البداية 1

273 15 17
                                    

حُسام

وكأن القَدر يُلاعِبك يا صديقي، يأخذك لآخر الدُنيا ليُريك شيئًا كان من الممكن أن يريك إياها هُنا بجانبك ولكن أتعلم؟
لرُبما هو مُحقٌ، لربُما أنت لن ترى ما سوف تراه أن رأيت الأمر بتلك السهولة، رُبما يجب أن تسقط وتتعثر ثم تنهض فتتعثر فستقط وتنهض حتي تصل للمُبتغى وحينها ستعلم لذة الوصول ستعلم كم عانيت لتصل فكن علي يقينٍ بأن القادم لن يكون يسيرًا ولكن فليكُن طالما سنصل في نهاية المَطاف للمُبتغي!

جلس فوق مكتبه مُنكبًا علي عمله بتركيزٍ حتي قُطع تركيزه بطرقاتٍ خفيفة فوق باب مكتبه، سمح للطارق أن يدخل فوجدها هي، شمس تدلف إلي مكتبه بينما تُزفر بحِدةٍ وهي تُلقي بالأوراق فوق مكتبه هاتفةً بصياحٍ صم أذنيه:

"كان يوم مطلعتلوش شمس يوم ما قُلت لخالتي إني أشتغل معاك يا حُسام"

أمسك بالأوراق التي ألقتها في وجهه يتفحصها مُتجاهلًا تذمراتها وبعد برهةٍ قصيرة ألقاها أمامه باشمئزازٍ هاتفًا:

"إيه القرف ده يا شموسة؟"

"وايه لازمتها شموسة يا قلبي؟"

"الشغل ياخد اتنين من عشرة يا شمس، قولتلك من الأول انتِ متنفعيش في الشغل ده عملتيلي فيها الفنانة أمينة خليل وقادرة علي التحدي والمواجهة وروحتي قولتي لأمي خلي حسام يشغلني معاه، البسي بقي"

مسدت جبينها بارهاقٍ لا تعلم مصدره إن كانت لم تقم بالصواب في عملها فلِم الارهاق؟
هتفت بضيقٍ وهي تومئ إليه:

"انت صح يا عم، الست ملهاش إلا مطبخها وبيتها وقرة عينيها"

أومأ إليها موافقًا بينما يُلقي بالأوراق خاصتها في سلة المهملات بجانبه وهتف:

"أيوة كده، ويا ستي ربنا يرزقك بقُرة عينك عن قريب"

"يا رب بقي"

كاد أن يتحدث ولكن قطع حديثه رنين هاتفه باسم "my baby"، القت شمس نظرة عابرة علي الهاتف سرعان ما تجعدت ملامحها باشمئزازٍ هاتفةً:

"baby? يا أخي يع حاجة منتهي القرف"

نظر إليها بلا مبالاة سرعان ما تحولت نبرته لأخرى دافئة وحانية بينما يهتف:

"صباح الفل يا قلبي، لا يا حبيبتي في الشغل، أعزمك؟ اه طبعًا يا حبيبتي أنا أصلًا كنت لسة هقولك إني عازمك علي الغدا طبعًا، بس نص ساعة بس يا حبيبتي في البريك عشان عندي شغل أد كده، حقك عليا هعوضهالك، خاتم؟ عيوني الاتنين طبعًا هو أنا عندي أغلى منك؟"

قلدته شمس بسخريةٍ فنظر إليها بتحذيرٍ ولكنها لم تبالِ إذ بها تهتف فجأةً:

"إيه يا حُسام خاتم ايه اللي تجيبه ده؟ انت بتجهز في شقتك ومحتاج لكل قرش!"

كتم حسام المكالمة وهتف بضيقٍ بينما يرشقها بنظراتٍ نارية:

"شمـس!"

اللعبة السداسية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن