الستارة الاولي

171 3 4
                                    

اللّهم إنّي أعوذ بكِ من العجز والكسل والجبن والهرم والبخلِ .. وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات.

الستارة الاولي

ابعتذر ... عن كل شيء ...
إلا الهوى .. ما للهوى عندي عذر ..
ابعتذر .. عن أي شي ..
إلا الجراح .. ما للجراح إلا الصبر ..
إن ضايقك اني على بابك أمرّ ...
ليلة ألم ... واني على دربك مشيت عمري وأنا
قلبي القدم ...
ابعتذر ... ابعتذر ... كلي ندم ...
عن كل شيء ... إلا الهوى ...
ما للهوى عندي عذر ...

في ساعات الصباح الباكرة جداً تجلس في الصالة وأمامها صينية الإفطار المكونة من خبز البر والحليب الدافئ، العادة التي لم تملها ابدا، فبعد ان تنتهي من صلاة الفجر تبقي على سجادتها تقرأ ما تيسر لها من القرآن حتى شروق الشمس لتصلي بعدها ركعتين وتدعي بقلبً صادق ، طقوس معينه تربت عليها تحب إن تطبقها بكل دقة ، بعدها تتوجه إلى الصالة للإفطار عادة صباحية لم تنقطع عنها منذ زمناً طويل ...

انتهت من الافطار لتردف بصوت خافت / الحمدالله جعلها نعمة دائمة

وقفت بكل هدوء وبخطواتً بطيئة جداً توجهت الى مكتبتها الصغيرة وهي تردد بداخلها الاستغفار تستغل كل دقيقة بوقتها في الاستغفار وذكر الله عادة ترسخت بداخلها وكبرت معها ، دفعت الباب برقه حتى لا تحدث صوتاً فيسمعها احد من سكان هذا المنزل المليء بالحب والدفيء شعور تعشقه حتى النخاع ، فتحت الباب وتلك الذكريات الراحلة تعود لها بشكل تدريجي ، حياتها لم تكن مستقرة منذ صغرها ، لقد عملت بسن صغير وتوقفت عن الدراسة في سن صغير ايضاً ، ولكن طموحها وحب التعليم كان يراودها بشدة حتى اكتمل هذا الحلم ..لم يكن سهلاً أبدا الوصول لذلك الحلم لكن ذلك القلب وقف بجانبها ودفعها حتى حصلت على شهادة البكالوريوس في تخصص الإدارة العامة ..

سحبت الكرسي لتجلس وتمد يدها لتمسك بأحد الكتب القديمة اختطفته بشكل رقيق لتتصفحه وتخرج من بين طياته ورقةً قديمة جداً يتضح ذلك من شكلها المتهالك

امسكت الورقة القديمة والتي بدا الكلام بالاختفاء منها بشكل تدريجي ...

الله معانا أقوى وأكبر من بني صهيون
يشنق يقتل يدفن يقبر أرضي ما بتهون
دمي الأحمر راوي الأخضر في طعم الليمون
نار الثورات ما تسعر نحن المنتصرين

كانت تلك الرسالة احدى رسائل عزه لها بعد ان غادرت الى غزه نهائياً ، تنهدت بضيق وهي بالفعل تفتقدها منذُ زمناً ، فمع حدوث التصعيدات الكثيرة والحرب الشبه مستمرة في غزه فقدت التواصل معها بشكل كامل، ولكن حنين بداخلها لا يتوقف شوقاً لتلك الإنسانة الطيبة ،

تذكرت حديث عزه لها ، عن ايامها بالمعتقل الصهيوني ( سجن ضيق ، رطوبة ، حشرات ، ظلام ، وجوع قاتل )

عزه التي ما زالت الى الان تمثل الصديقة والاخت والحبيبة ، حتى وان غابت عنها فهي ما زالت تعيش بداخلها ، هي من قاسمتها حياتها هي من عاشت معها تلك التفاصيل الدقيقة المفرحة والمحزنة ، لا يكاد يخلو موقفاً في حياتها من وجود عزه به ،اخذت نفساً عميقاً فكيف لها ان تنساها وهي من كانت تقدم لها الدعم الكامل في ايام دراستها
ابتسامةً خاطفة زينت ملامحها المليئة بتجاعيد الزمن ، وصوت عزه الى الان يرن بإذنها

الستائر السوداءWhere stories live. Discover now