الفصل الأول-1

267 14 6
                                    

الفصل الأول_1

5فبراير ( شباط/ 2) من عام 2021
أنه عيد مولدي ... الذي لا اعتقد اني سأنساه....
اتذكر بوضوح دخولي بيتي ذلك اليوم.... لكن بدل أن تستقبلني الاغاني و الاحتفالات .. وجدت ابني الصغير مغمى عليه في منتصف غرفتي ....
طفلي ذو المناعة الهشة ... اصيب بالعدوى لمرض كورونا ( COVID 19 )

انا اعلم بصحته.. مناعته ...و حالته... و حميته بكل السبل .. هو لم يخرج من باب منزلنا منذ شهور.. انا لست مصاب ولم يدخل أحد بيتنا... اعقم نفسي كل يوم ... و اعقم كل داخل إلى بيتنا ... هو لم يصب بالصدفة ... و انا اعلم كل العلم من السبب بهذا.


6 فبراير ( شباط / 2 ) من عام 2020
بالامس بلغت عامي ال ١٨ ... و اليوم ساحقق إحدى امنياتي .. أو لنقل أهدافي التي لطالما رغبت بها.. أن احتوي طفل بلا مٱوى ....
دخلت الميتم صباحاً... وانا اشعر .. لا بل متأكد من أن هناك طفل ينتظرني هناك و مقدر لي ...
الميتم كان زاهي .. بألوان فاتحة هنا و هناك .. العاب و دمى و المربيات يعلمن الصغار ... و اتت لي مديرة هذا المكان مبتسمة بزيها ذو اللون الكحلي و الذي يتزين بنقوش بيضاء أنيقة .. شعرها الأسود الذي تخلل بعض خصله القصير الشيب.. و بعض التجاعيد التي كانت على أطراف عينيها بدت ظاهرة كحال عظام وجنتيها.. ورغم نظرتها المبتسمة.. شعرت أن هناك شيء خاطئ ' ثم قالت :
_ صباح الخير سيدي.. كيف اساعدك ؟ !
كانت لهجتها تتسم باللين ... اراحني الأمر قليلا.
انحنيت ما يشبه الانحناء معيدا التحية .
_ صباح الخير سيدتي... اريد تبني طفل .. لست حقا مهتما بالعمر لكن افضل شيء بين الثالثة و الرابعة .
_ اوه.. بالطبع اهلا و سهلا... ساريك اولا الاطفال بهذه الاعمار ثم اريك الباقي .. اتبعني . و أرشدتني بيدها نحو ما يشبه حديقة كبيرة .
_ شكراً . و أومأت .

لقد كان هناك مجموعة من الأطفال يلعبون بمختلف الالعاب.. يقهقون و يضحكون.. يصرخون و يركضون... و يرسلون البهجة في الأرجاء .. لم أستطع الا ابتسم ..بل لأكون صادقاً .. ابتسامتي كادت تشق وجنتي ..
أمضيت بعض الوقت مع الأطفال.. لكني مازلت .. مازلت لا استطيع الشعور بأني وجدت الطفل الذي ينتظرني...أنا متأكد من إختباءه في دهاليز هذا المكان .

طلبت من المديرة إرشادي حول المكان .. لكن قبلها استدعتني لمكتبها لنشرب القهوة و أخبرها أكثر عني .. لكن أثناء مروري بذلك الرواق.. المؤدي لمكتبها .. مررت بباب شد فضولي .. كان بني .. مهترء .. طلائه نصفه ساقط على الأرض.. و يبدو ما يشبه العفن الطحلبي الخاص بالرطوبة على أطرافه.. و التقطت اذناي ما يشبه انين.. ناعم.. و ضعيف.. رقيق بالكاد يسمع..
كنت ساتجاهل الأمر واظن اني اشك .. لكن العرق البارد على جبين المربية .. و جميع حركات جسدها التي تدل على التوتر زادت شكوكي.. و ضاعفتها بنظراتها للحراس ' الذين توجهوا إلى داخل الغرفة مقتحمين فور سحبها لي للمكتب ...
_ سيدتي... ما هذه الغرفة التي كانت في الممر ؟
_ مجرد مخزن لا تخف . _ قالتها و هي بالكاد تبتسم _
صمت قليلا ... انا غير مقتنع.. لكني لا. اعرف ماذا يجب أن أفعل ..
ثم أنارت أذهاني فكرة.. بينما تعطيني كوب القهوة .. تظاهرت أنه كان شديد السخونة على أصابعي.. و الان اصبح فستانها ملوث.. اعتذرت ببراعة .
خرجت تبدل الفستان الذي لوثته لها .. و بالطبع كان علي أن استغل فرصتي..
لم افكر كثيرا و توجهت باقدامي لذلك الباب' فتحته.. ولشدة رطوبته و انتفاخه.. أو ربما لتعطل مقبضه و امتلأت بصدء .. احتجت ثواني إضافية لفعلها ... و لن انسى ذلك المظهر الذي وقعت عيني عليه ما حييت ....
شعره الاشقر المتدلي على عينيه ببعثرة .. أعينه المتورمة من البكاء و الضرب.. و انينه المتعب الذي بالكاد يسمع ...
كان الضوء خافت.. يدخل من فتحة صغيرة في أعلى الحائط النتن .. السقف كان مهترء و يقطر بماء على الأرض القذرة و المملوءة .. بالدماء
لم يكن هنالك العاب .. لم يكن هنالك سرير... لم يكن هنالك ضوء
و هو لم يكن مجرد طفل ..

السلام عليكم
اعرف قصير مرة بس مع الوقت بتصير البارتات اطول ما تخافوا

اي افكار ؟
أسألة ؟

نلقاكم بالفصل القادم

ابي ابني ؟ TG حيث تعيش القصص. اكتشف الآن