الفصل الثاني_٣

105 14 3
                                    

الفصل الثاني_٣
استقمت و حملت حذائي و هو تبعني.. غسلت قدماي من الرمل و هو كذلك ثم ارتديت الأحذية و صعدنا السيارة بصمت تام .
كان الطريق الى مسكننا هادئ.. لا يسمع به صور صوت انفاس بوم المبعثرة التي يحاول بها ضبط نفسه و التماسك عن البكاء ..
وصلت لاسفل المسكن و توقفت.. نزل من السيارة و معه هاتفه و مفاتيحه فقط تارك كل شيء و صعد للمسكن.. و انا اكملت طريقي لشقتي التي اذهب لها عندما اريد الخلاء .
مر يومين لم اسمع بهما شيء عن بومغيو ... الاعضاء مازالوا في إجازة.. كنت احتاج بعض الأغراض من مسكننا لذلك قررت الذهاب ...
وصلت إلى المسكن و عندما فتحت شعرت بشيء غريب... كان كسرداب اسود ليس به شعلة ضوء... عندما أنرت المصباح مسكننا يبدو تماما كما تركته عندما نزلت انا و بومي ذلك اليوم... فقط حذاء هيونغ بالجانب و مفاتيحه و هاتفه على المنضدة .. كان هنالك طبقة غبار خفيفة كذلك ...  كانت الأريكة مبعثرة و فوقها بعض من ملابسنا و غطاء ت دمى هيونينغ ... المقرمشات على الطاولة كما تركها بومغيو ذلك اليوم ..
دخلت المطبخ وكان كأن بشرا لم يمسه ..  توجهت لغرفتي و وضبت ما احتاجه.. ثم قررت الاطمئنان على بومغيو لأني لم أكن أشعر بالراحة لمظهر البيت .
طرقت بابه ولم احصل على جواب لذلك دخلت ...
رأيته متمدد على السرير ... مازال بملابسه منذ آخر مرة التقينا... ينام وليس فوقه غطاء .. بجانبه زجاجة ماء نصفه رمي على الأرض... و حوله بعض علب الأدوية و حقنة ... قربه كان يبدو ما يشبه الهاتف السلكي ... لكن يبدو بعيدا عنه ...
اقتربت منه و تحسست نبضه بقلق و لحسن الحظ كان مايزال يسمع لكنه كان بطيء ... هززت رأسه مرارا و تكرارا و لم يستجب لذلك قررت اخذه للمشفى .
حملت و توجهت به بسيارتي بأقصى سرعتي ...
وصلت إلى قسم الطوارئ و احتاج الأمر ساعة كاملة ليعطوني تقريرا بحالته .. علمت لاحقا أن بومغيو مصاب بنوع من ضمور القلب منذ طفولته لكنه أجرى الكثير من العمليات لتحسينه .. وأنه كان يسيطر عليه خلال السنين الماضية لكن حالته عادت للانتكاس منذ فترة وجيزة ... و أنه كان يأخذ الأدوية وهي التي تجعله هامد.. و شاحب .. وفاقد للشهية و كثير النوم و التعب....  علمت أن الحقنة التي أخذها قبل أن يدخل بإغماء هي التي أبقته حياً ...  و اني لو تاخرت عليه أكثر كان سيموت .. الفكرة بحد ذاتها ارعبتني جاعلة أطرافي ترتجف لمدة لا يمكنني الجزم بحجمها  .

نقلوه لغرفة و أعطوه بعض الأدوية التي يحتاجها جسده و المقويات.. و أُخبِرتُ أنه يحتاج حتى أحدق بعينيه الى ساعات معدودة و قد تزيد .
قبلت يده التي غُرِست بها إبرة ثم تتابعت خطواتي نحو محل الهدايا ...
اشتريت له دب عسلي صغير مثله و بعض ازهار التوليب البيضاء التي تشبهه ...  و بعض الشوكولا و الفراولة التي كان يعشقها ..
وضبت بعض الملابس لكلينا في حال طالت مدة تعافيه .
عندما عدت كان مايزال على الحال التي تركته بها ... متمدد أسفل الأغطية و أمام  فتحتي أنفه يوجد أنبوب يضخ الأكسجين ليساعد قلبه الضعيف على إعانة جسده ...كان الأنبوب مثبتا بلاصقات على خديه الشاحبان ..  وضعت له بعض ملصقات الدببة فوق اللاصقات و قبلت وجنتيه بينما اسرح له شعره الذي يبدو كأنه طلي بذهب .
كنت اعلم أن قديمه ستكون باردة فضعف القلب يسبب برودة الأطراف... لذلك ألبسته زوجا من الجوارب الدافئة و توجهت لغرفة الممرضات ...
_ عذرا سيدتي... هل تجد لديكم بطانية إضافية ..
همست بعد  أن دخلتها... كانت غرفة فيها خزائن و ممتلئة  باطباق و معالق و ببطانيات و غيرها .. الدفئ كان يملئ الجو فيها ، دفئ مشابه لابتسامة الممرضات التي بها .. لكن أفسدته رائحة المعقمات .
_ اجل لدينا لكن ...  أنها للاطفال.. حجمها ليس كبير..
حملت نحوي بطانية بيضاء و عليها نقوش دببة و لم امنع نفسي من الابتسام ... هذا الفتى الدببة مقدرة له حتماً .
_ لا بأس انا احتاجها فقط لتدفئة قدميه ، شكرا لك !
قلت بينما اتناول البطانية منها و عدت للغرفته و لففت له بها قدميه .
أخيت رأسي قربه بينما انظر له انتظر استيقاظه بفارغ الصبر.. ثم تذكرت الشركة لذلك عرجت للخارج و كلمتهم و أخبرتهم بحاله و عدت له أحيط يده بكفي ادفئها بينما اتمتم بالدعوات متمنياً سلامته.
_______
هيلو ... بنزل بارت تاني قريبا .. كنت بسويه بارت واحد طويل بس حسيت لو نزلت كل جزء لوحده افضل ....
رأيكم؟
اي افكار ؟
أسالة؟
نلقاكم بالفصل القادم !

ابي ابني ؟ TG حيث تعيش القصص. اكتشف الآن