هي من هددتني 💔

14 2 1
                                    

أين سأهرب بجريمتي ..... كيف سلأخفي دلائل إدانتي..... كيف سأثبت برائتي ... لماذا لم أفكر قبل أن أقتلها. هل كان علي فعل ذلك ؟ لكنها من استفزتني و دفعتني إلى قتلها هي من هددتني لذلك كان عليها تحمل العواقب ، يكاد التفكير يقتلني ، سأعد فنجانا ساخنة من القهوة لأريح أعصابي بعد أن أخذ حمامة باردا ....

إتجهت إلى الحمام .... أدرت الصنبور و ألتقيت بثقلي داخل الحوض الرخامي الواسع لتغمرني المياه ببطئ من كل جانب و كأنني جزيرة ضائعة وسط المحيط الهادئ و ما إن أغمضت عيناي حتى جالا بمخيلتي صورة تلك الجثة العامة ملقاة بين أعشاب الغابة الفتية....

فتحت عيناي وأنا أرتجف رعبا من هول المنظر الذي رأيته قبل قليل ، هل ستستمر هذه الرؤيا بمراودتي كلما أغمضت عيناي ، هل ستبقى هذه الصورة في مخيلتي و يأنبني ضميري كلما ذكرت سيرتها أو نظرت الى ابنتيها ؟ ... لا .. لا أظن ذلك ، أنا لا أمتلك الجرأة لنظر في وجه أحدهم مرة أخرى ، لا أعلم مالذي حدث فقد كنا أعز صديقتين ،لكنها في الآونة الاخيرة تغيرت .. تغيرت كثيرا ... لقد أصبحت تبتزني بطريقة غير مباشرة الى أن جاءت قبل يومين و طلبت مني أن أقدم لها الخمسين ألف دولار التي أدخرها منذ ستة أشهر للايجار هذه السنة مقابل السكوت عن حقيقة أن أمي قتلت أبي ثم إنتحرت من بعده ، لقد تمادت كثيرا و استحقت ما حدث لها ...

لقد أرهقني التفكير في هذا كثيرا علي أن أنام بعض الوقت لعلي أستعيد بعضاً من نشاطي السابق...



ها أنا ذا أتمشى في حديقة مزهرة بهيجة ، رائحة الزهور تعبق داخل أنفس و تدغدغ جداره الداخلي ، و بينما أنا منهمكة في تمييز التطور المختلفة مرت بجانبي فراشة صغيرة انيقة ترتدي ثوبا بنفسجيا يلائم هذا الجو الربيعي الدافئ تبعتها بناظري الى أن اختفت بين اشجار غابة قريبة مشية بخفة بغية ان أتبعها ، وصلت الى نمر مظلم يذدي الىتلك الغابة المشؤومة و بينما أنا أحدق فالسماء سقطت جثة من مكان ما و اختفى عبير الورود ليحل محله مزيج رائحة الدماء و العفن أنها رائحة لا نطاق ، استمرت تلك الجثة بالتحديق بي بشكل غريب ثم تحركت من مكانها بأعين جاحظة ، تمسك بيها اليمنى سكينا كانت قد انتزعته من صدرها بعمق و اقتربت مني و هي تلوح بخنجرها في وجهي ، صرخت دون وعي: أنا ٱسفة لم أقصد .. أرجوكي لا افعلي هذا ، لست أنا من قتلتك ، لست أنا ، أنا بريئة .....

نهضت من غفوتي تلك فزعة بشكل مريع ، و أنا أحاول إلتقاط أنفاسي بينما تبحث يدي اليسرى المرتعشة عن نظارتي الطبية فوق طاولة المكتب الخشبية

انها السابعة صباحا لا زال الوقت مبكرا ، إتجهت الى المطبخ لاتناول كأسا من الماء لعلي أصحو قليلا ، قربت الكأس من فمي و ارتشفت قطرات ، كان دافئا بالرغم من أنني أحضرته من الثلاجة لكن طعمه مختلف قليلا ، إنه يشبه..... يشبه طعم الدماء لقد تحول الماء الى دماء بشرية ، بينما اصبغت الجدران بلون أحمر قاني ، انني الان محاطة بالدماء فحسب شرعت في الصراخ بقوة و أنا أتجند أمي لتساعدني لكن دون حدة ، لم أشعر بنفسي إلا و أنا ملقاة على الارض بقوة ، لابد أنني فقدت وعيي مرة أخرى

regret Where stories live. Discover now