كان يحاول بيع الهاتف بأي شكل، لم يستطع اقناع أي أحد بشرائه رغم حداثة اصداره أنه بالكاد اُستخدم لشهر!
"خُد بس يا عم ربيع التليفون ده مكملش شهر وأخر نسخة!"
"يا ابني مش عايزه ده معيوب"
نظر للهاتف من جديدٍ بعدم تصديق لتلك الجملة التي يهتف بها الجميع ثم هتف وهو يحاول فهمه:
"معيوب ازاي يعني؟"
"بيشتغل شوية ويفصل شوية، ده لو خدته منك سمعتي هتروح!"
كاد أن يتحدث لولا صوت الرسالة التي قاطعت حديثه ولم يلبس أن يتحدث حتي وصلت رسالة آخرى، قضب جبينه وهو يتفحص الرسالتين ورغم وجود كلمة مرور إلا أن الرسالة قد فتحت له بسلاسةٍ! ما به ذلك الهاتف؟
كانت الرسالة الأولي عبارة عن:
(مرحبًا بك في المرحلة التمهيدية من اشتراكك باللُعبة السادسية، سررنا بوجودك معنا، هذه الرسالة هي رسالة تأكيدية لبداية اللُعبة، انتظر منا رسالة قريبة ليصلك منا كافة المعلومات والتفاصيل اللازمة، دُمت سالمًا)
لم يفهم كلمة واحدة من تلك الكلمات ولكن ما أرعبه هي الرسالة الآخرى التي كانت من نفس مجهول الهوية ذلك الذي يُرسل له بدون رقم أو اسم أو أي شيء يدل علي هويته!(لا تحاول بيع الهاتف يا عبد الرحمن، إن حاولت مُجددًا سيكن الموت مصيرك، اللعبة السداسية)
من أين له باسمه الحقيقي؟ وكيف علم ذلك الشخص أنه يحاول بيع الهاتف؟ وما هي اللعبة السداسية؟
••••••••••••••••
دلفت بخطواتٍ حثيثة بيتها بعدما طُردت منه تتحسس طريقها بهدوءٍ لا تريد لأحد أن يراها هُنا ولكن قبل أن تفعل كانت تُمسك من خصلاتها المُشتعلة كحال صديقتنا التي انتفخ وجهها بغضبٍ وهي تبعد يد المرأة عنها هاتفةً:
"عايزة مني إيه يا عقربة انتِ؟"
"انتِ ايه اللي جابك تاني؟ انت عفريتة يا بت؟"
"وانتِ مال أهلك؟ وأه يا هانم أنا عفريتة ابعدي عني بقي بدل ما أركبك!"
ولِم لا؟ بتلك الخصلات الحمراء والوجه الناري المُشتعل وذلك النمش الذي يملأ مُقدمة وجنتيها وأنفها الصغير وعينيها العسلية التي تتحول لآخرى قادمة من قعر الجحيم عند غضبها، رُبما هي من الجن حقًا؟ ناهيك عن محاولتها للتخلص منها بكل شكل وفي كل مرة تعود إليها!
أنها ألقت بها للجحيم ذاته والفتاة جميلة ومن ينكر؟ كيف تعود؟؟؟؟"انتِ رجعتي ازاي يا بت؟"
"في تاكسي"
"والله؟"
"اسكتي بقي"
هتفت بغضبٍ بينما تجلس فوق الأريكة ثم أمسكت بهاتفها تتفحصه بمللٍ تاركة تلك التي تشتعل منها ومن وجودها هنا حتي الآن، متي ستتخلص منها؟ الرجل علي فراش الموت وحينما يموت سترثه تلك الحشرة؟ لا وألف لا ليس بعد كل ذلك ستفسد مخططاتها.
أنت تقرأ
اللعبة السداسية
Adventureلُعـبـــــة؟ أي لُعـبــة تلك ستستطيع الوصول للإنسان في بيته وعمله؟ أي لُعبــة تلك ستحاول قتل الإنسان؟ لِم سداستهم؟ أراد القدر أن يجمعهم جميعًا في لعبة ستودي بحياتهم جميعًا إلي الجحيم، بل أن الجحيم ذاته سيكون معهم في كل خطواتهم. كونوا علي استعداد...