اقتباس

184 15 0
                                    

التف وجهها للناحية الأخرى بقوة أثر كفه الكبير الذي استقر هاوياًعلى وجنتها بمنتهى القسوة ، أمسكت بحواف الكرسي بجانبها كى لا تسقط ، وحاولت كتم دموعها وهى تذم شفتيها تبتلع آناتها ، ليأتيها صوته الكريه وهو يسد الرؤية أمامها بجسده الضخم

"بُصيلي!"

رفعت عسليتها الملتمعة له على الفور ، لتجد عينيه البنية مليئة بالغضب وتخبرها كم أن ليلتها طويلة معه ، ومن جديد عاد صوته السؤال بهدوء قاتل ليبث الرعب داخل قلبها مجدداً

" أنا مش قلتلك قبل كدة متخرجيش من البيت من غير أذني ؟"

أومأت بالإيجاب سريعاً خوفاً من بطشه الذي أتاها في الحال ، وهى تأخذ لطمة أخرى أقوى من سابقتها على نفس الجهة  ، وتلك المرة سقط الكرسي أرضاً وكادت أن تلحقه ولكنها حاولت بكل قوتها ألا تفعل و تغضبه ، فيخرج المزيد من شياطينه عليها .

" بُصيلي !"

أغلقت عينيها مراراً تحافظ على توازنها ومنع دموعها خوفاً من ثورته عليها أن ارتفع صوتها ، ومن جديد رفعت عسليتها له بتوسل صارخ وبدأت  أن تتحدث في خوف وتلعثم

" خالد والله ، والله ..أنا مكنتش عايزة أنزل ، بس ماما تعبت جداً  ، أنا ..."

توقفت بذعر حقيقي وهى تراه يشير بسبابته فوق شفتيه أن تصمت ، لتخفض عسليتها اللتان أفرجا عن عبراتها ، وكورت قبضتها تقبض على  ثوبها برعب زحف بكل خلايا جسدها في ترقب للقادم .

رغماً عنها أجفلت برأسها للوراء وهو يمسد بيده الخشنة على وجنتها الملتهبة أثر الصفعتين السابقتين ، وهمس لها بخبث ونبرة تُقطر مرضاً

" أمك تعبت ، أبوكي مات ، البيت ولع وأنتِ فيه ، متخطيش خطوة واحدة على رجلك اللي هكسرهالك دي من غير أذني!،  فاهمة يا شاهنده؟"

أغمضت عينيها تعتصرها بخوف وجسدها بأكمله يرتعش وهى تتحدث بخفوت تجيبه

" أسفة يا خالد ، والله أسفة!"

لاحقها بصفعة ثالثة أشد صرامة على نفس الوجنة لم تتحمل بعدها البقاء واقفة ، وهى تشعر بصفير أذنها وسيل دماء دافئ ينساب  من جانب شفتيها ، فسقطت أرضاً فاقدة توازنها وهى ترى السواد يُغلف كل ما هو أمامها وفِي نطاق رؤيتها  ، ثم تبعه  نبرته التي لم تستمع لها بوضوح من شدة الألم بأذنها

" أعمل بيه أيه أسفك يا روح أم ك؟، ده أنتِ ليلتك سودا انهردة ، قومي أقفي على رجلك مش هتقعدي ثانية الليلة دي !"

قيود من فولاذ( قيد التعديل اللغوي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن