام
بطــردهِ قبــل أن يجــلس حتى.تمنــى سيمور أن المرأة العجوز التي كانت تجلــسٌ أمامهُ لم تكن حمــاته، التي كانت بمــثابة الأمِ بالنــسبةِ له.
لامســت أصابع سيمور المنــطقة التي بين
حاجبــيهِ مٌدلكًا إياها ثم تنــهدَ بإرهــاقٍ."أنا...لا أعلــم ما الذي تتــحدثينَ عــنهٌ حماتي ؟"
"لا أعتــقد أنني قلتٌ أيَّ شيــئًا صعــبَ الفهــمِ، أريدكَ أن تأخذ هذهِ الطــفلة كفرد تحــت أسم دوقية سومرست."
"إذا كنتِ تشــعرينَ بأن دوقية سومرست تبدو وحيدة جدًا، فلماذا لا تحــضرين معكِ حيوانًا إليــفًا كقــطةً على سبــيل المــثال ؟"
عقدت السيدة هايورث حاجبــيها بســبب السخرية الواضــحة التي أظهرها سيمور.
"في كٌل مرةً أراكَ فيها تُصــبح أكثر قســوةً عن السابق، إليس هذا واضــحًا ؟"
"كلا، إن العالم قاسٍ جدًا فقــط، وليس أنا."
"أنا مشــغول بالفــعل، لكن ما زلتٌ
اتحــدثُ معكِ يا حماتي."