الفصل الثاني: غُبار الرفوف

25 1 0
                                    


سماء مُرصعه،تلتمع بأبهاء طُله..ستارها أسود،زينتها مُلونه

كانت سماء الضواحي أكثر وضوحاً بكثير من تلك التي كانا يُبصرانها في العاصمه..كان أسود الخُصلات يُراقبُ الفُلك تارتاً وأعين رفيق مجلسِه في أُخرى..شعور غير مألوف وليس بمريح كان يختلج نفسه مُنذ فجرية هذا اليوم..لم يكن بمطمئن لمحوى أيامهم القادمه..لربما يعود ذلك لكون الحرب أوشكت على قرع طبولها الحقيقيةِ أخيراً..بعيداً عن ستار الموده..أو لعله يخاف أن تغدو 'أيامه' لا 'أيامهم'... 

ومابين شروده وتكدره لم يلحظ إلتفات أعيُن رفيقه له..إلى أن سمع قهقهته المبحوحه قُبَالَة قوله بنضره حانيه على ذاك الذي يحدق بِه بجبين مقطُوب بإنزعاج "ماخطبك إداورد؟ ألا زلت تتحسر على نومِكَ الضائع؟"

نضره مُستحقره سخيفه هي تلك التي رمقهُ بِها إداورد قبل قوله بِنبرةً مفروغِاً مِن أمرِها "من الصحيح أني أرغب بِشنقك أنتَ و ولي العهد على السخافات التي صدحتُم بها منذ شروق الشمس إلا أن ذاك ليس مايشغل فكري!"

لا رابِط بين الأمرين ولا سيّان، فالأول جره ليطالعوا النجوم بعد مسحِ الأرض بِه في ساحة التدريب، والثاني في قصرِه وفي عُقر الديار يُصدر أوامره للخطوات القادمه.

إلا أن لا فرقَ بِالنسبه لإدوارد بعد الان، فكِلاهُما كانا سبباً في الحاله المُنفره التي هو بِها الان!

تنهد رفيقه بِخفة للحضه ساحباً رأس إدوارد ليقع على حجره بينما يلعبُ بخصلاته بشرود، كان إداورد يسايره لكونه مُحتاج لإراحة رأسه قليلاً، ولإن حُجر رفيقه لوسادةً جيده

كاد يغفوا، ومابين الصحوةِ و السبات تناهى لمسّمعه صوت رفيقه الهامِس "إداورد،عُد للعاصمه، كتَبَ لي سموه،ولي العهد،قال أنهُ على إستعداد لأخذِك لجانبه كفارس ملكي مُرافق،وإن أُضطر للخوض مع البرلمان عاقِبةً،أخبَّرني أن أُقنعك،لكني لم أقتنع بدوري لأفعل،الا أني أدركتُ مُقرراً الان،راحتك وكبريائك،إد خاصّتي...ليسَا أهم من حياتك..و توقف عن شتم ولي العهد"

بصوتاً غافي،أجابه قبل أن يغُط في سباته "أعلم..مامن رجُلاً أحمق يترك رسائل ولي العهد فوق مكتبه مفتوحه في وجه كل من هبَ سواك..قرأتُها..وتوقف عن حشر أنفك..جوزيف"

*****

رمش للحضات قبل أن يعاود إغماض أجفانه،يحاول إستوعاب أشعة الشمس المُتسلله من بين سِتار الخيام،تنهد مُتثائباً بخمول،أحلام مُزعجه كانت تراوده هذه الأيام مما يجعله يود لو لا ينام فقط..

أهوَ تأنيبُ ذلِك الرجُل له؟..أمْا أصاب بِفعلهِ؟ أم أنه أرتكب ذنباً بفعلتهِ فِعلاً؟..ماعاد يعلم، بوصِلتهُ جُنت وتشقلبت!

ماهو الصحيح؟ ماهو الخطأ؟

كان يملك ميزاناً، فأتاه من أبدله بوصلةً، ثم تخلى! فمعاد له ماتخلى عنه؛ولا بقي له ماتخلى لأجله!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حبر أبيضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن