الفصل الأول
داعب شعاع النور جفنيه وهو مستلقي بأريحية فوق فراشه ينعم بدفئه بعيدًا عن متاعب العمل وصراعات النسوة عليه، شعر بأصابع رقيقة ناعمة تحمل رائحة طيبة، بل كانت رائحة شهية تثير داخله مشاعر جمة، تتبع فضوله وفرق جفنيه ليطالع فتاة جميلة تقف بثياب أنثوية فاضحة، شهقة كادت تخترق جوفه، اتساع بؤبؤيه يشبه متفرج أبله يرتعد من أفلام الرعب، تلقائيًا قبض بكفيه فوق غطائه الازرق يجذبه على جسده كمن قُبض عليه بالجرم المشهود! وهتف بنبرة غليظة تنافي ردود أفعال جسده المرتعبة:
-أنتي مين؟!
تلون ثغرها المغطى بلون أحمر ناري بابتسامة ناعمة رقيقة وهي تهتف:
-أنا حبيبتك يا حبيبي!
إجابة لم يفهم منها شيء قط، فعاد يقول بنبرة قاربت على الجنون وهو ينظر لجدران غرفته يتأكد من وجوده بمنزله:
-مافهمتش أنتي مين بردو وازاي تدخلي اوضتي؟!
ضحكة رخيصة خرجت منها وهي تتخصر ثم قالت:
-قولتلك حبيبتك!
وقبل أن يجيبها بسبة نابية، التقطت أذنيه صوت أخرى تقف بإحدى زوايا الغرفة تدافع عن حقها به بصوت أنثوي شرس:
-لا يا حبيبتي أنا اللي حبيبته!
انفرج فمه بصدمة أخرى وهنا اتفق جسده معه وانتفض كمن لدغه عقرب:
-انتوا مين؟! وازاي دخلتوا هنا!
لم يجيباه بل الاجابة كانت من نصيب مَن خرجت مِن أسفل الفراش تبتسم ابتسامة خبيثة:
-أنت حبيبي أنا ولا يمكن أسيبك ليهم.
وقف فوق فراشه يمسك وسادته أمامه يدافع بها عن نفسه:
-انتي خرجتي منين انتي كمان؟!
-من تحت السرير يا حبيبي.
هز رأسه كالمجنون وانطلق يبتعد عنهن وتوجه لباب غرفته يفتحه في محاولة قوية منه للهروب بينما هن يمسكن بثيابه بجنون وهو يخطو للأمام حتى وصل للباب وفتحه ولكن أصابته الصاعقة حين وجد منزله يمتلئ عن أخره بالفتيات ولا يوجد أثر لعائلته وكل واحدة منهن تدافع عن أحقيتها فيه وبالزواج منه!
ظل يهز رأسه كالمجنون ويصرخ فيهن لعلهن يبتعدن عنه ولكن لا فائدة فظل يطلب منهن الرحمة به والرأفة بحالته وهن يطبقن عليه كمن وجد كنز ثمين، فأصبح لا أثر له وهو بينهن وأنفاسه اختفت تدريجيًا حتى شعر بيد قوية تجذبه من قاع أحلامه الغريبة والمجنونة:
-قوم يا بيــــه، قوم يا دنجوان.
تمتم داخله بارتياح قبل أن يفتح عيناه:
-دا صوت سليم أخويا، يبقى ان شاء الله خير.
وبالفعل فتح عينيه هذه المرة على واقعه يتأكد من خلو غرفته من الفتيات، ثم اعتدل رغم امساك سليم بيه بقوة:
أنت تقرأ
غَنَاء الروح
Romanceرواية رومانسية اجتماعية نبذة حينما زاحموا قلبي كالطوفان، لم أجد نفسي قديسًا في إنفاذه منهن، استنفدت مشاعري في اللهو بينهن حتى صرتُ قبطانًا ماجنًا في بحر الهوى، وحين وجدتكِ أدركت عندها أني لمستُ غَناء الروح!