في مكانٍ مهجور به ستة من الأسِرة يتسطح فوقهم ستة من أجسادٍ قد بُليت من الاصابات الشديدة، تحركت رأس لمار التي كانت أخف اصابة بهم يمينًا ويسارًا بارهاقٍ تحاول فتح عينيها ثم تعود لتغلقها من شدة الاضاءة حتي اعتادت تلك الاضاءة القوية لتفتح عينيها تمامّا سرعان ما شعرت بالألم ينخر عظام قدمها اليُسرى، نظرت إليها لتجدها ملفوفة بشاش أبيض يُحيط بالجبس الأبيض الذي يلف قدمها المكسورة، أرجعت خصلاتها للخلف بينما تُزفر بقوةٍ وعيناها تجول بالمكان لتنتبه حولها للمكان الغريب وهؤلاء الذين يرقدون فوق أسرتهم بجانبها!
وقعت نظراتها علي مريم التي تستلقى فوق الفراش غير واعية لما حولها ومن حول رأسها شاش أبيض يلتف حول جبينها من فوق حجابها المُلقى باهمالٍ فوق رأسها، هتفت لمار بصوتٍ عالٍ لعلها تُيقظ مريم:
"مريم! انتِ كويسة؟ يا مريم!"
استمعت لصوت تأوه ضعيف يصدر عن آخر غير مريم مُستلقى بالفراش بجانبها من الجهة الآخرى، نظرت إليه لتنتفض وكأن ثعبان قد لدغها بعدم تصديق أنه المُتحرش الوسيم ذاته! كيف وصل به الأمر إلي هنا؟
مُستلقى فوق الفراش وفوق أنفه وفمه قناع يدخل إليه الأكسجين، وجهه شاحب باهت وكأنه خرج من الموت توًا، حرك رأسه يمينًا ويسارًا بصعوبةٍ ثم فتح عينيه ليُحرك رأسه يمينًا لتسقط عينيه فوق فتاة مُستلقية فوق الفراش تُغطي رأسها بشاش أبيض، أدار رأسه للجهة الآخرى لتتسع حدقتيه صدمةً وهو يجد الفتاة الشعثاء الحمراء نفسها صاحبة الحذاء الطويل تنظر إليه بصدمةٍ بينما قدمها ملتفة بالجبس والشاش هاتفةً بسخريةٍ وهي تنظر لكل تلك الخراطيم التي تدخل وتخرج من جسده:"أي اللي جابك هنا؟ وإيه اللي عمل فيك كده؟"
أزاح قناع الأكسجين عن أنفه وفمه ليسعل بقوةٍ فأعاد وضعه لتهتف هي بعدما لوت شفتيها:
"أدي أخرة المُنكر اللي بتشربه"
صرخت مريم فجأةً وهي تضع يدها فوق رأسها التي تؤلمها بقوةٍ فهتفت لمار وهي تتأملها بشفقةٍ:
"هو مفيش دكتور هنا؟ احنا فين أصلًا؟"
دارت بعينيها في المكان فلم تجد إلا تلك الغرفة البيضاء الفارغة إلا من الأسرة التي يتسطحون فوقها، نهضت مريم من فوق الفراش لتشعر بدوارٍ يحيط بها فأغضمت عينيها قليلًا ثم عادت تفتحهما لتشعر بتحسن بعض الشيء، حركت عينيها لتجد ثلاثة أسرة آخرى يتسطح فوقهم شابين وفتاة، تحركت ببطئٍ تجاههما لتجد الفتاة بدأت تفيق لتفتح عينيها العسليتين بوهنٍ سرعان ما هبت بذعرٍ واقفةً تصرخ:
"حُسام!"
سقطت فوق الفراش من جديدٍ شاعرةً بالدوار يتملك بها بسبب نزيف دمائها، نظرت لذراعها لتجده مُلتف بالشاش الأبيض، رفعت رأسها لتجد مريم تُحدق بها بتفحصٍ لتهتف شمس بخفوتٍ:
أنت تقرأ
اللعبة السداسية
Adventureلُعـبـــــة؟ أي لُعـبــة تلك ستستطيع الوصول للإنسان في بيته وعمله؟ أي لُعبــة تلك ستحاول قتل الإنسان؟ لِم سداستهم؟ أراد القدر أن يجمعهم جميعًا في لعبة ستودي بحياتهم جميعًا إلي الجحيم، بل أن الجحيم ذاته سيكون معهم في كل خطواتهم. كونوا علي استعداد...